تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأغاني الصاخبة تطور؟ أم انحطاط وتراجع أخلاقي؟

شباب
2/7/2012
غيث الأحمد / دير الزور

يتجه الشباب في هذه الأيام لسماع الأغاني الصاخبة العربية والأجنبية والتي تحتوي على لحن وإيقاع سريع كما أن مفرداتها في الغالب لا تحمل معنى ، كما

أن الأغاني أصبحت للرقص والتسلية وليس للاستماع والاستمتاع بكلماتها وكل يوم جديد يمر تتزايد نسبة هذه الأغاني ونسبة المستمعين لها.‏‏‏

وأصبحت النظرة العامة لهذه الأغاني على أنها نوع من أنواع التطور التي ترافق الشباب كصرعات الموضة من اللباس وتسريحات الشعر ومن الواجب على الشباب متابعة هذه الموضة العصرية.‏‏‏

ملحق شباب التقى بعدد من الشباب لرصد آرائهم حيث يرى هشام محمد طالب اقتصاد في جامعة الفرات أن تهافت الشباب للاستماع للأغاني الأجنبية عبرمكبرات الصوت هو تقليد أعمى للشباب الغربي وينم عن فشل تربوي وأخلاقي وانحطاط أصاب هؤلاء الشباب وهذه التصرفات يلاحظها عموم المواطنين يومياً في الشوارع.‏‏‏

كمايؤكد هشام أن هذا السلوك يأتي محاولة لتقليد الثقافات الغربية والسلوكيات المستوردة، فيستمع هؤلاء الشباب للإيقاعات القوية والموسيقا الصاخبة التي تشدالانتباه، كما أن البعض أصبح يحفظ هذه الأغاني ويتمايل بجسده طرباً لها ولكنه لايدرك معناها، والغرض من ذلك كله هو التباهي أمام الزملاء بأنه يستمع إلى آخر ما صدر من الأغاني الغربية، وبالتالي هي رغبة في الاستماع للطرب الأجنبي الذي يقابله أيضاًانحطاط في الأغاني العربية الحديثة.‏‏‏

أما الطالبة في كلية العلوم سامية الشيخ موس تقول إن السماع للموسيقا الصاخبة والأغاني الأجنبية لا يأتي إلا من شباب طغى عليهم الثراء ويحبون أن يلفتوا أنظار كل المارة بالشارع بسياراتهم الفاخرة المزودة بمكبرات الصوت.‏‏‏

وتتساءل سامية هل يعلم هؤلاء الشباب ويفهمون كلمات هذه الأغاني الصاخبةوالتي تكون بالعادة غربية أو أجنبية أو حتى من الأغاني العربية الحديثة؟.‏‏‏

وترى سامية أن الأخطر من ذلك أغاني الفيديو كليب المصورة والتي تمثل فساداً أخلاقياً كبيراً من خلال تلك اللقطات السافرة والتي تهدف إلى إفساد الشباب والفتيات.‏‏‏

جوزيف بغدي صار صاحب 22 عاماً يقول إن الشباب الذين لديهم دوافع لسماع أو اقتناء الأغنية الأجنبية هم من فئة عمرية معينة وبالأخص سن المراهقة وبالتالي يمكننا القول إن لدى هؤلاء الشباب أسباباً نفسية لسماع الأغنية الأجنبية كما تأتي هذه الأسباب من دوافع أخرى لدى الشخص نفسه، والتي قد تكون لغرض لفت انتباه الآخرين من جنس آخر يؤكدون فيه أنهم يحبون سماع الأغاني الصاخبة أو سماع فنان شاب ومشهور أو أنهم يرغبون في إظهار أنفسهم أمام الآخرين أنهم يتحدثون بلغة أجنبية فيتخذون هذه التصرفات سبلاً للوصول إلى دوافعهم.‏‏‏

ويؤكد جوزيف أنه عندما نتحدث عن الشباب فإننا نتحدث عن مرحلة طيش وعنفوان في حياة الإنسان عامةفليست الأغنية الجديدة وحدها محبوبة عند الشباب، ولكن هناك التقليد للملابس الغربية في كثير من السلوكيات كقص الشعر وغيرها إلا أن الأغنية الغربية قد تكون هي الأكثرانتشاراً من سواها.‏‏‏

أما مهند شويش الحاصل على دبلوم في الاقتصاد فيقول إنه يحب أي أغنية تلامس أفكاره ومشاعره بغض النظر عن المستوى الفني للأغنية ففي بعض الأحيان يحب الأغنية وذلك بسبب كلمات تلك الأغنية التي تحاكي الحالة النفسية والعاطفية التي يمر فيها فقط، ولكن بمجرد انتهاء هذه الحالة فإنه يعرض عن سماع هذه الأغنية ويتعجب بالسبب الذي دفعه للسماع لتلك الأغنية لفترة من الزمن.‏‏‏

ويضيف مهند إن صناعة الأغاني أصبحت عملية تجارية بحتة يهدف بعض المتطفلين على الفن من ورائها إلى الكسب المادي بالدرجة الأولى، وهي لا تحتوي على مادة أصيلة ترهف الأذن وألحانها بمعظمها تأتي مكررة وأحياناً مسروقة كما أنها بسيطة إلى حد زائد.‏‏‏

خالد خفاجة (موظف) يقول إن الحقيقة وراء الإقبال المتزايد في الفترة الماضية والحالية على الأغاني الغربية وكذلك الأغاني الشبابية العربيةإلى أن الشباب يعتبرون ذلك موضة أخذت في الانتشاربشكل كبير مثلها مثل موضة الثياب وقصة الشعر وبقية الأمور التي دخلت إلى مجتمعنا الشرقي والشباب بطبيعتهم مراهقون يحبون الأشياء المثيرة والتي تلفت الانتباه وخاصة مع انتشار واتساع القنوات الفضائية المتخصصة بمثل هذه الأغاني والموسيقا الصاخبة.‏‏‏

أما الموجه التربوي السيد عدنان القاضي فيقول إن كان سماع الأغنية الأجنبية لهدف أو لغاية فيتوقف حفظها أو فهمها من عدمه لدى المستمع على قوة ذلك الهدف، أما غير ذلك فلن يحفظ ويفهم بمعنى الحفظ حتى الأغنية العربية وليس الأجنبية فحسب، بالإضافة إلى أن ركاكة الأغنية العربية كانت السبب الرئيسي وراء هذا الهوس إلى جانب التأثير الإعلامي للفضائيات وللأغنيةالأجنبية التي وجدت لنفسها مكاناً في الانتشار بين عموم الناس والمشاهدين للفضائيات، مضيفا ًالقاضي أن الاستماع لهذه الأغاني الصاخبة يعد ترويحاً عن النفس سواء أكان ذلك عن طريق المسجلات العادية أو مسجلات السيارات أو عن طريق الكمبيوتر أو القنوات الفضائية والغالبية من المراهقين يفضلون المسجلات العادية والمكبرات للصوت كي يستمتعوا بالأصوات العالية والموسيقا ودقات الطبول المتناسقة والرقص الغربي سواء في البيوت أو مع الأصدقاء أوفي السيارات لغرض لفت أنظار الآخرين.‏‏‏

ويوضح الموجه التربوي أن هذه الأغاني لا تخلو من الفائدة فالمستمع لها يستمتع بالأصوات الموسيقية المختلفة، أما الكلمات إذا تم ترجمتهاستكشف أن المستمع لها غبي فهي عبارة عن كلمات عادية ولاتشكل جملة مفيدة وذلك لأن لكل شعب خصوصية وهذه تختلف تماماً عن خصوصيات الأغنية العربية.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية