|
مجتمع لا أحد يشعر بأحد بعد ماتراجع منسوب الإحساس بمن حولنا. بعض التوصيف أصبح حاضراً في حياتنا إلى حدّ ما، وفي نسبة كبيرة في إطار معدلات تفاهماتنا نحن البشر،أبناء هذا البلد على مستوى الأحياء والمساكن والقرى والبلدات . فهل مات الضمير وغادر الحياء الوجوه ، وهل أصبح إله المال هو المعبود عند كثير من أصحاب النفوس المريضة ، فعندما يجري أي حديث عابر عن أي شيء يلامس وجعنا وألمنا وما وصلنا إليه في هذا البلد يتقدم المنافقون الصفوف يسردون خير الكلام المعسول ويقدمون المواعظ ويخطفون البطولات ويسوقون زخرف القول، متلونين بألوان الكذب واللف والدوران متناسين أن لهم باعاً طويلاً في نفق الأزمة المظلم ، تكشفهم تقاسيم وجوههم وتفضحهم أسارير عيونهم.. إنها موضة الزمن الغافل عن الحساب ومبدأ الثواب والعقاب، هموم إضافية وفي يوميات المواطن السوري دخل إلى بند همومه واجد تأمين المياه الضرورية للشرب والاستعمالات الكثيرة للأسرة ، بعدما هجرت صنابير المياه جريان ضخّ المياه المنتظمة لأشهر طويلة في أغلب المناطق السورية ولاسيما في ريف دمشق ومساكن رأس النبع في مدينة قطنا وفي صحنايا وجديدة عرطوز .. وغيرها من المناطق وإذا أتت المياه فهي تكون من نصيب بعض الأحياء والحارات دون الأخرى حسب مزاج وراحة بال المسؤول شؤون المساكن في قطنا المؤتمن على تأمين حاجيات أبناء المنطقة ، فإذا كنا تأقلمنا إلى حدّ كبير مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، فمن الصعب التأقلم مع انقطاع المياه في ظل الطلب المتزايد عليها، لأن مصادر المياه التي يأتي بها أصحاب الصهاريج ويجولون بها صباح مساء على الدور والمنازل والحارات قد لاتكون نظيفة أو من مصادر آمنة ولاتخضع لأي رقابة أو معايرة مؤسساتية ، لذلك نجد العديد من أصحاب هذه المصلحة يستغلون حاجات الناس وتوسلهم للحصول على خزان ماء وبأسعار ترتفع كل يوم والخمسمائة ليرة لم تعد تكفي تجار الأزمة الصغار فهي تخضع لضغط الحاجة كل ساعة.. وليس كل يوم هو سباق محموم للفوز بجمع المزيد من الأموال التي تستنزف جيوب الفقراء والمحتاجين لأبسط نعم الحياة التي كنا ننعم بها إلى أقصى درجات النعم دون أن تدري كم هي غالية ونادرة ولاتقدر بثمن. لهيب إنه لهيب الصيف الحار ولهيب الجيوب والنفوس ولهيب الطمع والجشع والسباق نحو الأذى وعدم الاكتراث بوجع الآخرين . أثناء دفعي لفاتورة المياه في إحدى مراكز خدمات العاصمة دمشق سألتني إحدى السيدات التي تربطني بها معرفة سابقة هل يعقل أن تدفعين رسوم مياه ومستحقات بنفس القيمة التي أدفعها أنا علماً أن المياه لاتنقطع من منزلي وحارتي والحي الذي أقطن فيه بدمشق فيما أنت منذ بداية الصيف لم تر المياه كما يجب حيث تقطنين في ريف دمشق ، ابتمست وأجبت في نفسي وعلى استحياء هي عدالة الأزمة الفاسدة وغطاء الفوضى وانعدام تحمل المسؤولية بما يرضي الله والواجب هذا الواقع حرم خزينة الدولة الملايين من الأموال المهدورة والهاربة خارج الخطوط المعروفة فيما المواطن الصالح الملتزم بواجبه يدفع مستحقاته وربما مستحقات من تخاذل وتمرد وسرق ونهب مقدرات الدولة ، وقس علي ذلك فواتير الكهرباء والهاتف وماشابه ذلك. فكيف تستقيم الأمور عندما تنعدم الرحمة من القلوب وأصبح هناك قلة قليلة من يشفقون على الدولة وماتقدمه على جميع الأصعدة للاستمرار في الصمود والمقاومة والتحدي في وجه طغيان الإرهاب وقطع الرؤوس وسرقة قوت الشعب وتخريب مؤسساته ودياره وتعميم ثقافة الفساد وشر اقتناص الفرص واتساع مساحة اقتصاد الظل بشكل مخيف ومرعب. فهل يستيقظ الضمير عند الجميع ويعمل على تخليص المجتمع من أوجاعه وأمراضه الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الوافدة بقوة الإرهاب إلى عمق حياتنا وطريقة عيشنا. |
|