|
ثقافة عاش عمره ضريراً لا يرى من الألوان سوى اللون البرتقالي. إنما رأى الدنيا كما لم ترها العين المبصرة خلال الأحقاب و السنين، رآها بالبصيرة. لا أتشبه بالمعري أبداً، فمن أين لي ؟! لكن تجربته الأليمة مع البرتقالي أخافتني، فحيث تصطبغ أيامنا بالدم المهدور، خشيت أن لا أعود أرى من الألوان إلا الأحمر. نحو شهرين و أنا أجاور البحر ولم أجرأ على الاقتراب منه، خفت تلونه بلون الدم...تصوروا الجلوس على شاطئ بحر من الدماء...؟! نعيش في بحر من الدماء... هذا صحيح... مفروض علينا، تعاون العالم لفرضه علينا. لكن أن تقصد البحر، فهذا يعني أنك جئت تنشد الأزرق الفسيح الكبير ليأخذك في رحلة صباحية على زبد الموج، علّها تنسيك اصطباغ الدنيا بالأحمر فتصور أن تجد البحر مليئاً بالأحمر ؟! من شاطئ جبلة رفيقة صخور البحر – لاشاطئ رملي في جبلة، علّها هي ترفض – أخبركم... عاجل.... وشاهد عيان شاف... وليس ما «شافش حاجة»... أخبركم أن البحر أزرق بجد، وهي مفاجأتي هذا الصباح إذ تجرأت وقصدت الشاطئ الصخري. صخور هذا الشاطئ تكتب رسالة لمن يريد ومن لايريد أن يقرأ: من هنا مرت جحافل الجيوش و رموز الموت والقتل وأيضاً مرّ أنبياء الحضارة، وكثيراً ما كانت مواسم للدم، لكن رحل الجميع وخلدت هذه الصخور عاشقة صخب الأمواج و استمر البحر أزرق. و لا أراه سينتصر لون الدم.... لعله الأمل... أو أنني أصنع الأمل.. ما أنا واثق منه تماماً أن البحر أزرق، شاءت أم أبت جحافل القتلة والمجرمين. ليست هذه رسالة لأي كان ترجو منهم أن: اتركوا البحر أزرق.. بل تخبرهم أنه رغم كل ما فعلتم وتفعلون ما زال البحر أزرق. |
|