|
شباب للتواصل.. إنما في حقيقة الأمر بلا أي تواصل..!! مع أول تبشير بالربيع العربي..!! ألغينا المسافات والأزمنة لنلتقي من جديد عبر الزمان والمكان بفصل جديد.. هو فصل الشهيد.. فتتبع الفواصل المتراكضة وباقي إشارات الاستفهام والتعجب التي لاتلقى بدورها فرصة الانتظار في مدخل الكلام والتنسيقيات والمؤامرات والاجتماعات الطارئة لتزهر أوراق ربيعهم الدامي..فتتبع المحاكاة الدولية المتماشية مع الظروف الآنيّة... ومناورات تقتصر على فعل وردّ .. وردّ وفعل..وبين الأنا والظاهر أوساط عدة تفسح المجال للعديد من الحدود بالطغيان على الحد الفاصل..أوساط من نالوا اللقب الأعمق والأبرز.. خائنو الأوطان من باعوا دماءنا وطغوا .... فإن امتلكت أنت السوريّ ذات برهة من التفكير المحصور في بوتقة الفصل تلك لأي من حالات التخبط في
حيادهم الملون.. والاندماج اللامتناهي في عالم الاختلاط وقلب كل موازين العدل والحرية في عالمهم المنشود خلفاً.. لتحديد انتمائهم لأيّ من الأوطان ونوع حيادهم..؟ فستجد بعضاًمن الشرائع الخاصة بالمضمون التكفيريّ الأسود كمكنونات فاسدة تلغي الظاهر بينها وبينهم، لتفسح المجال بالتعبير والفعل والقتل وبث الشرور والتطرف بلا أدنى صياغة لأي شرعية.. وتتحول كل الخصوصية بعدها إلى تشريعات معمّمة من وراء شاشات غيّهم إلى قلب كل وطنيّ معتدل.. وشهيد مرتحم .. مخلّفة كل مايجلب الخراب والدمار للأوطان.. وبعد التجنّي المعلن على عالم الحدود القائم بالخطف والتمثيل والتقطيع والغدر والتنكيل والتلفيق والتخريب والحرق والتفجير والترهيب والتعميم رياءً هنا والتعتيم كلياً هناك نيابة عن التحدي بالظهور والمواجهة علناً، ستجد واقع المسافات الشاسعة والفاصلة بين لبّ قضايانا ومحيّاها الشاحب خارجياً، بما تحمل من أمكنة وأزمنة ومظاهر دامية غدت موحدة للمرة الأولى نحو انسياق يتتبع أخيلة الحقائق في حضيض المشاعر والآلام.. وينجرف سيلاً مع الروايات المطاعة والبقاء المؤتمل تلاشياً في كنفها.. لتعيد التوازن الوهمي لحدود ذلّهم هاهنا.. والتي تجاوزناها بالنظر فراغيّاً لحجم مؤامراتهم.. حتى غدت مفقودة الحراك في باطنها .. كثيرة الجلبة والضوضاء في ظاهرها .. فتختبئ مدماة أكثر من أوطاننا في أناهم الغربي والمستعرب والصهيوني المنضمر.. وتخرج أنت السوري بكل اعتزاز بظاهرك وباطنك موحّداً داخل حدود وطنك الأبدية.. لأنهم منذ البداية لم يلقوا حدّاً لوطن يجمعهم وهم فرادى.. لاظاهراً ولاباطناً ..والذي أصابهم بالعريّ في كل الفصول، فلم يبق لديهم سوى التدليل إلى شرائع حروبهم المتطورة غير المعلنة.. ولأنك أنت السوري منذ بدء الخلق كونت صورة حدود وطنك وأهديتها للامحدودهم بملء إرادتك رغم بث كل مساحاتهم المفرغة بين النماذج السلفية التي تقمصوا أجزاءها المبعثرة بأصغر الحيل، والتي لاتحمل أيّ تبعية ولا مرجعية لأيّ من الجذور سوى جذور الإرهاب والتكفير.. أرادوك أن تكون جزءاً من تلك المساحات التبعية .. لاراسماً لحد من الحدود .. هذا مايضيق بكل فرد بهم، أن يكون قائماً بحد ذاته، بشرائعه واستقلاله بعيداً عن تبعية أصحاب المحافل ومؤاخاة الصهيونية وذل القيود .. أنت السوري وحدك المتأصل بلا قيود.. وحدك في كل الفصول بعثرت كل نماذج التبعية فكرياً وجسدياً لتغرس فصلاً جديداً باسمه تسمو وتعلو وتفخر ومن أجله تبقى المدافع عن حدودك والمستميت.. هذا الفرق الشاسع.. بين قدراتهم الفاشلة على استقراء الحدود.. وقدراتنا الفذّة على ضبط الحدود وبقاء الموازنة.. ما جعل موطني الحد الأخير المقاوم والفاصل.. وفصل خامس متجذّر في أرضه.. هو فصل الشهيد... |
|