تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدافع الذاتي حصنهم للمستقبل

شباب
الخميس 10-9-2009م
غصون سليمان

من حق الشباب أن يطمح ويأمل ويسعى إلى ما لانهاية لتحقيق رغبته وهدفه الذي وضعه نصب عينيه مستقبلا وهذا شيء طبيعي لاخلاف عليه.

لكن تحقيق حلم السمو نحو المستقبل يجب أن يأخد بعين الاعتبار واقع الأسرة التي ينتمي إليها من الناحية المادية والمعنوية وخاصة الحالة المعيشية إذا ما أخذنا أن غالبية الأسر تشكو ضيق الحال بعد أن سيطرت المادة بنفوذها وعناصرها الاستهلاكية على حياتنا وأثرت بسطوتها على خياراتنا تحت شعارات مختلفة كموضة جارفة تحضر كل موسم بماركاتها الرخيصة والغالية.‏

وما يعنينا هو ضرورة أن يأخذ الأبناء اليافعون البيئة الدراسية التي يحاول فيها هؤلاء الأبناء اعتماد الاستقلالية التامة في بعض الجوانب المصيرية بعيدا عن رأي الأهل كأن يتخذ بعض الشباب قراراً مفاجئاً حين موسم الامتحانات الثانوية العامة بالانسحاب من هذه المادة أ و تلك دون إكمال الإجابة عن الأسئلة الامتحانية لأسباب معروفة ومختلفة بحجة أنها صعبة يمكن أن تؤدي إلى الرسوب أو التأثير على المعدل العام حين إصدار النتائج ما يعوق اختيار الفرع المطلوب هذا الخيار هو من حق الطالب المجتهد الذي استثمر وقته كاملا للفوز في نهاية المشوار لذلك فهو يقدر أهمية الانسحاب أو دونه من الامتحان.‏

أما أن يصاب البعض الآخر بالعدوى دون الاحساس بالمسؤولية لمجرد خروج طالب باكرا من القاعة أو سمع بأن الاسئلة صعبة وشروط العام القادم هي أسهل ربما فهؤلاء لو توقفوا عند قرارهم المتسرع هذا ودرسوه بإمعان ومدى تأثيره السلبي على الجو العام النفسي والمادي لأهاليهم الذين بذلوا جهودا مضنية وعايشوا القلق بكل مراحله خوفا على مستقبل أبنائهم وهم يرمقونهم ساعة بساعة مع كل صفحة كتاب لأدركوا كم هو كبير ومجحف بحق هؤلاء الأهل حين يكتشون لاحقا حجم الخيبة والأذية التي سببها هذا الطالب أو ذاك بعد فوات الأوان بأن نيل المستقبل قد أجل للعام القادم لتبدأ من جديد رحلة الأعباء والهموم والضغوطات منذ اليوم الأول لافتتاح المدارس وتزداد باطراد إلى صدور النتائج الأخيرة.. هذه الحالات المتفاوتة والمتباينة بين عائلة وأخرى تتطلب من الأبناء اليافعين جميعا التركيز ما أمكن منذ البداية على ضرورة استثمار الوقت بشكل كامل وعدم الاتكال على الدروس الخصوصية إلا في الحالات الضرورية القصوى.‏

لأن جوهر الاعتماد على الذات يقوي الدوافع الذاتية في التسوق نحو استقراء أفضل للمستقبل ولعل توافر هذا الدافع هو الحض الحقيقي لنيل الهدف والمبغى.‏

صحيح أن حال أغلبنا اليوم كأفراد وأسر أفضل مما كان عليه آباؤنا وأجدادنا إلا أن الفارق بيننا وبينهم أنهم كانوا أكثر هدوءاً وقناعة وتكيفا ومسؤولية وتحديا لصعوبات الحياة حيث كان يغيب عنها العديد عن عناصر الراحة فيكاد كل شيء ينجز بمشقة من خلال العمل اليدوي ناهيك عن قطع المسافات الطويلة على سبيل المثال لتأمين الحاجات الضرورية وأبرزها المدارس التي كانت تظفر بأمنيات هؤلاء لأخذ القسط الكافي من العلم والتعلم.‏

ما أردنا قوله: إن هذا الجيل بشكل عام يتمتع بعناية وراحة واهتمام أكثر مما كان متاحا لنا من قبل منظومة المجتمع من منزل الأسرة إلى عباءة الوطن حيث وسائل الإيضاح وتوفر الإمكانات والقدرات من أنسطة وبنى تحتية وغيرها ما يجعلهم يطوفون في مساحات واسعة لتلبية رغباتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية