تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ائتلاف أولمرت الجديد تجسيد لحكومة حرب

لوموند
ترجمة
الأربعاء 8/11/2006
ترجمة دلال ابراهيم

منذ ستة أشهر بالتمام, سجلت حكومة ايهود اولمرت وعمير بيرتس في بيانات النية الصادرة عنهما, تحت عنوان( الأقليات) تعهدها بضمان المساواة في الحقوق للمواطنين العرب,

وسوف تعجل في إيجاد تسوية لمشاكل الأرض. ويبدو اليوم أن أولئك الذين وقعوا على تلك البيانات المتعلقة بالنوايا لا يعتبرونها متناقضة مع انضمام افيغدور ليبرمان زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) إلى تحالفهم. إذ بالإضافة إلى أن لييرمان لا يخفي رغبته في إبعاد المواطنين العرب إلى خارج الحدود, فهو رمز حقيقي لعكس الوعود التي قطعها الثنائي حول ضمان الحقوق. وفي كل مرة يظهر فيها أمل في حدوث تغيير, كالتغيير الذي ثار حوله ضجة مع تشكيل حزب كاديما ذلك الحزب الذي تبخر برنامجه تأتي خيبة الأمل بحجم هذا الأمل. والمجال الوحيد الذي حققت فيه الحكومة الاسرائيلية نتائج مدهشة, هو في زيادة عدد القتلى, مئات المدنيين اللبنانيين خلال حرب ما زالت دوافعها وضرورتها بحاجة إلى إثبات, مئات الفلسطينيين في قطاع غزة معظمهم من الأطفال بالإضافة إلى 160 اسرائيلياً بين عسكري ومدني سقطوا خلال الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان.‏

وبما أن حكومة أولمرت قد برهنت على أنها لا تتردد البتة في استخدام القوة على نطاق واسع, يعتبر انضمام ليبرمان أمراً طبيعياً إلى فريق كهذا. وفي بداية الأمر شكل كل من اولمرت وبيريتس حكومة حددا أهدافها في رسم وتحديد حدود اسرائيل, إلا أن هذا البرنامج تلاشى ليحل محله استخدام القوة. وتم تكريس أجزاء طويلة من بيان النية على ضرورة التفاوض مع الفلسطينيين. ولكن حتى الآن لم يتم إيجاد الطريقة لإقامة حوار بين الحكومة الاسرائيلية نفسها, لأنه ليس لديها ما تقترحه, ومن جهتها ترفض حماس الاعتراف باسرائيل. وظل الهدف في الحد من بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة, المقترح الذي طرحته الحكومة أيضاً حبراً على ورق, بل استمر بناء وتوسيع المستوطنات التي تحولت إلى ركائز لتحقيق اجماع خلال الحرب على لبنان. وحتى الوعود بإزالة المواقع المتقدمة غير الشرعية دخلت طي النسيان.‏

ومن المتوقع جداً أن يختفي ويزول حزب كاديما خلال الانتخابات المقبلة, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو معرفة ما إن كان حزب العمال سوف يختفي معه. لأن ناخبيه لم يصوتوا للحرب, ولم يصوتوا لبيرتس ليصبح وزير حرب, بل كانوا يأملون أن يكافح زعيم حزب العمال ويجتهد في سبيل تقليص هوة عدم المساواة في الأجور, وتحجيم ميزانية الحرب والاقتطاع منها, وكذلك سن نظام تقاعد, وإصلاحات تطول التربية, وتمويل المساعدات الاجتماعية, ورفع الرواتب المتدنية, وتحديد مستوى من المساعدات المخصصة لكبار السن. والصراع المثير للسخربة الدائر حالياً بين الوزراء العماليين المتعلق بانضمام لييبرمان إلى الحكومة يطرح جملة من التساؤلات تدور حول السبب في وجود حزبهم, أياً كان هو الزعيم. فإما أن يتخلصوا من ليبرمان, وإما أن يغادروا الحكومة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية