|
|
مسرح مسرحياته تحوي عقدة بسيطة للغاية، وتنطلق عادة من وضعية بسيطة في الظاهر، ثم تتطور بسرعة لتفصح عن تهديد ما، في خطاب عبثي ينهض به ممثلون تبدو حركاتهم بعيدة عن إدراك الجمهور، ما جعله قريباً من جيل «الشباب الغاضب» خصوصاً أن بنتر متأثر كثيراً بمسرح بيكسيت. سطع نجمه مع عرض مسرحية «الحارس».. وصولاً إلى مسرحية »العودة إلى الوكر« التي تعرض الآن في باريس قبل أن تنتقل إلى مسارح مدن فرنسية طيلة العام الحالي، ثم تلت مسرحياته الأولى أعمال تتسم بموقف خاص يدين خلال مسرحية «لغة الجبل» الحظر الذي كانت تركيا تفرضه على اللغة الكردية، ومسرحية »النظام العالمي الجديد« والتي يفضح فيها المخططات الأميركية الإمبريالية لبسط نفوذها على العالم. في آخر حياته توقف بنتر عن الكتابة ونذر قلمه للصراع السياسي، فكان مدافعاً شرساً عن قضايا التحرر في العالم، لا يتردد عن التشهير بالتعذيب وقمع الحريات، وإدانة غزو أميركا لأفغانستان والعراق، وخطره على كوبا منذ الستينات، ومساندة القضية الفلسطينية. يرى النقاد أن أسلوب بنتر فردي مليء بتشويش لغوي عبثي تتضح منه سخرية خفيفة خلق بنتر (توصيفاً) صار متداولاً في المجال الفني ينسب إلى الكاتب حيث دخلت عبارة »بنتري« قاموس اللغة الإنكليزية منذ عام 1966 ومعناها عالم عبثي يتحدث خلاله الشخوص بشكل يوحي بأن حديثهم عرضة للضبط والمفاجأة، مثلما صارت عبارة ممارسة »بنترية« تعني مسرحية يكون مناخها خائفاً أو قائماً في وسط معين. وليس عبثاً أن يعده المتخصصون أبرز أعلام المسرح الإنكليزي في النصف الثاني من القرن العشرين لا غنى عنه لكل من يدرس الفن المسرحي أو الدرامي. |
|
