|
رياضة لم تكد عجلة منتخبنا الكروي تبدأ دورانها حتى طفقت تعاني من آثار الصدأ والتآكل , بفعل التوقف طويل الأمد الذي اضطره للاستسلام والخمول والركون , وأجبره على الغط في بحور الدعة والسكينة .. وإن كان ثمة محاولات دؤوبة لانطلاقة واثقة , وما يوحي أن العزيمة لا تفترها بعض المنغصات المعتادة التي باتت قرينة أي عمل كروي جاد , فإن متطلبات اللحظة ورؤى المستقبل تفرض جملة من الواجبات أدعاها للبروز مواجهة التحديات بشكل مباشر , دون تلط أو تورية , وتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية دون مواربة أو تجميل , والعمل على تذليل الصعاب وفق استراتيجية تستشف الدروس والتجارب و تستقرىء الآفاق الرحبة . لسنا بصدد التنظير واستعارة مفردات اللغة الخشبية والغرق في لجة الكلام والجعجعة , وإنما نحتاج , وبشكل ملح وحيوي, إلى نفض غبار العثرات والأخطاء والبدء بمرحلة جديدة تحمل مفاهيم مغايرة لتلك التي أوصلت كرتنا إلى نفقها المظلم .. ومع تعامل اتحاد الكرة مع أول تجليات مشكلة الاعتذار عن الالتحاق بمعسكر المنتخب بحزم وحسم وصرامة , يتجدد الأمل في معالجة ديناميكية مع قضية رواتب المدربين , وإن كنا نعتقد أنها ليست قضية بمقدار ما هي زوبعة في فنجان , إلا أننا نثق بقدرة الاتحاد على إيجاد حل توافقي لا يخالف الأنظمة واللوائح المالية من جهة , ولا ينتقص من حقوق المدربين من جهة ثانية . ولعل ما يثير الريبة ويدعو للتساؤل أن تطفو هذه المسألة على السطح في هذه الفترة بالذات , على الرغم من وجود حالة من الانسجام والتوافق بين رئيس الاتحاد والمدرب , تصل إلى درجة التبني الكامل , نجح من خلالها رئيس الاتحاد في إقناع الأعضاء ولجنة المنتخبات باختيار هذا المدرب , وتجاوز جميع الآراء والأفكار المناوئة ؟! أخيراً فإن المال ليس هدفاً أمام الإغراءات الأخرى من الشهرة والصيت الذائع , مروراً بالسفر و الترحال , وعليه فالمؤكد أن يصل الطرفان , وهما طرف واحد حقيقة , إلى صيغة توفيقية , لا يموت معها الذئب ولا يفنى الغنم . |
|