تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أعلام...ميسيريان

ملحق ثقافي
الأحد 26-6-2012
عقبة زيدان -بدأت الحركة التشكيلية السورية تتوضح معالمها في بدايات القرن العشرين، وكان هو من رواد هذه الحركة، إذ استطاع أن يخلق فنه الخاص وتجربته المميزة،

وأن يفتتح مرسماً خاصاً علّم فيه كثيراً من الشباب الموهوبين، إضافة إلى تدريسه الرسم في ابتدائيات مدينته.‏

ولد أرميناك ميسيريان في السنة الأولى من القرن العشرين عام 1901 في قرية عنتاب شمال حلب، وانتقل مع والدته إلى مدينة دير الزور ثم إلى الموصل العراقية، وعاد من جديد إلى حلب واستقر فيها عام 1918. وفي العام الذي يليه بدأت موهبته في الرسم تظهر، فتعلم على يدي الفنان الحفار أفيديسيان، ثم تابع تعليمه على يدي الفنان الانطباعي كاسباريان.‏

تطورت موهبته كثيراً، وذاع صيته كرائد فني على مستوى حلب وسورية عموماً، ولكنه لم يكن مقتنعاً بموهبته، وشعر أن عليه أن يتابع تعلم الفن، فسافر إلى فرنسا، ودخل أكاديمية الفنون الفرنسية في باريس، وتخرج منها، وبقي فيها حتى العام 1950.‏

عاد إلى مدينته الأثيرة حلب، مليئاً بالنشاط والأفكار الفنية الجديدة، فشرع يطور موهبته، حتى أصبح رائداً له مكانه المميز في الحركة التشكيلية السورية. وبدأ أيضاً برسم اللوحات الجدارية، حتى إن النقاد يعتبرونه أول فنان سوري رسم اللوحات الجدارية، وأول فنان سوري يستبدل الريشة بالسكين في رسم اللوحات. ومنذ عام 1952 وما بعد، صار يوقع لوحاته باسم «أرميس» كاختصار لاسمه وكنيته.‏

بعد أربع سنوات أقام معرضه الأول في صالة فندق بارون في حلب، وتابع معارضه في فرنسا، ونالت إعجاب النقاد والجمهور الفني ككل، الذين احتفوا به، فكتبوا عنه وأشادوا بموهبته الفنية الجديدة.‏

وعاد إلى حلب، وشرع برسم شوارعها وأحيائها، بأسلوب يعبر عنه هو. وأسس مع الفنان زاره كابلان أكاديمية صاريان للفنون، التي تخرج منها فنانون سوريون كبار، تركوا بصمة في التشكيل السوري. ومن ثم ما لبث أن سافر إلى باريس من جديد، وقدم تجربته الجديدة، التي أعجبت الفرنسيين وأشادوا بها كتجربة حداثية مميزة. وفي عام 1964 عاد إلى حلب وتوفي فيها عام 1977، بعد صراع مع المرض.‏

okbazeidzn@yahoo.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية