|
مجتمع سنجوب الشوارع والحارات ونتجمع في الحدائق والساحات، إشارتنا النصر، وكلمتنا الحق، لساننا يجيد فصيح الكلام، فلغتنا لغة بيان، ومعاني لغة الضاد لاينكرها إلا متعثرو الكلام، ملجومو اللسان، معتوهو القامات، مطعونو الحسب والنسب. سجل أيها التاريخ في ذاكرة المكان، وفي مفكرة الزمان وعلى كل الصفحات والمدونات أن أبناء هذه الأرض السورية عشقوا حتى الثمالة ذرات التراب ونسيمات الهواء ووريقات الشجر. ونقشوا على الحجارة وأبواب الكهوف والمغارات من هنا مر أعداء الوطن من مرتزقة وكفار، عبروا السفربرلك من كل الدروب والوديان يحملون فكر الجهاد الأسود. جهاد لايعرف إلا مذهباً واحداً ومعتقداً واحداً، هو كيف تمعن وتتفنن في قتل أبناء أرض الكرامات، أبناء الحضارات والرسالات، أبناء سورية من أطفال المهد إلى الشيوخ والنساء والأشراف . سجل في سفرك أيها التاريخ أن المجد لايشترى ولايباع، لايصدر أو يستورد لاباليورو ولابالدولار ولا بالريال ولابالدينار، ولابفوائض أوفوائد الحريق الأسود من نفط وغاز ، ولابعلو الطرابيش وعرض مساحة العمامات والعباءات.. هو يصنع فقط بدماء الأبناء الأبرار والشهداء الأطهار، يصنعه عرق العامل والفلاح ونشيد الطفولة أحبك مدرستي ، أحبك معلمتي ، أحبك ياأمي ، أحبك ياوطني. تصنعه سواعد الشباب الذين عقدوا الرجاء بتسوير حلقات الوطن كما السياج، تصنعه عقول الرجال التي أبدعت خبرة وعلماً وبحثاً وتجربة، ماعزز تقدم البلاد ورقيها وتطورها إلى مصاف البلدان. تصونه عقيدة الجيش العربي السوري وعزيمة رفاق السلاح الذين ماوفروا قطرات العرق والدماء حين احتاجها الوطن في السلم والحرب ومازال العطاء . مجدك ياسورية بحجم الوطن، ومجد الوطن بحجم صمودك وكبريائك . ستبقى مشاتل الزهور ملونة وأرض الأقاحي تغزل الأشعار، بيدرنا خصب ونبعنا عذب وشعبنا صلب.. ونورك سورية لاينطفئ ولايطفأ سنبقى نضيء الشموع ونتوضأ تيمناً بعظمة الشهداء ورحمة الوطن الذي سكن عشقه حنايا الضلوع والفؤاد |
|