تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


11 أيـــلول... في الذكرى الثـــامنة!

شؤون سياسية
الخميس 10-9-2009م
بقلم: نواف أبو الهيجاء

بعد كل ما حدث نتيجة الحادي عشر من أيلول عام 2001، هل كانت حسابات وسياسات الإدارة الأميركية صحيحة؟ هل أتت (الحرب على الإرهاب) اكلها؟.

هل كان احتلال العراق (الجائزة الذهبية) في سباق ماراثوني (أميركي- أميركي) لفرض الهيمنة على العالم وجعل (القرن الحادي والعشرين) أميركيا بامتياز؟‏‏‏

هذه الأسئلة وسواها كثير لابد ان تطرح نفسها على مسرح الحدث عالمياً في ضوء (سقوط) ادارة جورج دبليو بوش (الجمهورية المتعصبة) المدوي في مقابل صعود (مدو) كذلك للديمقراطيين ما أدى إلى نجاح أول رئيس أميركي (أسود) وذي أصول من القارة الإفريقية بالتحديد- أي باراك أوباما؟‏‏‏

أين كان نصيب العرب- في أثناء الحدث- قبل ثمانية أعوام؟ وأين هي مؤثرات الاحداث في مواقفهم وقضاياهم؟ لابد من قراءة سريعة ومعمقة في الوقت ذاته ليس للناتج (العالمي- للعولمة وحروبها الاميركية) ذاتها بل للناتج المقترن بتفهم صورة الحقيقة التي فرضت على العرب وقضاياهم المصيرية. فإن كان بوش قد طرح (حل الدولتين) في سعيه المعلن لحل القضية الفلسطينية حلا عادلاً، وظل يؤكد حتى اللحظة الأخيرة، حتمية ولادة الدولة الفلسطينية المستقلة وقبل انتهاء ولايته الثانية..‏‏‏

فإن خلفه تحدث عن الحل (ووفق الدولتين كصيغة) منذ أول ساعة أصبح خلالها رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الاميركية.‏‏‏

قيل: إن نجاح الديمقراطيين في الانتخابات الاميركية الرئاسية والتشريعية كان تعبيراً عملياً عن ثورة مضادة لسياسة ادارة (المحافظين الجدد التي قادها جورج دبليو بوش) واشعل خلالها عدداً من الحروب واحتل العراق وافغانستان-وافتضحت ادارته كصاحبة (رقم قياسي يستحق عن جدارة أن يسجل في موسوعة غينس) في ابتداع الأكاذيب والافتراءات وصناعتها لكي تبرر الحرب و العدوان على العراق ومن ثم احتلاله.‏‏‏

إن ادارة جورج بوش اوسعت الوجه الأميركي تبشيعاً ودمامة، والعالم كله يتطلع الى ان تقوم السياسية الأميركية الراهنة بعملية تنظيف للوجه الأميركي القبيح في معاداته للعرب والمسلمين وفي الاستهانة بهم وبحقوقهم وفي التمسك العجيب والدائم باستراتيجية العلاقة مع اسرائيل واعتبار أمنها جزءاً من أمن الولايات المتحدة الأميركية ذاتها.‏‏‏

في القراءة الحالية والتي قد توصف بأنها متعجلة وتطلب الكثير من إدارة اوباما في زمن قصير- فإن السياسة الأميركية في محاربة الإرهاب تلاقي الفشل الذريع في افغانستان- وفي المقابل انتشر في العالم ما تسميه اميركا الإرهاب والحال لاتسر في باكستان ولا في غير باكستان، كما أن الهزيمة الواضحة لمشروع اميركا الكوني بدأ منذ الخطوة الأولى في العراق بالذات. كانت ادارة بوش ترى أن احتلال العراق سيمكنها من بسط الهيمنة والنفوذ وفرض الإرادة الأميركية على العالم كله فاحتلال العراق كان الخطوة الأولى في انفاذ المشروع الكوني (وينبغي ألا ننسى شعار الشرق الأوسط الواسع والجديد والكبير) الذي بات يضم كل الوطن العربي وايران وافغانستان وباكستان.. الخ من الحدود التي يمكن ان تنيخ تحت وطأة الثقل الأميركي العسكري القادر والوحيد بعد انهيار الثنائية القطبية- أو التوازن الدولي.‏‏‏

المهم اليوم في قراءة بانوراما العالم ان تتكون قناعة في رأس السلطة الاميركية مفادها أن سياسة الحروب والإملاءات لاتجدي وان الالتحام بسياسة العنصريين التوسعيين الصهاينة وأمثالهم لن تجمل الوجه الأميركي لا على المستوى العربي ولا الإسلامي وأن المنهج الذي يقبل النجاح هو المعتمد على توازن في المصالح والمعالجات وأن قيادة العالم غير ممكنة من أي طرف وحده وإن صب الزيت على النار في افغانستان وباكستان وغيرهما لابد أن ينشر المزيد من الحرائق في العالم كله.‏‏‏

إن الدرس الرئيسي الناتج عن الحدث 11 أيلول ورد الفعل الأميركي عليه يؤكد من جديد ضرورة مغادرة شرعة الغاب والعودة إلى شرعة القانون الدولي واحترام خيارات وإرادات الشعوب، وبناء العلاقات على أساس المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل والندية وكل ذلك ممكن استنتاجه بكل بساطة بقراءة موضوعية لأسباب فشل سياسة عزل سورية وتطويقها- في جهة- وتنامي قدرات المقاومة العربية في العراق وفلسطين ولبنان في جهةأخرى.‏‏‏

nawafabulhaija@yahoo.com ‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية