تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إرهاب الاستيطان

حـــدث و تعــليـق
الجمعة 11-9-2009م
منـذر عيـد

مرحلة جديدة وواقع جديد تحاول سلطات الاحتلال الاسرائيلي فرضه على العرب والمجتمع الدولي من خلال الهجمة الشرسة وتكثيفها مشاريع الاستيطان في الاراضي العربية المحتلة،

واجراءات تهويد مدينة القدس المحتلة بشتى الوسائل من تغيير اسماء شوارعها وحاراتها،والحفريات تحت المسجد الاقصى،وتدنيس مقدساتها.‏

مما لا شك فيه ان حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرفة، تسعى من وراء تكثيفها الاستيطان ايصال المفاوضات الى مرحلة يتم التنازل فيها من قبل العرب والفلسطينيين عن جميع حقوقهم، من عودة اللاجئين، والمطالبة بالقدس، وصولا الى القبول بدولة فلسطينية منزوعة السلاح ومسلوبة الحقوق، الى الاعتراف بيهودية (الدولة الاسرائيلية)، وحصر المطالب العربية والدولية باتجاه وقف الاستيطان ليكون ذلك سقف المطالب واخرها التي يستجدونها من الاحتلال، ودليل ذلك الضغط الاميركي على العرب من اجل الاقدام على التطبيع مقابل وقف الاستيطان.‏

ان اعلان سلطات الاحتلال عن بناء الاف الوحدات الاستيطانية خلال الايام القليلة الماضية يدلل على الكثير من الامور، فهو يعكس الموقف الاسرائيلي الرافض لحل الدولتين والسلام، ولأي حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي، كما يدلل على العجز الاميركي في لجم العربدة الاسرائيلية ووقف عدوانها اليومي ضد الشعب الفلسطيني، او فرض اي امر على اسرائيل ليضع مصداقية الادارة الاميركية على المحك، وهو دليل كبير على العجز العربي تجاه اتخاذهم اي موقف ينقذ قضيتهم الاساسية (حتى الامس)من الضياع.‏

ما يقوم به الكيان الصهيوني يشكل ارهاباً استيطانياً يعكس إصراره بضرورة تغيير اساليب الصراع مع الفلسطينيين والعرب، وليمارس المزيد من القمع ضدهم، ولمنعهم من التفكير في استعادة حقوقهم المغتصبة والتهديد بعقاب شديد إن هم فكروا بذلك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية