تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


باسل الخطيب...ضد التيار الذي يدجن المشاعر

فضائيات
الأحد 30/11/ 2008 م
لميس علي

من ضد من?وماهي سمات أي تيار وتوجهاته التي يوسم المرء بالقياس إليها أنه شخصية ضدية...وضد ذاك التيار...

‏‏

ما المعايير والمقاييس المنطقية,المتبعة في الحكم على ضيف برنامج مثل(ضد التيار) الذي يقدم على روتانا موسيقا ,واعتباره نموذجا ضديا?‏‏

أسئلة تدور في ذهن المتابع للحلقة التي استضيف فيها المخرج السوري,الفلسطيني الأصل باسل الخطيب,لسبب أو لآخر يشعر المتفرج كما لو أن مقدمة الحلقة هي (ضد)الضيف,ليس إلا!نتيجة لن يصعب استخلاصها إن كان من خلال طبيعة الأسئلة وطريقة طرحها,أو من خلال الأسلوب,المتبع في إدارة الحوار,هذا لو سلمنا أن ما حاولت المذيعة تقديمه هو حوار بالمعنى الدقيق للكلمة.‏‏

رانيا التي قدمت الحلقة عوضاً عن وفاء كيلاني,لم تترك حيلة أو وسيلة إلا ونفذتها وصولاً إلى استفزاز الضيف متمنية وضعه في زاوية ضيقة,إلا أن باسل الخطيب كان عصيا,وبجدارة على الوقوع في مثل هذه المصائد والمتاهات المصنوعة وعن سبق قصد وبكل نية مبيتة!وإلا فما معنى سؤالها لماذا لاتعرض بعض مسلسلاته إلا على محطة المنار,واستفسارها عن الدافع وراء اخراج مسلسل(موكب الإباء),مستنكرة إقدامه على هكذا خطوة,ومعتبرة انتماءه الى طائفة إسلامية,يمنعه من التعامل مع محطة تلفزيونية تنتمي لطائفة أخرى!!نعم هذا ما يصدر عن إعلامية!!فلا تتفاجؤوا او تصدموا!!لأن النماذج التي تصدّر وتفرز هكذا نماذج إلى مناصب مؤثرة,للأسف محدودة فكريا أكثر منها!وليست بعيدة عن هذه النية غير المعلنة في بث السم في الدسم...‏‏

تخوض رانيا الباز في اجراء مقارنات ما بين الدراما السورية والمصرية والاستفسار عن سبب اتجاه الخطيب للإخراج في الخليج العربي?وكأن الرسالة التي أرادت إيصالها هي اكتفاء كل فنان أو مبدع بالعمل ضمن حدود بلاده فقط,وهو أمر يخبئ فيما يخبئ نوعاً من التفرقة الإقليمية,مبهج وامر يسر الفؤاد!ومؤشر جيد أن يكون الإعلامي حاملاً لمثل تلك الافكار(النيرة)إنارة تعمي الابصار,شيء يبشر بمستقبل أكثر انفتاحاً للعرب على بعضهم,على طريقة(الباز) المبطنة,والتي تثير أكثر من إشارة استفهام!‏‏

تلك الطريقة التي تذكر بأساليب استخباراتية رخيصة,لاطائل منها إلا الصيد في المياه العكرة...على العكس من مهمة الإعلامي الحقيقي القائمة على إيصال المتلقي الى بر الامان لاإغراقه في بحر الشك والتفرقة والتمييز...‏‏

من ذلك محاولتها تقويل الخطيب ما لم يقل...كما في العبارة التي نقلها عن أحد الكّتاب المصريين بأن المخرجين المصريين فقدوا الحماسة...هولت الباز الامر وصعدته وكما لو أن المقولة السابقة هي للخطيب,وكل ذلك سعياً لإحراج الضيف والتشكيك في قناعاته ومواقفه...!!‏‏

وتحقيقاً لهذا الأمر تسلك رانيا مسلك الخبطات الصحفية القائمة على معلومات غير دقيقة...معلومات وتفاصيل خلبية ذكرتها أكثر من مرة,ليؤكد لها المخرج بدوره أن ما لديها من معلومات غير دقيق!!‏‏

والمضحك حقيقة والذي يبتعد عن أي دقة إعلامية هو محاولات نبش مشاكل قديمة بينه وبين زملائه الفنانين السوريين...‏‏

والدليل الذي تسوقه هو مجرد اتصال هاتفي تم في كواليس البرنامج بينها وبين سامر المصري ونجدت أنزور على سبيل المثال ...والسبب في عدم كونه اتصالاً مباشرا هو عدم رغبة الطرف الآخر(المتصل به)بذلك!!وهنا بالضبط تنكشف اللعبة الاعلامية القائمة على فبركة أخبار ومعلومات دون توخي الحرص اللازم في طريقة التعاطي معها,والتأكد من صحتها...ويبدو الأمر أقرب الى ثرثرة النسوان,هو تماماً التوصيف اللازم للطريقة التي انتهجتها الباز في حلقتها تلك فهي تطرح السؤال وتحاول أن تجيب عليه,دون ان تعطي ضيفها الوقت الكافي للرد وتتهمه فوق هذا أو ذاك باللف والدوران,أكثر من مرة بكل فجاجة!‏‏

وبالرغم من ذلك بقي باسل الخطيب مترفعاً بكل هدوء ودبلوماسية تحسب له,عن الإجابة على الكثير مما ساقته من صغائر الأمور مؤكداً أن لاتيار واحداً في الحياة,هناك تيارات متلاطمة,والتيار الذي يقف ضده هو التيار الذي يدجن مشاعر الإنسان...‏‏

على العموم فإن برنامجاً مثل(ضد التيار)يفترض أن يعيد النظر بالأساس الذي يقوم عليه,إذ لايكفي لنقول عن شخص ما إنه شخصية ضدية أن يكون ضد الختان في مصر-كما سألته—أو ضد أو مع زواج الرجل ممن هي أكبر منه عمراً,لأن في الأمر لعبة لفظية تكمن في كيفية طرح السؤال!!‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية