|
مجتمع تجعل الجيل الجديد قادراً على ترجمة هذه السلوكيات و المهارات في حياته اليومية ، بما ينعكس إيجاباً على البيئة و يسهم في حمايتها .
و من أجل تحقيق هذا الهدف بادرت مديرية ثقافة الطفل بالتعاون مع مشروع « سبانا » إلى إقامة دورة تدريبية لمشرفي النوادي البيئية في المراكز الثقافية لمدينة دمشق و ريفها في ثقافي « أبو رمانة » ، و ذلك بمشاركة 25 متدرباً و متدربة ، و على مدار أربعة أيام ناقش المشاركون عدداً من الموضوعات البيئية . ياسين : مراكز صديقة للأطفال و للحديث عن الهدف من إقامة الورشة و أهميتها ، التقينا بالسيدة ملك ياسين - مديرة ثقافة الطفل بوزارة الثقافة و التي أوضحت أنه من ضمن خطة مديرية ثقافة الطفل تحويل المراكز الثقافية إلى مراكز صديقة للأطفال و اليافعين ، كي يشعر أنه المكان الآمن له و الساحة الواسعة للتعبير عن رأيه بحرية مطلقة ، و يمارس ضمنه أنشطته التي يختارها و يقررها و ينفذها بنفسه ، و نكون نحن مجرد مشرفين و موجهين و ميسرين لتلك الأنشطة و المبادرات ، و قد أردنا من هذه الدورة التدريبية تأهيل كوادرنا في المراكز الثقافية و العاملين بمجال الأطفال ، بما يمكنهم من تأسيس نوادٍ بيئية للأطفال و اليافعين ، يكون للطفل الدور الأساسي فيها و هو صاحب الرؤية و المقرر للأنشطة .
و عن أهمية إحداث النوادي البيئية أشارت ياسين إلى قيام مديرية ثقافة الطفل منذ عام 2006 على تنفيذ عدة أنشطة و على مدار العام تهدف إلى تعزيز الثقافة البيئية لدى الأطفال من خلال أنشطة محببة للصغار و اليافعين بطرق غير مباشرة ، كالألعاب المسلية و ورشات الصلصال والعروض المسرحية و الرسم على الفخار ، حيث يقوم بها الطفل دون أن يشعر بالعبء و يسهم في ترسيخ مبدأ تحمل المسؤولية تجاه البيئة من نباتات و حيوانات محببة للأطفال . وقد عملت مديرية ثقافة الطفل على تفعيل النوادي البيئية ضمن المراكز الثقافية بداية في دمشق و ريفها ، و من ثم سيتم تعميمها على جميع المحافظات بعد إقامة الدورات التخصصية للعاملين في المراكز ، و انطلاقا من اهتمام مديرية ثقافة الطفل بالجانب البيئي لدى الأطفال و اليافعين فقد تم تأسيس 10 حدائق بيئية في عدة محافظات باسم أطفال المحافظة ، حيث يتعلم الأطفال أن هذه الحديقة تخصهم فيزورونها و يعتنون بها و يتعلمون أهمية الحفاظ على البيئة من التلوث . و أشارت ياسين إلى التعاون و التشبيك مع عدة جهات عاملة في مجال الطفولة بما يخدم الغرض ألا و هو العناية بثقافة الأطفال ، و من هذه الجهات .. مشروع سبانا و الجمعية الكونية السورية و منظمة اليونيسيف و الهيئة السورية لشؤون الأسرة ، و قوس قزح و الأمانة السورية للتنمية ، كما تتعاون المديرية مع وزارة التربية بشكل أساسي و هي علاقة تكاملية و هامة . د . طباع : جيل واعٍ بيئياً و تحدث الدكتور دارم طباع – مدير مشروع « سبانا » عن هذه الدورة بالقول : لقد تناولنا عدة محاور هامة منها تعريف البيئة و السلاسة الحيوية و الغذائية و أهمية التوازن و التنوع الحيوي ، و تم شرح مدى التقارب بين السلوك الإنساني و طبائع الحيوان ، إضافة إلى 14 نشاطاً بيئياً يقوم به المتدربون في مجال حماية البيئة و التعرف على الأنواع و التصنيف النباتي و الحيواني ، و يقوم المدربون في نهاية الورشة بإجراء تقييم للخروج ببرنامج عمل متكامل للنوادي البيئية الطفلية ، و التي ستضم بداية الفئة العمرية ما بين 9- 13 عاماً ، تبدأ بمرحلة «محب للبيئة» ثم ينتقل ل «صديق للبيئة» ثم ينتهي ليصبح «ناشط بيئي» ليقوم بدوره بحماية البيئة و الدفاع عنها و إظهار مواقع الخلل البيئي و وضع حلول للمشكلات البيئية . و أشار د . طباع أن البداية في النوادي البيئية تنطلق من تنمية المعارف ثم تحفيز العواطف الإنسانية لتصبح قيماً و سلوكيات بما ينعكس إيجاباً على البيئة ، و هذا هو الهدف من النوادي فإذا لم تتحول الثقافة إلى سلوكيات ، فستكون مجرد ثقافة ترفيهية لا تستطيع تغير المجتمع و البيئة ، و هناك نظرة متفائلة لجيل جديد بسلوكيات راقية بيئياً . تعزيز السلوك الإيجابي و قد قدمت الدكتورة نداء كحيل - مسؤولة البرنامج التربوي بمشروع حماية الحيوان « سبانا » للمتدربين عدداً من الأنشطة العملية ليستطيع المشرفون على النوادي البيئية تثقيف الأطفال و اليافعين بيئياً ، منها الإلمام بعالم الحيوان من حيث التصنيف و الحركة و الصفات و طريقة الحركة و نوع التغذية ، و الاحتياجات الأساسية عند الحيوان و الإنسان و درجة التشابه بين هذين العالمين ، كما تم التطرق إلى كيفية استخدام الحيوانات في الإعلانات التجارية ، و أشارت د . كحيل إلى أهمية تعزيز السلوك الايجابي تجاه البيئة لدى الأطفال و توعيتهم تجاه المشكلات البيئية التي تعاني منها سورية . المشاركون : اكتشاف مواهب الأطفال و تنميتها يرى خالد العرموني - مركز ثقافي صحنايا - أن الورشة مفيدة جداً فهي فرصة للتدريب على إقامة نوادٍ من أجل الاهتمام بالأطفال و اليافعين و تثقيفهم بثقافة بيئية و اكتشاف مواهبهم و تنميتها في هذا المجال ، و تعليمهم كيفية المحافظة على البيئة و الاستمرار بهذا السلوك عندما يكبرون ، و أضاف العرموني : لقد تم تقديم الكثير من المعلومات خلال أيام الورشة زادت من خبرتي في المجال البيئي ، لنقلها للأطفال في النوادي البيئية ، و هذا يسهم في زيادة معارفهم و وعيهم البيئي . و يشير خضر حمدان - موظف في مديرية ثقافة الطفل - إلى أنه من خلال التدريب على كيفية تشكيل نوادٍ بيئية ضمن المراكز الثقافية ، تم تقديم الكثير من المعلومات المهمة عن التنوع البيئي في سورية ، و التعرف على عالم الحيوانات و أنواعها و تصنيفها ، و قال : لقد تعرفت على الكثير من أساليب التعليم و التقنيات الحديثة و الأنشطة التي تساهم في عملية التغيير نحو المحافظة على البيئة ، و تحمل المسؤولية و تكوين سلوكيات و ترسيخ روح العمل الجماعي و تنمية ثقافة الحوار لدى الأطفال و اليافعين . مروة تدبير - مهندسة في مركز ثقافي جرمانا – رأت أن الورشة رغم أنها مخصصة للأطفال إلا أنها فيها معلومات عن النباتات و الحيوانات و البيئة قد يجهلها الكبار ، و على المدى البعيد فإن النوادي البيئية ستساهم في المستقبل في إنشاء جيل واعٍ لأهمية حماية البيئة و المحافظة عليها . أشارت أمينة خميس - مركز ثقافي قطنا - أنه من المهم إشراك الأهل في النوادي البيئية و إيضاح الهدف من وراء إحداثها ، لأن تفاعل الأطفال بهذا الموضوع لا يتم بشكل جيد لولا تعاون الأهل و تشجيعهم ، و النوادي البيئية مهمة جداً بهذه الفترة ، لأن الطفل لديه الكثير من التساؤلات بخصوص البيئة يبحث عن إجابة لها ، و على الأهل أن تكون لديهم الأرضية الثقافية البيئية . و يؤكد باسل حناوي - مركز ثقافي جرمانا - أن النوادي البيئية تسهم بإيضاح علاقة الإنسان بالبيئة و هذا يسهم بتخفيف التلوث البيئي و زيادة الوعي لقيمة البيئة و ضرورة الحفاظ عليها من التلوث لاستمرارية الحياة عليها . |
|