تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كيف وظّفت ولمصلحة من ؟!

شؤون سياسية
الجمعة 11-9-2009م
د. إبراهيم زعير

بعد مرور ثمانية أعوام على أحداث11 أيلول المأساوية لابد من العودة إلى المعلومات المتنوعة حول هذا العمل الإرهابي الإجرامي الفظيع والعودة إلى وضع الأسئلة التي لم تلق الأجوبة الكافية حول من المسؤول عن هذه الأحداث ومن فجرها ولماذا؟.

من المهم التأكيد أن أحداث 11 أيلول 2001 جاءت متوافقة مع مجيء إدارة أميركية يمينية متطرفة متحكم بها من قبل مجموعة من المحافظين الجدد الذين كانوا يحملون رؤاهم ومفاهيمهم ومشروعاتهم التي عملوا كل ما من شأنه لتحقيقها, وقدمت لهم تلك الأحداث الذرائع المناسبة لوضع مفاهيمهم واستراتيجيتهم موضع التنفيذ، فبعد 11 أيلول شهدت السياسة الخارجية الأميركية ثورة داخلية هدفها العالم الخارجي برمته فأصبح من أولوياتها محاربة ما يسمى الإرهاب وعلى أساس الموقف من هذه السياسة يتحدد من الصديق ومن العدو، ومن مع أميركا أو ضدها؟ وعلى أساس ذلك شنت حربين في أفغانستان والعراق تحت شعارات منافقة ديماغوجية افتضح كذبها لاحقاً ولكن بعد فوات الأوان وتحولت كل مفاهيمها حول ما تسميه الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى وسائل لتمريغ حرية الشعوب وانتهاك حرماتها واستقلالها بشكل فظيع وخطير، ولم يفكر بوش ولا طاقمه من المحافظين الجدد بأدنى قدر من الحكمة والعقل حول مصير ومستقبل توظيفاتهم اللا أخلاقية لمأساة شعبهم الذي كان ضحية أحداث إجرامية ليسوا بعيدين عن معرفة نتائجها إذا لم يكن لهم يد في التخطيط لها وحتى تنفيذها، ولكن حساباتهم وحقائق الواقع شيء آخر، فالسياسة التي انتهجتها الإدارة الأميركية بعد أحداث 11 أيلول لم تجلب لأميركا سوى الكراهية والسخط والعداء من قبل شعوب العالم التي تحولت إلى ضحية للأهداف الأميركية الاستراتيجية في السيطرة على العالم، ولو استخدمت أميركا أفظع أشكال الإرهاب على مستوى الدولة، وربما ستبقى كلمات الكاتب الأميركي ديفيد ديوك العضو السابق في مجلس النواب الأميركي صرخة راسخة في أذهان الأميركيين الذين بدؤوا يعون ويستفيقون من هول تفجيرات11 أيلول ,يقول ديوك: في الواقع حتى القوة الهمجية التي نستخدمها في أفغانستان والتي من المفترض أن تزيل جذور الإرهاب تزيد من كراهية العالم بأسره لأميركا وتعلن مولد آلاف الإرهابيين مقابل كل إرهابي يتم قتله ولا يختلف الوضع في العراق حيث مارس الأميركيون الإرهاب والتعذيب والقتل بحق شعب بريء، ويشير ديوك إلى أن السبب الحقيقي وراء معاناتنا من هجمات مركز التجارة العالمي واضح وبسيط ، فالعديد من السياسيين الأميركيين خانوا شعبهم بدعمهم غير المحدود لأكبر دولة راعية للإرهاب على وجه الأرض وهي إسرائيل، ويتساءل ديوك: أليس مفاجئاً بعد التفجيرات ،الحرب الإعلامية الشرسة التي سارعت إسرائيل إلى إعلانها ضد العرب والمسلمين في كل أنحاء العالم وتحميلهم مسؤولية 11 أيلول وجندت الكثير من الأقلام لتحريض أميركا واستعدائها على العرب والمسلمين وإلصاق التهمة بهم ، ويتابع: شارون واحد من أكثر الإرهابيين إجراماً ،فهو المسؤول عن إبادة أكثر من 1500 شخص بلا رحمة في مخيمات صبرا وشاتيلا والعالم يضحك غير مصدق أن بوش وشارون يتباحثان في محاربة الإرهاب، ولو كان الرئيس بوش جاداً حقاً في معاقبة الدول التي تدعم الإرهاب أو تؤوي الإرهابيين فعليه أن يبدأ أولاً بإسرائيل التي انتخبت واحداً من أسوأ الإرهابيين في العالم وأكثرهم وحشية رئيساً لها.‏

ويقول ديوك: إن مايميز إسرائيل هو الأنانية المفرطة وحب الذات والتضحية بالقريب والبعيد لتحقيق أهداف حكماء بني صهيون وأحلامهم فلا مانع من ممارسة الإرهاب ضد راعيتها أميركا عندما يكون لها مصلحة في ذلك، أليس مدهشاً أن يكون عدد القتلى بين اليهود يهودياً واحداً فقط وعدد العاملين منهم في البرجين يفوق أربعة آلاف عامل؟. ثمة بعض المصادر الأميركية تقول هناك أدلة دامغة على أن إسرائيل كان لديها علم مسبق بالهجوم والاستخبارات الأميركية اعتقلت خمسة إسرائيليين قرب موقع الانفجار كانوا يصورون بفرح بالغ مشاهد الانفجارات والدمار الذي حل بالمباني. نتنياهو قال: إنه عمل ممتاز وما أعنيه أنه سوف يولد المزيد من التعاطف بين أميركا وإسرائيل وتقول صحيفة نيوز باتيس التي تقدم خدمات إخبارية لصحيفة الواشنطن بوست: إن الذي قام بالتفجيرات هو تحالف أميركي إسرائيلي مشترك ضم بعض أفراد الحكومة المتنفذين الأميركيين وبعض أصحاب الشركات والمتنفذين اليهود وأعضاء من الموساد الإسرائيلي. إن جميع الادعاءات التي فبركتها آلة الإعلام الأميركي حول من فجر البرجين وإلصاق التهم العشوائية بالعرب والمسلمين لم تصمد أمام العديد من الحقائق التي أخذت تظهر شيئاً فشيئاً لتشير إلى أن أحداث 11 أيلول هي من صنع أولئك الساسة الكبار الحالمين بالهيمنة على العالم ونهب ثرواته خدمة لمصالح حفنة من أثرياء أميركا على حساب بقية الشعوب وقد لايكون ذلك اليوم بعيداً الذي يكف فيه العالم عن طرح السؤال الدائم من فجر أحداث 11 أيلول في أميركا؟ الإجابة قد تكون هي الذي استفاد ووظف هذا الحدث لأهداف شريرة على حساب ضحايا التفجيرات!!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية