|
البقعة الساخنة لكن السؤال الأهم الذي ظل يلقي بظلاله على تلك الأحداث هو: هل استطاعت أميركا- رغم تبدل إدارتها- أن تتجاوز نتائج السياسات الكارثية التي انتهجها بوش وطاقم ادارته؟ أم أن استراتيجيات الهجوم لا تزال هي السائدة لدى قيادتها وان تبدلت أشكال التعامل الدبلوماسي أو كانت تصريحات الادارة الجديدة تختلف 180 درجة عن سابقتها؟!. إن قراءة سريعة لما يحدث على أرض الواقع تشير إلى أن الولايات المتحدة لم تخرج حتى الآن من الاستراتيجية الكبرى التي رسخها بوش وطاقم المحافظين الجدد الذي حكم معه، ففي أفغانستان ظلت الأمور كما هي لا بل إن ادارة أوباما تابعت المسير إلى الأمام سواء لترسيخ الوجود العسكري أو لمحاربة الإرهاب وخسائرها في تصاعد ، وحتى حملة مكافحة الإرهاب لم تتوقف أو تخف وما جرى في وادي سوات وبقية أنحاء الباكستان خير دليل على ذلك. أما في العراق فمشهد الاحتلال هو السائد والنكبات التي حلت بهذا البلد العربي لا تزال فصولها تتوالى ومواعيد الانسحاب التي حددها أوباما لا تزال مبهمة وغامضة وغائمة جزئياً ولا توجد استراتيجية واضحة حتى الآن تنقذ أميركا من ورطتها وتخرج العراق من مأساته المستمرة. وحتى ما يتعلق بالسجون الأميركية في طول العالم وعرضه ومنها « غوانتانامو» فإن إدارة أوباما لم تقدم حتي الآن سوى الوعود والتصريحات، رغم أن الموضوع لا يتعلق بالقضايا الكبرى التي يفترض أن نشهد تحولاً تجاهها ، مثل احتلال البلدان الأخرى والتدخل في سياساتها ورصد مئات المليارات لمزيد من الحروب، لا بل إن ما نراه على الأرض هو افتعال المزيد من الأزمات في العالم والتعامل معها بنفس السياسات وما يجري في السودان والقوقاز وايران وفلسطين المحتلة ولبنان وكولومبيا خير شاهد على ذلك !!. |
|