تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أوراق ترامب الانتخابية تحترق.. و كيل معارضيه طفح من رعونته

الثورة- رصد وتحليل
أخبار
الثلاثاء5-11-2019
انطلاقاً من السياسات الأميركية المتبعة في التعاطي مع قضايا العالم والتي تحرص إداراتها المتعاقبة على تطبيقها يرتفع منسوب النفاق الأميركي الى أعلى مستوياته ضمن مراحل تواجد قواتها المحتلة في سورية التي كان ليدها العابثة فعل اشعال فتيل نار الارهاب لتستثمر فيها والتي ختمتها بخاتمها الارهابي ومن ثم احتلالها لأراضيها.

سياسات البلطجة الأميركية تلك دفعت بها لأن تغوص أكثر في مسببات تدمير الدول وإشعال الحروب حول العالم لخلق أرضيات خصبة للفوضى بطرق مباشرة وغير مباشرة.. وما كان لانطلاقة حلقات ما سمي بـ «الربيع العربي» وما خلفتها من دمار أنهك شعوب المنطقة بسبب الوحش الإرهابي الكاسر الذي صنعته واشنطن بأموال خليجية وأفكار وهابية، إلا تراكمات إضافية لذلك الفكر الممنهج ذي الاوجه المختلفة والمتلونة.‏‏

فمن الغزو الأميركي للعراق الذي كان تحت ذريعة كاذبة عن وجود اسلحة الدمار الشامل، إلى مشاركة واشنطن للنظام السعودي ومده بوسائل واسلحة إجرامه في عدوانه على اليمن، وأزمة اللاجئين ولعبها على وتر الانسانية المزيفة، إلى ورقة فزاعة «داعش» الإرهابي الذي لعبتها واشنطن مؤخراً من أجل تحديد جديد لتوازنات المنطقة الدقيقة، واستثمارها في خلق المزيد من الانقسامات والتفتيت، ورسم الجغرافيا السياسية وفق مصالحها النفطية، وتحقيق المزيد من صفقات السلاح.‏‏

الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم يواصل افعال البلطجة والنهب عبر الامعان في سرقة المقدرات السورية وتشدقه الوقح برغبته باستثمار النفط السوري تارة عبر احتلاله الاراضي السورية، وتارة أخرى عبر تفعيل دور اتباعه من مرتزقة على الارض.‏‏

الغايات على ما يبدو تذهب بأبعادها نحو الداخل الأميركي لتحاكي صداماته الداخلية والشرخ الذي خلفته تصرفات ترامب الرعناء، فما يعيده ترامب ويلونه بألوان الانتصار المزيف يبدو أنه لم يعد يجديه نفعاً على الصعيد الداخلي.‏‏

فهو في الأمس سارع لإعلان مقتل متزعم تنظيم «داعش» الارهابي ابو بكر البغدادي، وقبلها زعم بتمكنه من القضاء على تنظيم «داعش» وهو ما أظهرته الايام فيما بعد بأنه مجرد جعجعة استعراضية كونه بلا أدلة، أما بروباغنداته المالية التي يريد أن يغني بها خزائن واشنطن لإسكات مناصري عزله بعد أن اقترب اجله الرئاسي وبدأ معارضوه يسحبون البساط من تحت قدميه فكان لابد من إضافة زخم لاكاذيبه.. لكن كلها على ما يبدو بلا فائدة، حيث إن كيل الاحتمال الأميركي لتصرفاته الرعناء قد طفح على الصعيدين الداخلي والخارجي.‏‏

عضو مجلس النواب من الحزب الجمهوري والمرشحة للرئاسة الأميركية تولسي غابارد تعتبر إن ترامب يحرف المهمة الموكلة للجيش الأميركي، وتؤكد استخدام ادارة ترامب القوات العسكرية للولايات المتحدة في سلب السوريين نفطهم.‏‏

غابارد أكدت أن هذه الموارد النفطية تعود للشعب السوري، معتبرة أنه من المفيد معرفة أن هذا الإجراء يمثل مثالاً ودليلاً جديداً لعملية الاستيلاء المنفذة بأسلوب حديث، والتي تجري في سورية منذ 8 أعوام، وتحرم الشعب السوري من المصدر الأساسي للموارد والطاقة التي يحتاجون إليها من أجل البقاء على قيد الحياة وبدء إعادة البناء.‏‏

صحيح أن تلك الادانات ساهمت بصفع ترامب على وجه اطماعه، إلى جانب صفعاته المتتالية عبر انتصارات الميدان السوري التي حققها الجيش العربي السوري من خلال تحريره الغالبية الساحقة للأراضي السورية من الارهاب وبالتالي تمكنه من قلب الطاولات على رؤوس محور العدوان وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية إلا أن هذه الانتقادات هي للاستثمار الدعائي فقط اذا لم يجر تجريم ترامب اميركياً على افعاله هذه وكف يده العابثة عن نهب مقدرات السوريين والا فهي وبشكل مؤكد مجرد سباقات انتخابية لتنحية ترامب وإبعاده عن البيت الابيض في الانتخابات القادمة لا أكثر ولا أقل.. وبمعنى ادق هي من ضمن حملاتهم الانتخابية او «التشهيرية» بين خصوم البيت الابيض من الحزبين الحاكمين.‏‏

أما الدولة السورية فلا تعول على التصريحات الأميركية وواثقة أنها ستستعيد كل أراضيها وتدحر المعتدين والمحتلين عاجلاً أم اجلاً.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية