|
بيروت وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام بأن الاشتباكات هي الاعنف أمس بين الجيش والجماعات الإرهابية المسلحة وامتدت إلى محور رأس السرج ووادي حميد واستعملت فيها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة .
وفي سياق متصل اعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني ان بعض مواقع التواصل الاجتماعي تعمد إلى عرض مشاهد لعدد من جثث القتلى باللباس العسكري اضافة إلى مشاهد لمسلحين يقومون بقتل عسكريين بطريقة وحشية والايحاء أن الاخيرين ينتمون إلى الجيش اللبناني . واكدت قيادة الجيش اللبناني أن أيا من صور هؤلاء القتلى لا تعود لعناصر الجيش اللبناني مبينة أن هذه المشاهد مأخوذة من أحداث جرت خارج لبنان ومنشورة سابقا. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن وحدات الجيش اللبناني تعمل على استعادة مبنى المحكمة الشرعية الذي يتمركز فيه إرهابيون ومحيط مبنى الجمارك داخل بلدة عرسال. وفي طرابلس شمال لبنان أصيب ثمانية جنود من الجيش اللبناني إثر تعرض باص كان يقلهم لإطلاق نار من إرهابيين عند مستديرة أبو علي صباح امس . كما استهدف إرهابيون عدة مراكز للجيش اللبناني في طرابلس بقذائف صاروخية في الملولة والمنكوبين والبيسار والقبة وأبي سمراء كما انطلقت مجموعات من الإرهابيين المسلحين باتجاه دوار نهر أبو علي وأطلقت الرصاص باتجاه الجيش فرد الجيش عليها بالمثل ما أدى إلى إصابة إرهابي. وأشارت مصادر إلى تجدد الاشتباكات أيضا عند مستديرة نهر أبو علي بعد تجدد الهجوم على مركز الجيش حيث قام الجيش بقطع الطريق باتجاه الملولة وحولها باتجاه الطريق البحري. وكانت اشتباكات اندلعت الليلة الماضية بين وحدات الجيش اللبناني المنتشرة عند مداخل التبانة وبين إرهابيين ملثمين في طرابلس حيث تعرضت وحدات الجيش اللبناني لإطلاق نار أدى إلى إصابة ملالة عند مدخل سوق الخضار حيث ردت وحدات الجيش اللبناني على مصادر النيران واستمرت هذه المناوشات فيما لا تزال الطرقات مقطوعة عند مداخل التبانة ولاسيما الاوتوستراد الذي يربط طرابلس بعكار عند دوار نهر أبو علي. وألقى إرهابيون قنبلتين على مركز للجيش اللبناني عند دوار أبو علي وأصيب على الإثر أحد الجنود بجروح تم نقله إلى المستشفى للمعالجة. وحذر قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي من خطورة الوضع على أطراف بلدة عرسال البقاعية اللبنانية وفي محيطها مشيرا إلى أن معركة جرود عرسال التي يخوضها الجيش ليست إلا «حلقة في أشكال مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وأينما كان». وأوضح قهوجي في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أن معركة الجيش اللبناني ضد الإرهابيين التكفيريين مستمرة وأن الجيش مصر على استعادة العسكريين المفقودين. شخصيات وقوى سياسية لبنانية تندد بجرائم الإرهابيين في عرسال وتدعو إلى دعم الجيش إلى ذلك واصلت القوى والأحزاب والشخصيات الوطنية اللبنانية تنديدها واستنكارها للجرائم التي يرتكبها الإرهابيون في لبنان واعتداءاتهم على الجيش اللبناني مطالبين باقتلاع ظاهرة الإرهاب من لبنان ودعم الجيش اللبناني. بدوره أكد حزب الله أن موقف الحكومة اللبنانية الحازم الذي اتخذته في اجتماعها أمس الاول حيال الاحداث التي تشهدها منطقة عرسال يعبر عن الاجماع الوطني في الوقوف خلف الجيش اللبناني لمواجهته الإرهاب التكفيري وتصديه لمحاولات تهديد السلم الاهلي وانتهاك السيادة اللبنانية من قبل المسلحين الغرباء. وجدد حزب الله تأكيده على أن ما يجري ميدانيا من معالجة للوضع العسكري وحماية الاهالي والتصدي لمجموعات المسلحين الإرهابيين هو حصرا من مسؤولية الجيش اللبناني وأن الحزب لم يتدخل في مجريات ما حصل ويحصل في منطقة عرسال. من جهته أكد المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك في لبنان وقوفه إلى جانب الجيش اللبناني في مواجهة الهجمة الإرهابية التكفيرية القادمة من خارج الحدود التي تستهدف سيادة لبنان وأمنه والنسيج الاجتماعي والوجود التاريخي للمجتمعات المحلية فيه. وأكد وزير شؤون مجلس النواب اللبناني محمد فنيش رفضه للحوار مع المجموعات الإرهابية المسلحة موضحا أن «ما تطرحه هو من مخلفات الجاهلية وعصر الظلام» مشيرا إلى أن هناك إجماعا في مجلس الوزراء اللبناني على ان ما حصل من اعتداء واحتلال لبلدة عرسال هو عدوان على الأراضي اللبنانية وأن عرسال أضحت بلدة محتلة. بدوره حمل الوزير اللبناني السابق البير منصور الحكومة اللبنانية السابقة مسؤولية ما يجري اليوم من تغلغل وانتشار الإرهابيين في بلدة عرسال البقاعية اللبنانية نتيجة سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها حيال ما يجري من أعمال إرهابية في سورية وترك الحدود اللبنانية مفتوحة امام تنقلات الارهابيين وأسلحتهم من لبنان الى سورية وبالعكس. كما وصف عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب وليد سكرية ما قامت به العصابات الإرهابية المسلحة في عرسال وضد مراكز الجيش اللبناني بالإجرام لافتا إلى ان هناك من يحاول تبرير أعمال هذه الجماعات التكفيرية في عرسال. بدوره قال النائب اللبناني السابق إميل إميل لحود أن ما يحصل في عرسال هو نتيجة سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها الحكومة اللبنانية السابقة والتي حذرنا منها دوما مبينا أن الحياد لا يعني فتح الحدود وتحويل الاراضي اللبنانية الى ثكنات للمجموعات الإرهابية المسلحة ، كما اكد رئيس حزب الاتحاد اللبناني عبد الرحيم مراد ان هناك مخططات إرهابية لاستهداف لبنان والجيش اللبناني مشيرا إلى حتمية انتصار الجيش اللبناني على المجموعات الإرهابية في عرسال. من جانبه أعلن الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة أن المطلوب استعادة عرسال من قوى الإرهاب والظلامية وهذا يتطلب جهدا سياسيا وشعبيا وعسكريا متكاملا مبينا أن الجيش اللبناني أخذ قراره ولا يمكن العودة عنه في سحق المجموعات الإرهابية المسلحة. كذلك أكد رئيس حركة الشعب اللبنانية نجاح واكيم أن فشل التنظيمات الإرهابية في سورية دفعها للتصعيد في العراق ولبنان بغية تطويق سورية التي لم يستطيعوا كسرها مبيناً أن هذه التنظيمات الإرهابية لا يمكنها القيام بجرائمها لولا الرعاية الاقليمية والدولية. بدوره أدان لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في لبنان في بيان عقب إجتماعه برئاسة الشيخ عبد الناصر جبري الاعتداءات الإجرامية التي تعرض لها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في عرسال مؤكدا أن هذا الاعتداء جزء لا يتجزأ مع ما يحصل في المنطقة وخصوصاً في قطاع غزة ومدينة الموصل العراقية وأن كل ذلك لمصلحة الصهيونية العالمية وإدارة الشر الأمريكية لتبرير إقامة «الدولة اليهودية». إيران تدين بشدة الأعمال الإرهابية كما ادانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم بشدة الاعمال الإرهابية الاخيرة للمجموعات المسلحة في منطقة عرسال اللبنانية. وأكدت أفخم في بيان أمس دعم بلادها لأمن واستقرار لبنان وجيشه وشعبه المقاوم معربة عن تعاطفها ومواساتها للحكومة وأسر الشهداء والجرحى. كما اعربت افخم عن املها في أن يتمكن لبنان من عبور هذه المرحلة الحساسة في ظل التضامن بين جميع التيارات السياسية والوحدة الوطنية اللبنانية. |
|