|
مجتمع وتشعرهم بالقوة وبالثقة بأنفسهم وينبغي على الأهل أن يسعوا إلى اختيار البرامج الترفيهية التي تناسب ميول أولادهم وتعود بالنفع عليهم ويكون من شأنها أن تطور مهاراتهم وتساعد على نموهم السليم من الناحيتين الجسدية والنفسية، والأهم من ذلك هو السعي لكي تكون تلك البرامج سبباً في تقوية قدراتهم الاجتماعية فهناك عروض كثيرة ومفيدة يمكن أن تناسب عمر كل طفل واهتماماته وهناك إمكانات متنوعة مثل الهوايات القائمة على الإنتاج والإبداع والرياضة، فالطفل يمكن أن يحصل على تعليم مبكر في فنون الموسيقا ابتداء من سن الحضانة كما يمكنه المشاركة في ورش عمل متخصصة في الأعمال اليدوية أو المشاركة في اللعب مع أحد النوادي الرياضية وذلك لممارسة رياضة يحبها بالإضافة إلى انتقاء برامج تلفزيونية تتناسب مع سن الطفل وتقدم له معلومات قيمة ومسلية في الوقت نفسه. ولا بد أن نضع في اعتبارنا أنه لا يكفي الطفل أن يذهب فقط إلى الحضانة أو المدرسة لكي يتعلم فهو يحتاج أيضا إلى فعاليات ترفيهية لكي يحصل على تحصيل معرفي بناء على أهواء كل طفل واهتماماته الشخصية، تلك الاهتمامات تنطوي على أهمية عظمى لأنها ذات تأثير كبير على حياة الطفل. ولقد أثبتت دراسة علمية حديثة صادرة عن جامعة مالاغا الاسبانية بأنه من العوامل المسببة للضغوط النفسية للطفل هي تكرار قضائه وقتا كبيرا بمفرده وتعرضه لضغوط في المدرسة وتظهر أعراض هذه الضغوط على الطفل في صور عديدة منها مشاكل في النوم أو في الأكل أو معاناته من آلام في الرأس أو البطن أو تراجع مستواه الدراسي أو تغير سلوكه بل وأحيانا يصاب الطفل جراء هذه الضغوط النفسية بحالات من الخوف والاكتئاب. وتلعب الأم دورا هاما في حياة أبنائها وذلك من خلال محاولة إيجاد وسائل لشغل أوقات فراغ أطفالها بعيدا عن الشاشات الالكترونية، لذا فإن استثمار الجهد والمال في توفير برامج مفيدة لأطفالنا في أوقات فراغهم يعد استثمارا كبيرا بل واحد من أهم الاستثمارات التي نقوم بها من أجل مستقبل أبنائنا ولابد من التمييز بأن هناك أطفالاً يقررون عن وعي و إدراك هواياتهم والأعمال التي يرغبون في أدائها في أوقات فراغهم مع المهن التي يرغبون في ممارستها عندما يصبحون كبارا، ولكن بالمقابل هناك أطفال يحتاجون إلى مساعدة لكي يتمكنوا من معرفة القدرات الكامنة فيهم والعمل على تطويرها بالشكل المناسب وحبذا لو تمت مساعدة الطفل باختيار الألعاب التي تساعد على خلق روح المنافسة بينه وبين الآخرين وكذلك فإن الخروج في الهواء الطلق (الحدائق والمتنزهات) مع الأهل أو الأصدقاء أو الجيران يمنح الطفل خبرات مادية ومعنوية. أخيرا نقول إن الطفل مثل الشجرة التي تحتاج إلى كثير من الرعاية والاهتمام كي تعطي مستقبلا الثمار اليانعة والظلال الوارفة. |
|