|
سينما تبدأ الحكاية مع تشارلي المصارع المحترف الذي تحول أمام السطو التكنولوجي الضخم إلى مجرد شخص يتحكم بمصارعي المستقبل (الروبوتات الضخمة) الذين نتابعهم على مدار الفيلم ضمن مسابقات ضخمة تنظم لها وترصد من أجلها الرهانات والإعلانات . إذا نحن أمام جيل جديد من التكنولوجيا ، وأمام تبعات كثيرة اجتماعية يتم الكشف عنها تباعا من خلال الأحداث التي تظهر غياب المشاعر الإنسانية والانسياق وراء حكم ومقدرات العصر الذي لا يعترف إلا بالماديات والصراعات والمنافسة للبقاء فوق ميادين الحياة . وسط هذه الملامح الجافة يعلم تشارلي خبر وفاة زوجته ودعوة المحكمة له للنظر في حال ابنه ماكس ، ابن الحادية عشرة من العمر ، الذي نراه قابعا بحزنه منتظراً الحكم ، فهل سيكون من نصيب والده الذي لا يعرفه أم من نصيب خالته التي تشتكي عدم القدرة على الإنجاب ؟. وخلال هذا الانتظار نتابع صفقة مادية تتم بين تشارلي وزوج خالة ابنه نعرف فيها أن تشارلي استغنى عن ابنه مقابل حفنة من الدولارات وبشرط مسبق يقضي ببقاء ماكس مع والده طيلة العطلة الصيفية ، وهكذا وبعيدا عن أي انتماء أبوي يمضي الابن إلى عوالم والده مجبرا متحسبا حتى تضعه الصدفة وحدها أمام حادثة اكتشاف الربوت (أتوم) الذي يعود عمر تصنيعه إلى عام 2014 والذي يتم العثور عليه وسط مكبات ضخمة للنفايات ومن هنا تبدأ لحظة الاكتشاف وإعادة الحياة إلى هذا الربوت الضخم والى قلب تشارلي الذي يبدأ التعلق بابنه ونتابع إعادة تفعيل (أتوم) والمشاركة في مسابقات عديدة تضع الابن والأب على منصة واحدة وبالقرب من هدف مشترك وأمام تحديات كبيرة تكون السبيل لإعادة الثقة بينهما ، ولإعادة الحياة والنبض إلى مشاعر نبيلة لا تكتمل الحياة بدونها . يضعنا مخرج الفيلم أمام حقيقة أن الإنسان هو الجوهر ، ولعل إعادة الروح إلى المصارع تشارلي في نهاية الفيلم وتحريره من القوالب التكنولوجية الضخمة رسالة واضحة على ضرورة الاحتفاظ بإنسانيتنا .. الفيلم من بطولة هيو جاكمان وايفانجلين ليلي والطفل داكوتا كوبو . |
|