|
الافتتاحية كل استجابة إقليمية أو دولية أو عالمية لهذه الدعوة انتهت بنتائج إيجابية. لكل حوار شروطه.. وإذا لم تلتزم الأطراف المتحاورة بمؤيدات الوصول إلى هدف فإن النتائج قد لا تقف عند حدود الإخفاق, بل قد تصل إلى حدود التأثير السلبي, ولا سيما في القضايا الساخنة التي تلزمها حلول سريعة.. والتي لا تقبل (الجدل العقيم) تحت عنوان الحوار.. تتصف السياسة السورية عموماً ب: 1- أن سورية دولة تعرف ما تريد. 2- أنها تضع ما تريده في حالة قابلة للحوار الفعلي. 3- ولأنها دولة مسالمة تسعى لحل كل مشكلات المنطقة بالحوار, فهي تعرف ما يريده الآخرون أيضاً.. وبالتالي تتبع طريقاً للتفاهم يحقق ما تريده الأطراف المتحاورة. 4- مؤدى ذلك كله عدم إهدار الزمن دون نتائج تتجسد حقائق على الأرض .. من الطبيعي في كل حوار أن نتجاوز ما نحن متفقون عليه سلفاً كي ندخل بما قد نختلف عليه والذي يمكن أن تشكل القناعة المشتركة حوله تقدماً فعلياً.. وإلا كان مجرد (رقص) كلامي حول المشكلة وليس تعاملاً معها.. الأفق السياسي الجديد في المنطقة والعالم اليوم, هو أفق انفراج رغم تحديات وتعديات الاحتلال والهيمنة. مهما حاولنا أن نتريث في الاستنتاج حول ما يطرحه التغيير المنتظر في السياسة الأميركية.. فإنه يشكل عملياً أهم عوامل التفاؤل بديمومة هذا الانفراج وحيويته وانتقاله من سياسة الإكراه والسيطرة على كل الاتجاهات بما فيها القرار الدولي في الأمم المتحدة.. إلى سياسة التعامل السلمي الندّي المتفهم والناشط لتغيير وضع العالم الذي ينتظر سياسة تعدد الأقطاب عوضاً عن القطب الواحد. التغيير في أميركا رحّب به العالم كله.. ورحّبت به أوروبا أكثر حتى من الشرق الأوسط المكوي بجحيم الاحتلال ومحاولات الهيمنة في العديد من بقاعه. بقدر ما يلقي هذا التغيير المنتظر بأعباء على الإدارة الأميركية القادمة بقدر ما يفتح لها آفاقاً, وتستطيع الولايات المتحدة أن تحقق من الانتشار والوجود السلمي الدولي عبر استخدام الحوار والتفاهمات السياسية أكثر بكثير.. وكثير... مما حققته من سياسة الهيمنة والإكراه والاحتلال واستخدام القوة العسكرية.. وإذا كانت أميركا قد سمعت سؤال الرئيس بوش القديم: (لماذا يكرهوننا?!) فإنها ستجد في مواقف العالم من التغير والاتجاه إلى السلام والتفاهم السياسي وغير السياسي ما يؤكد لها أن العالم لا يكرهها.. بل يكره سياسة إدارة الرئيس بوش.. تنتظر سورية مثل كل دول العالم فهماً جديداً وتعاملاً مختلفاً, أساسه حفظ كرامات الشعوب وسيادات الدول في تعاملها مع الولايات المتحدة كأهم دولة في العالم, وتنتظر أن ينطلق الحوار من موقع الضرورة الملحة لإزالة كل الالتباسات التي أدت إلى مواقف وقرارات أقل ما يقال فيها إنها تمثل طرفاً واحداً وقراراً تعسفياً. هذا يمكن أن يكون بنتيجة الحوار.. لكنه في الوقت نفسه مقدمة له.. فلا يمكن أن يرجى خير كبير من حوار يدور حول أي شيء ويهمل أساس الخلاف الذي يستوجب الحوار الجريء الصادق الهادف إلى إنهاء حالات معاناة عند هذا الطرف أو ذاك.. محاولة الحصار لأي طرف محاور في كل الدنيا.. هو طعنة في الحوار نفسه.. وبالتالي من الشروط المبدئية للرقي والتقدم في الحوار ودفعه باتجاه تحقيق النتائج المرجوة لكل أطرافه وليس لطرف واحد, أن نضع المحاور في الشروط الصحية لطرح وجهة نظره من موقع القوي الواثق بنفسه وبالطرف الذي يحاوره من حيث النيات على الأقل. سورية دولة مسالمة ترفض الاحتلال والاكراه والحصار, وتحارب الإرهاب دائماً وأبداً بكل ما لديها من قوة, وتؤمن بالعلاقات الدولية السلمية المبنية على البحث عن الخير والمنفعة المشتركة وليس عن الحصار والعقوبات والمحاسبات الوصائية بحكم القوة. من هذا الموقع والموقف والمنطلق لا نتوانى أبداً عن أي حوار يحقق مزيداً من الانفراج ويحقق أمن المنطقة واستقرارها الذي هو الهدف المعلن والسري للسياسة السورية الراهنة. a-abboud@scs-net.org |
|