|
الثورة- رصد وتحليل
هذا الأمر وإن كان ليس جديداً على الادارات الاميركية ، إلا أنه مع ترامب الذي ينظر الى الدول بعين الجشع الاستعماري وبمنظار شبقه للأموال التي ستصب في الخزانة الاميركية سواء كانت عبر سرقة موصوفة ام من خلال ادعاء تأمين الشعوب والاتجار القذر بكذبة الانسانية كما هو الحال في منطقتنا أصبح أكثر عربدة ، حيث تنظر الولايات المتحدة الأميركية إلى الدول بعين الطمع بمقدراتها وامكانية نهبها عبر افتعال الحروب او تسريب الارهاب اليها لتستثمر في فوضى اجرامه وتنفذ اجنداتها الاستعمارية او عبر اختلاق الحجج والذرائع الكاذبة لتبيح لنفسها تدخلا عدوانيا سافرا وتجد لها موطئ قدم ارهابية او استعمارية لا فرق لديها طالما ان كل السبل الدنيئة توصلها الى الغايات القذرة لإرضاء النهم الاميركي . منذ بداية الحرب الارهابية الشرسة التي استهدفت الدولة السورية كانت الجزيرة ومقدراتها نصب عين الطمع الاميركي والامر كان جليا وواضحا من حيث تمركز قوات الاحتلال الاميركية فيها واقامة واشنطن الكثير من القواعد العسكرية في ارياف دير الزور والحسكة وحتى دعمها لميليشيات الانفصال في هذه المناطق كان غايته السيطرة على حقول النفط والاستحواذ على مقدرات الشعب السوري. فلم يعد خافياً على احد الاهداف التي رسمتها واشنطن منذ بداية الحرب الارهابية على سورية والتي بدأت تتكشف للرأي العام العالمي تباعا عبر الكثير من الادلة والتوثيقات التي اظهرت تعامل الادارة الاميركية مع ارهابيي داعش وادوات الانفصال والتنظيمات الارهابية المختلفة لسلب ونهب المقدرات السورية في الجزيرة ، النفط السوري الذي يسيل له لعاب واشنطن ويجاهر ترامب اليوم على الملأ بطمعه ونياته لسلبه والاستثمار الوقح فيه ليثبت للعالم باجمعه مجدداً ان كل الشعارات البراقة والاكاذيب التي روجت لها اميركا عن الانسحاب المزعوم الى «انسانيتها» الكاذبة واتجارها القذر بمآسي السوريين فضلاً عن حربها المزعومة ضد اداتها الارهابية « داعش « ليست الا بوابة لتمر من خلالها لتحقيق اطماعها المبيتة بسرقة النفط السوري. فاهداف السرقة ليست بجديدة على واشنطن ولائحة نهبها لمقدرات الشعوب كثيرة ومليئة فضلاً عن افتعالها للحروب للوصول الى غاياتها الدنيئة بعد ان باتت سمة السرقة والنهب احدى سمات امبراطورية الشر الاميركية على مر الزمان والمكان. حيث ان مزاعم محاربة الارهاب في منطقتنا تعتبر ركيزة واشنطن التي صممتها ورسمت كل خطوطها للعبور الى هدفها الاكبر الا وهو السطوة الاستعمارية على ثروات الدول ومقدرات الشعوب.ومن المعروف ان ارسال امريكا دبابات وعربات مدرعة للسيطرة على مناطق احتياطات النفط في الحسكة وشرق دير الزور بهدف سرقة النفط السوري. وفي احدث اصدارات ترامب التي تؤكد للعالم برمته ان هدفه من الحرب الارهابية على سورية سرقة مقدرات الشعب السوري اقتراحه المزعوم أن تدير شركة «إكسون موبيل» أو شركة نفط أمريكية أخرى حقول النفط السورية، الامر الذي اثار عاصفة من انتقادات بين خبراء القانون والطاقة في اميركا الذين رأوا ان هذه الخطوة ليست مجرد خطوة ة مريبة، بل إنها ترسل كذلك رسالة إلى المنطقة بأسرها والعالم بأن أمريكا تريد سرقة النفط ، واشاروا الى ان هذه الخطوة غير أخلاقية و غير قانونية وان الشركات الأمريكية ستواجه مجموعة من التحديات الكبيرة في سورية. ويحاول ترامب اليوم تبرير سرقته للنفط السوري، بذريعة حمايته من «داعش» ، بينما ترامب نفسه اعلن في اكثر من مرة انتهاء الحرب مع «داعش» ، وهو ما يؤكد انتفاء ذريعة بقاء القوات الامريكية المحتلة في سورية. وكانت قد اكدت روسيا سابقاً أن النفط المنتج في مناطق احتلال القوات الاميركية في الجزيرة السورية يجري بيعه تحت رعاية قوات أمريكية وشركات عسكرية غريبة خاصة. كما اكدت مصادر سورية سابقاً أن الأمريكيين كانوا يسرقون النفط من الحقول السورية عبر التنظيمات الإرهابية المسلحة وينقلونه إلى الأراضي التركية بحماية مباشرة من جيش النظام التركي وبكميات كبيرة. والذي يؤكد نية واشنطن سرقة النفط السوري أن قطاع النفط في سورية هو أول قطاع تم استهدافه منذ عام 2011 ، وبعد أن سيطر تنظيم داعش الإرهابي على حقول النفط عمد إلى تكرير وسرقة الخام منه وشراء مصاف بدائية بتسهيلات من النظام التركي لتبدأ بعد ذلك عملية التهريب إلى الأراضي التركية وعلى مرأى من واشنطن. بالمجمل فان بقاء واشنطن في الجزيرة السورية ليس فقط بهدف سرقة النفط السوري بل لتحقيق اهداف اخرى بهدف اطالة امد الحرب الارهابية في سورية وضرب الجهود التي تبذلها الدولة السورية مع حلفائها لفرض سيادتها على كامل الارض السورية واعادة الحياة فيها الى سابق عهدها. واشنطن تتوهم ان تواجد قواتها المحتلة في الجزيرة السورية عبارة عن ورقة يمكن ان تستخدمها لتأمين مصالحها ومصالح ربيبتها الارهابية «اسرائيل». لكن من الواضح والمؤكد ان واشنطن تدرك ضمنيا بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها الدولة السورية في الشقين السياسي والميداني وبعد التغيرات التي رسمها الجيش في كافة ميادين القتال والتي صبت برمتها بصالح الدولة السورية تدرك انها اعجز الان من تحقيق هدفها في سرقة النفط السوري، او حتى التخطيط لبقاء احتلالها لمدة طويلة، فهذا الهدف سيفشل كما فشلت اهدافها السابقة. |
|