تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


77 ألــــف طـــن الإنتــــاج المتوقـــع..نقص المياه والخدمات يواجهان موسم الزيتون بدرعا

مراسلون
الخميس 10-9-2009م
سلامة دحدل

تعتبر درعا من المحافظات الأولى في زراعة وإنتاج الزيتون حيث شهدت تطوراً ملحوظاً بهذه الزراعة خلال السنوات الأخيرة وتقدر المساحة المزروعة بأشجار الزيتون حالياً في أراضي المحافظة بـ/300/ ألف دونم، ويقول المهندس طه قاسم مدير الزراعة بدرعا: إن عدد أشجار الزيتون يبلغ الآن 6.299 ملايين شجرة منها 5.241 ملايين شجرة مثمرة.

وتشير التقارير التي أعدتها مديرية الزراعة حول موسم العام الحالي إلى أن الانتاج المتوقع مقبول قياساً للسنوات السابقة وسيصل إلى /77/ ألف طن تقريباً، وينظر إلى هذا الانتاج على أنه أقل من الطموح ومن المردود العالمي، فالآمال كانت معقودة على أن يصل الانتاج الفعلي هذا العام إلى نحو /125 / ألف طن. ويعزو المهندسون والفنيون الذين قابلناهم تواضع الانتاج المتوقع إلى المستوى الذي أشرنا إليه لعدة أسباب وعوامل، أبرزها نقص الخدمات الزراعية المقدمة لشجرة الزيتون، بالإضافة إلى عدم توفر حاجة تلك الأشجار من المياه، إذ قال المهندس ياسين الشحادات رئيس دائرة المكاتب المتخصصة في زراعة درعا: لم تتلقَ أشجار الزيتون في حقول المزارعين الخدمات الزراعية المطلوبة من فلاحة وتعشيب وغير ذلك بسبب غلاء المحروقات، ما انعكس سلباً على عطاء الأشجار ومردودها، كما أن أشجار الزيتون تعرضت هذا الموسم للعطش ولم تتوفر لها الكميات المطلوبة من مياه الري وخاصة أن تلك الأشجار لم تستفد كثيراً من مياه الأمطار نظراً لطبيعة التربة بالمحافظة التي تمتص المياه الهاطلة بسرعة ولاتسمح بوصول الكميات التي تحتاجها عادة أشجار الزيتون، بالإضافة إلى حالة الجفاف التي تسود المنطقة منذ عدة سنوات. ويرى مهندسون زراعيون آخرون ومنهم أحمد مسالمة وفيصل سويدان وعبدو الحسين أن ظاهرة المعاومة التي تعتبر من الأسباب التي تحد من انتاج أشجار الزيتون والتي تأتي مرة كل سنتين هي ظاهرة فيزيولوجية وتعني أن أشجار الزيتون تغل في عام وتمحل في العام الذي يليه. وفسر المهندس عبدو الحسين رئيس حراج درعا ذلك بالقول التالي:‏

عندما يكون الحمل جيداً في سنة ما تصبح الطرود الصيفية الباكورية المخصصة للحمل في السنة التي تليها قليلة جداً، وبالتالي يكون الحمل حقيقياً والانتاج قليلاً إلى حد ما، وهذا ما حصل هذا الموسم وجعل الموسم متواضعاً وأقل من الطموح. ومن جهته أشار رئيس المكاتب المتخصصة في مديرية الزراعة بدرعا إلى أن عدد البراعم الزهرية يكون في سنة المعاومة قليل جداً ما يخفف نسبة الازهار العاقدة، وبالتالي يقل الانتاج المنتظر. ورغم تأثير المعاومة على مردود شجرة الزيتون فقد أجمع المهندسون الزراعيون الذين تحدثوا إلينا حول الظاهرة وتأثيرها على معدلات الانتاج على أنه بالإمكان الحد من ذلك التأثير والتخفيف من نتائجه إلى حد كبير و ذلك من خلال العناية بأشجار الزيتون وتقديم الخدمات الزراعية اللازمة لها. وذكرالمهندس أحمد دحدل رئيس نقابة عمال التنمية الزراعية أن توفير الخدمات الزراعية المناسبة لشجرة الزيتون من فلاحة وتسميد وتعشيب وسقاية سيلغي تأثير المعاومة بنسبة60-70 ٪.‏

وخلاصة القول هي: إن موسم الزيتون مقبول هذا العام بدرعا وإن كان الانتاج المتوقع أقل من المأمول، حيث إن الأشجار المثمرة بالمحافظة والتي يقدر عددها بأكثر من خمسة ملايين شجرة كافية لإنتاج /100/ ألف طن على الأقل لو تهيأت لها الأسباب والخدمات المطلوبة. وقد أظهرت لنا المناقشات واللقاءات التي أجريناها مع المزارعين والفنيين بالمحافظة أن هناك عاملين أساسيين حالا دون الوصول إلى أرقام عالية جداً في إنتاج الزيتون بالمحافظة هذا الموسم وهما: نقص مياه السقاية وعطش الأشجار ونقص مستوى الخدمات الزراعية، نظراً لغلاء المحروقات وأجور الخدمات المطلوبة. وما نخشاه أن يؤدي تواضع الانتاج إلى ارتفاع أسعار الزيت..؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية