تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عن الموت

ملحق ثقافي
الأحد 26-6-2012
نضال كرم -لن أترك أوراقي للريح..

عبثاً تحاول إغوائي‏‏

بأقنعة فراق وتلاق..‏‏

مفرطة في الزيف.‏‏

لن أترك عبراتي للزهر..‏‏

كي ينضج شوكاً يدميني‏‏

ويخرج ملحاً مُخضَرَّاً..‏‏

يُوخِزُ فيَّ الخَدَّين.‏‏

لن أترك كلماتي تزأر..‏‏

لجدران مضرجة بالقبح‏‏

تعلن فرحاً وثبوراً..‏‏

لتكشف تقواي.‏‏

لن أترك للكون صمتاً..‏‏

سأعبئ تجاعيد الضحكات‏‏

وأطلقها في ليل مشمس..‏‏

مدجنة بصهيل هواي.‏‏

لن أترك خمري بكؤوس..‏‏

تغوي رائحة تعوي‏‏

وأسمائي تحرس زلاتي..‏‏

لتقلق ركود الذات.‏‏

لن أترك وجهي يتماهى..‏‏

مع أقنعة لن تتباهى برقة حسن ودلال..‏‏

وبوجع – حزناً – يتداعى.‏‏

لن أترك شكي ويقيني..‏‏

في لعبة عمر تنجيني‏‏

من نار تلفح آخرتي..‏‏

وبحزن يبكي النسيان.‏‏

لن أترك شاهدة القبر..‏‏

عنواناً يصلح للمجد‏‏

والآس يغذي تلويني..‏‏

ببحار تلج الأوصال.‏‏

••‏‏

حين أموت..‏‏

دعوا العصافير تحطُّ على قبري‏‏

لأسمع شدوها كما لو أنني حي.‏‏

حين أموت..‏‏

لا تقفلوا باب المقبرة ليلاً..‏‏

ستأتي امرأة ترفل بحزن مكلل بدموع..‏‏

وهالة من الدعوات تحيط بها..‏‏

إنها أمي.‏‏

حين أموت..‏‏

أزيحوا عن قبري الحجارة..‏‏

دعوا التراب مرتاحاً‏‏

منبسطاً دون أثقال تعلوه..‏‏

فقد عشت وكثير من الصخور أرهقتني..‏‏

حين أموت..‏‏

لا تقولوا: مات من صخب الحزن في روحه..‏‏

فالحزن كان رفيقي الأوفى والأجمل.‏‏

حين أموت..‏‏

دعوني أحيا في قلوبكم..‏‏

كما كنتم في قلبي دوماً.‏‏

حين أموت.. لا تدعوا «......» تزورني..‏‏

دعوها في محراب حمقها الذي قتلني‏‏

••‏‏

ضجيجُ روحُكِ أيقظَ مَواتي‏‏

فاستغرقتُ في الحياةِ نَشيداً‏‏

مُرتِّلاً لكفنٍ مُرتعش‏‏

••‏‏

يَضُجُّ في أرواحنا النور‏‏

حين نطمئن لمن هم حولنا....‏‏

فنسمو عن دنيانا‏‏

ونصبح قطعاً من النور...‏‏

••‏‏

على قيدِ دَمي‏‏

يُشرقُ صُبْحُكِ‏‏

ليعتلي ليلي مِئذنةَ صَمتِك‏‏

وأغيبُ فيكِ‏‏

شروقاً لنهارٍ جَديد‏‏

••‏‏

صُغْتُ قيامتي‏‏

إنشاداً لشِعْري‏‏

مِنْ لوثةِ العُقلاءِ مِنْ حَولي‏‏

ما أفقرَني.. وكم تعوزُني‏‏

صياغةٌ جديدةٌ لحياة مَنْ هُمْ في القبور‏‏

••‏‏

كالموتِ بَدوتُ‏‏

حينَ لاحَ ظِلُّكِ‏‏

وأدركتني الحياة‏‏

حينَ لامستِ جذوري‏‏

••‏‏

الروح تغزل آثامها‏‏

لتحيك أديم الأرض‏‏

فتنسى الماء باكياً‏‏

••‏‏

سفرك يبحر في قلبي انشطاراً لموت محقق‏‏

كن رئتاي.. كن شفائي من غربتك‏‏

وادنُ من شطآن وفاء فرحي الملفّق‏‏

••‏‏

أما حانَ للموتِ‏‏

أن يُدرِكَ موتَهُ‏‏

فليَغْبْ جيلاً واحداً‏‏

كي أؤدي الدَّورَ بلا هَوادة‏‏

بلا تَأرْجُح‏‏

وبكثيرٍ مِنْ ضَبْطِ الموت‏‏

على إيقاعِ صَوتي المتعالي‏‏

.. لأغنّي‏‏

••‏‏

أَحْتَطِبُ لآخرتي‏‏

مِنْ أحشاءِ العُمر وَردة‏‏

وأقطفُ مِنَ المطر‏‏

شهوةَ الانحلالِ في عِشْقِ التُّراب‏‏

••‏‏

إنْ مِتُّ قبلَ أنْ أراك‏‏

انظُرني في عينيكَ حياةً دائمة الخضرة‏‏

روحي تَئِنُّ إنْ أسبَلتَ أجفانَك..‏‏

لا تَنَمْ على نسيان‏‏

••‏‏

صوتك.. مخاض دمعي‏‏

صمتك.. موتي‏‏

••‏‏

أقفُ أمام ضَباب روحك‏‏

أتجزأُ.. أتناثرُ.. أتناحرُ مَعَ سُحُبِ تَكويني‏‏

يَسبحُ شَتاتي في رماديّتي‏‏

يُنكِرُني السَواد‏‏

تَنقشعُ غيومي‏‏

فأراكَ تُلملمُ أشلائي بروحِك‏‏

تُعلنني وَطناً مِنْ دونِ أرض‏‏

••‏‏

أجترحُ نسائمَ الهوى‏‏

يسيلُ دم قلقي عليك‏‏

من شرايين دموعي‏‏

أخشى عليكَ وعليّ‏‏

لا حياةَ من دونِكَ أعيش‏‏

لا عيونَ تنظرني.. ترسمني‏‏

لا أملَ دونك.. دوني‏‏

أنتظرُ إلهامك لي‏‏

أنَّ قلبي جناحك نحو الحلم‏‏

لا أثرَ لك.. لي‏‏

لا دمعَ يحرقُ مجراي‏‏

لا موتَ يحققُ بعثك‏‏

فيَّ.. فيك‏‏

في انبجاسِ الفجرِ ليل‏‏

في انحباسِ المطر أنت‏‏

أنتَ لي..‏‏

وأنا في انتظارك.. لك.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية