|
أسواق لها بالمرسوم التشريعي رقم 46 لعام 2012 ونصت المادة الثانية منه على أن تتولى الوزارة المحدثة المهام التي كانت تتولاها وزارة التموين والتجارة الداخلية بموجب التشريعات والأنظمة النافذة .
وبذلك يتم العودة عن دمج وزارتي الاقتصاد والتموين بعد تجربة استمرت نحو عشر سنوات وسيتم خلال الثلاثة أشهر القادمة إعادة الهيكلية لهذه الوزارة (الجديدة القديمة ) وبموجبه تتحدد الإدارات والجهات العامة التي تتبع لها . وبالمناسبة ليست سورية وحدها التي تعود بهذه الخطوة إلى وزارة التموين إنما سبق وأن فعلت ذلك عدة دول من بينها جمهورية مصر العربية - المشابهة تجربتها لنا - ومنذ عام وأثبتت جدواها في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها منطقتنا العربية . ومع ذلك فإن هذه الخطوة تتطلب جهوداً كبيرة وتحديات بحجم الآمال المرتقبة من الشارع السوري والذي اعتاد على صورة نمطية للوزارة السابقة وكأنها صمام الأمان لكل أزماته دفعة واحدة من خلال أسلوب الحزم ووضع تسعيرة موحدة لأغلب السلع الأساسية . خطة معلنة لا ارتجالية وقبل ان ندخل بتفاصيل الوزارة الأمل وزارة كل الناس لأنها وزارة حماية المستهلك لابد من الإشارة إلى صعوبة تخطي الترهل والمحسوبيات في إدارات ومؤسسات وجدت من الأزمة ومن الدمج مبررا لتقاعسها ولاسترخائها ولتحقيق مصالحها الشخصية دون أن يكون المعيار ما يلمسه المواطن على الأرض . وهذا التحول بأدوات جديدة وبفعالية قوية لا يتطلب تشكيل لجان وفرق عمل ، إنما يحتاج إلى خبراء حياديين ومن خارج الوزارة لتقييم الواقع العملي وكيفية إعادة هيكلته وتفعيله وصولا إلى جعل الوزارة الأداة الحاسمة والمثل للتجربة السورية بجانبيها الاقتصادي الاجتماعي وهذا يتطلب وضع خطة متكاملة (تقنية وفنية ومادية وتشريعية) معلنة وشفافة . وبطبيعة الحال هناك ايجابيات وسلبيات لابدَّ من التوقف عندها بنظرة خبير محب للوطن ويقول كلمته بجرأة قبل بداية الطريق لا في نهايته ..وهذا يتطلب إعطاء صلاحيات واسعة ومرونة كبيرة للوزارة لتقوم بدورها الأمثل وإلا كأن شيئاً لم يكن . المنافس الأول ومع مراعاة الظروف الاستثنائية التي نمر بها لابد لنا من جانبين هما عماد الوزارة ..الأول هو التدخل الإيجابي لمؤسسات الدولة لتكون المنافس الأول لتجار التجزئة وبالتالي تفعيل قانون السوق ( العرض والطلب ) المعطل لدينا نتيجة غياب وتشوه آليات التنافس العادل ومكافحة الاحتكار .. والجانب الآخر ..فعالية الرقابة على الأسواق ومهما كان الكلام عن المراقبين ومدى نزاهتهم أو فساد بعضهم ، فإن الآلية السابقة بطرق تقليدية لا تكفي ولا تجدي نفعاً إنما الرقابة الذكية دون الاحتكاك مع التاجر أو المنتج أو المستورد هي المطلوبة شريطة الالتزام بالشفافية في تداول الفواتير من خلال الرسوم الجمركية الحقيقية والضرائب وغيرها وصولا لإعطاء فاتورة للمستهلك . تجار الأزمات وإذا كنا نلقي باللوم على الموظفين فإن جميعنا يتحمل المسؤولية ..ومقابل أسعار غير طبيعية وتهاون في ضبط الأسواق بشكل مبرر أو غير مبرر يصبح المواطن هو الحلقة الأضعف ويدفع الثمن باهظا ويوميا رغم صبره لأن الأزمة الراهنة تفرض نفسها على الجميع ..ولكن هذا الصبر له حدود والوزارة الجديدة عندها الجواب لذلك فإن الأدوات التي تملكها لابد أن تكون أقوى وملموسة .. ومن هنا لابدَّ من التعجيل بإصدار تعديلات قانون حماية المستهلك المنتظرة منذ فترة طويلة بحيث تسمح للوزارة بإصدار القوائم السوداء والقوائم البيضاء ..فمن يغش ومن يغالي بالأسعار لا يخجل منا ..لماذا نسكت عنه ونكتفي بكلام مجهول ( تجار الأزمات ) لابدَّ إذا من التشهير بهؤلاء بأسمائهم وأسماء بضائعهم لإخراجهم من السوق مهما كان موقعهم ودعمهم ، مقابل الإشادة بالمنتجين والتجار الصادقين وتسجيلهم ضمن القائمة البيضاء هو دعم لإنتاجنا الوطني ولسمعته الطيبة أيضا ويجعل المستهلك واثقاً منها.. شفافية الأسواق وما نأمله في نهاية الأمر شفافية الأسواق وعدم خداعها وتضليلها للمستهلك وهذا يتطلب التعاون مع الإعلام وجمعيات حماية المستهلك لنشر الأسعار بتقاليد معاصرة وفي كل المتاجر والمحال ليكون السعر المعلن هو الأساس فلا شراء لسلعة غير معلن السعر عنها وتأتي أهمية تفعيل الشكاوى عبر التعاون والثقة بين المستهلك الوزارة .. كذلك فإن استخدام التقنيات الحديثة (البطاقات الذكية ) مطلوب بشدة لمواجهات أزمات تتكرر كأزمتي الغاز والمازوت وإذا لم تتحقق العدالة للجميع بالحصول على السلع الأساسية فلن تنتهي الأزمة ولا يمنع ذلك بتوسيع صلاحيات الوزارة لتشمل جميع حاجاته دون أن تترك لتتقاطع مع جهات أخرى بحلقات ضعيفة تضيع حقوق المواطن وتهدر وقته . ونشير أخيرا لأهمية توعية المواطن بحقوقه وواجباته ليكون سيد الأسواق لا ضحية لها وهذا دور مهم للغاية تشارك به جميع الجهات وبالأخص جمعيات حماية المستهلك التي لا تزال مغيبة ولم تغطِ معظم محافظات القطر ولم تعط الدعم المادي والفني اللازم لتقوم بدورها على أكمل وجه . |
|