|
رؤيـــــــة ولعل أهم هؤلاء فنان الشعب سيد درويش وموسيقار الأصالة النغمية رياض السنباطي والموسيقار الملحن المجدد بليغ حمدي والفنانة الكبيرة كروانة الغناء فايزة أحمد. فالظاهرة الفنية الأكثر ثورية وانقلابية وتغييرية مثّلها سيد درويش الذي نقل الغناء من التطريب إلى التصوير الدرامي، بعد أن لحن وغنى لأصحاب المهن والعمال والمزارعين، وقد أشيع عن محمد عبد الوهاب أنه تابع أسلوب سيد درويش مع أن الحقيقة تقول عكس ذلك، لأن عبد الوهاب اكتفى بالشكل المبتكر الذي خلقه سيد درويش وأخرجه بمضمون آخر يساير متطلبات الغناء في القصور والصالونات. وثمة مفارقة أخرى تظهر في سياق الحديث عن رياض السنباطي، حيث كان يعمل بصمت ويرفض الظهور الاعلامي، وعلى خلاف أدعياء التلحين والغناء الذين يظهرون في اليوم الواحد أحياناً في أكثر من برنامج وصحيفة ومجلة وغالباً ما تكون إطلالاتهم الاستعراضية مدفوعة الأجر. وفي ذكرى رحيل بليغ حمدي نقول: إنه أصغر من لحّن لأم كلثوم وكان أول لقاء بينهما في أغنية (حب إيه) وقد أثار اختيارها له موجة من التساؤلات والتكهنات وأعطى في الوقت نفسه الكثير من الدلالات. وحين نتذكر فايزة أحمد التي غنت لكبار نجوم التلحين في هذا العصر نشير إلى أن الصحافة المحلية والعربية لاتزال تقع في مغالطات في خطوات الحديث عن جنسيتها ومكان ولادتها، فهناك من يعتبرها من أصل لبناني وبأنها من مواليد بيروت، مع أن الوثائق التي بين أيدينا تؤكد أنها سورية الأصل ومن مواليد صيدا من أب سوري وأم لبنانية. |
|