|
معاً على الطريق في اللغة العلميّة ومدلولاتها قد يكون لفعل دود الخل ودوره بانتاج الخل وجه ايجابي؛ غير أنّ عدم استساغة الانسان طعم الخل الذي يسهم دود الخل بانتاجه مع شدة تعلقه به في مقابل جهله بأيّ طعم آخر غير طعم الخل؛ قد يكون هو ما دفع الانسان لإسقاطه ربما على حالة فعل افساد الشيء «التمر» «التفاح» «الأمة» أو أيّ شيء آخر. هل نحن أمام حالة افساد الأمّة بفعل ذاتي ناقص من بعض أبنائها؟ هل ينطبق المثل على حالنا كعرب لم يتمكّن الصهيوني منّا كقضية فلسطينية وكعالم ومجتمع عربي الاّ عندما وضع أعراب الخليج اليد باليد الاسرائيلية؟ وهل ستستمر طويلاً معادلة الخل الأعرابي نخراً في الأمة وافساداً لها وفيها؛ وتفريطاً بقضيتها؛ وامعاناً في التحالف مع عدوّها عليها؟ أم أنّ مقاومة أجزائها غير المنخورة ستتمكن من استعادة الأمة حالة التعافي ومن محو آثار فعل الافساد الأعرابي لها؟. الاسرائيلي يعيش اليوم لحظة نشوة لا يخفيها؛ وعدد لا يستهان به من المسؤولين الصهاينة راحوا يعبّرون علناً عن نتائج مهمّة تحققت من العدوان على قطاع غزة أهمها «كما يقولون» أنّهم أمام فرصة تاريخية قد لا تتكرر لتشكيل محور اعتدال عربي يضم الخليج وعلى رأسه «السعودية» ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية، وهناك من الصهاينة من ذهب للقول بأن أهمّ ما تحقق «من الحملة على غزة» هو تعميق الشراكة مع «السعودية»، ومنهم من اعتبر أنّ واحدة من أهم النتائج المتحصلة هو أن عالماً عربياً معادياً لاسرائيل لم يعد له وجود في الواقع. نحن في سورية واقعيون لا نفرط بالتفاؤل لكننا لا نعرف التشاؤم، ولأننا كذلك؛ فانّ ايماننا بالأمة ونهضتها راسخٌ وقويٌ ولا يمكن لقوّة أن تفت فيه أو تضعفه سواء تكاثرت بيوض ديدان الخل في الأمة أم تراجع منسوب التكاثر فيها، ونحن في سورية لم تفاجئنا تصريحات المسؤولين الصهاينة ولا صمت الأعراب عليها؛ ولا احجامهم عن اصدار بيانات النفي لما تضمنته؛ ولا امتناعهم عن محاولة تبرئة الذمّة، ذلك أننا نعرف حقيقة الأعراب منذ زمن طويل. واذا كان البعض قد نسي فنحن لا ننسى، وهذا عدوان «اسرائيل» على لبنان في 2006، وعلى غزة في أواخر 2008 ومطلع 2009 ، وعلى غزة أيضاً في 2012 قد عرّى مصر والأردن والأعراب «محور الاعتدال» الذي اخترعته كونداليزا رايس، ومعلومٌ أنّ هذا المحور اشتغل آنذاك - كما يشتغل اليوم - مع أميركا وأوروبا وتركيا على مبدأ الحلف الحقيقي القائم والمتماسك في مواجهة محور المقاومة تحت سقف تحقيق هدف من اثنين الكسر ان أمكن والاضعاف ان لم ينكسر، غير أنّ العبرة في النتائج؟!. العقل الصهيوني واصبع كيانه الغاصب ما زال يضغط على زناد الارهاب وهو يستقوي بأميركا والغرب وتركيا كعمق وظهير داعم؛ وبالأعراب والوهابيين ومحور الاعتلال العربي كأداة حادة فاعلة متوفرة اليوم وينبغي استغلالها الى أقصى حدود الاستغلال لتحقيق ما عجز الكيان عن تحقيقه منذ نشأة عصاباته الأولى «هاشومير والبالماخ والأرغون والهاغانا وشتيرن وغيرها»، لكنّ ارادة المقاومة أقوى؛ وجذوتها متّقدة في الأمّة؛ لم تخمد ولن تخمد، وهذا صراعٌ طويلٌ جبهاته متعددة؛ وحربه مفتوحة لن تنتهي الا عندما يتم القضاء على «دود الخل» عدوّ الداخل أولاً الذي يجهل طعم الكرامة ولا يعرف إلا طعم الذل والعمالة والخيانة. |
|