|
شؤون سياسية وزينت له نفسه فكرة «الحروب الصليبية» وراودته فكرة أنه حجر الزاوية والمنطلق نحو الـ«هرمجدون»، وهذا غيض من فيض من حالة «البارانويا» التي أحاطت به ومن لف لفه، والتي أسس لها مجموعة المحافظين الجدد، واصطنعوها، حالمين بالوصول إلى قانون أحكام عرفية تطبق على مستوى العالم، لزرع الفوضى والخوف. غير أن الأسباب الكامنة وراء حروب بوش بعد 11/9/2001 كانت أولاً خطط الامبراطورية التي تمليها عادة مجموعة المصالح الكبرى وأثرياء اليهود الصهاينة ومجمعات تصنيع الأسلحة، وكبريات شركات النفط والمليارديرات التي تلاقت مع الأفكار التي حملها جورج بوش الأكبر، جد الرئيس جورج بوش، وهي التي تحرص على التقيد بنصائح بنجامين فرانكلين الذي أصدر في 11 أيلول 1773 كتاباً بعنوان: «القواعد التي تتقلص وفقها امبراطورية عظمى لتصبح أمبراطورية صغرى» والتي تنصح بتمدد الامبراطورية دوماً، ونهب خيرات الدول الأخرى، وقتل الشعوب لكي تبقى الامبراطورية عظيمة، وفي هذا السياق أطلق الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب أيضاً في 11 أيلول ولكن عام 1990 فكرة «النظام العالمي الجديد» من أجل توسع الامبراطورية. أحداث الحادي عشر من أيلول... فرصة!! يبدو أن الهجمات في 2001 كانت أفضل فرصة لإدارة بوش وتشيني والمجمع العسكري الصناعي لإقامة نظام عالمي جديد، وربما تعلق الأمر بتضحية ذاتية لإحياء الروح الوطنية المحاربة لدى الأميركيين، وفي هذا الاتجاه تحدث تقرير كتبه وزير الدفاع السابق رونالد رامسفيلد وبعض المحافظين الجدد عام 2000، حول «مشروع القرن الأميركي الجديد» أن حدثاً مأساوياً مثل «بيرل هاربر» جديدة، من شأنه أن يوطد الأمبراطورية العسكرية الأميركية وللولايات المتحدة سوابق في خلق الذرائع مثلما كانت النيات في مشروع نورث وودز عام 1962 الذي كان يستهدف كوبا والتدخل فيها عسكرياً عن طريق خلق الذريعة أميركياً. وبعد وقوع هجمات أيلول 2001 قال رامسفيلد: إن الهجمات خلقت نوعاً من الفرص التي توافر مثلها في الحرب العالمية الثانية من أجل تنظيم العالم وجاء علناً في استراتيجية الأمن القومي التي نشرتها إدارة بوش عام 2002 أن أحداث 11 أيلول فتحت المجال لفرص جديدة كبيرة، ومن هنا قال ديفيد راي جديفين أحد مؤلفي كتاب (11 أيلول والامبراطورية الأميركية): إن فهم العلاقة بين 11/9 والمطامع الإمبريالية الأميركية قد يكون حافزاً على مواجهة شاملة للحقيقة البشعة المتعلقة بالامبراطورية الأميركية. الهيمنة على العالم يقول مورجان رينولدز الاستاذ بجامعة تكساس والعضو السابق في إدارة بوش: إن أحداث 11/9 كانت عملية زائفة وأكذوبة لها علاقة كبيرة بمشروع الهيمنة الأميركية على العالم، وعن فكرة الهيمنة يقول أستاذ القانون ريتشادر فوولك وهو رئيس مؤسسة «سلام العصر النووي» إن إدارة بوش يحتمل أن تكون سمحت بحدوث هجمات أيلول أو تآمرت لتنفيذها لتسهيل مشروع الهيمنة، وشدد أستاذ الفلسفة الأميركي جون ماكمورتي على أن الحروب التي أعلنت عقب الهجمات انطلقت من أسباب استراتيجية، وهي حروب يسميها القانون الدولي(جريمة عظمى). ويقول ديفيد راي جريفين: إن أحداث 11 أيلول هندست على أيدي أعضاء في إدارة بوش ومن بينهم وزير الدفاع رامسفيلد، ويتساءل: لماذا فعلوا ذلك؟ ويتابع: إن جزءاً من الإجابة عن السؤال يتضح من خلال الطريقة التي استغلت بها الأحداث من أجل تعزيز الامبراطورية، وإن إدارة بوش فور وقوع الهجمات، راح أعضاؤها يكررون بأنها فرصة. وفي هذه الأيام يحيي الأميركيون وربما العالم كله، الذكرى الثامنة لأحداث أيلول 2001 المأساوية التي سقط فيها أكثر من ثلاثة آلاف قتيل في برجي التجارة والمبنى السابع ومبنى وزارة الدفاع وثمة دراسات كثيرة حول هذا التدمير لم تحظ في وسائل الإعلام الانتشار الذي لقيته الرواية الرسمية، علماً أن هذه الدراسات ليست أقل أهمية بالنسبة لضحايا هذه المأساة الذين مازالوا تواقين لمعرفة الحقيقة ولاشيء غيرها، ولكن خطط قادة الامبراطورية التي ترسمها عادة مجموعات المصالح الكبرى ربما ستظل خطاً أحمر لدى كل الإدارات الأميركية المتلاحقة، والالتزام بها وبسريتها أمر خلقي عضوي وليس أخلاقياً، وامبراطوريات الإعلام التي يهيمن عليها أثرياء من عتاة الصهاينة توهم الرأي العام وتضلك بالتساوق مع تلك الخطط. ولكن إذا تغلبت البشرية على ترددها في مناقشة ما حدث في 11/9، فربّ أسرار سوداء مريعة ستتكشف، وتجعل العالم يستوعب ما جرى على الساحة الدولية وما خلفته أحداث 11/9 كنتيجة منطقية لسياسة إدارة بوش التي سيمتد أثرها إلى المستقبل وستعرف البشرية عندئذ لماذا سارع بوش بعد ساعة واحدة فقط على وقوع الهجمات إلى تفصيل ثوب اتهام، معلناً أن الفاعلين من الإسلاميين وأن أميركا تعلن الحرب ليس عليهم وحدهم بل على الدول التي تقدم لهم المأوى والحماية، علماً أنه في تلك الساعة لم يكن أي دليل قد توافر. |
|