تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا تبقى من عمير بيرتس?

هآرتس
ترجمة
الأربعاء 8/11/2006
ترجمة: أ.أ. هدبة

إذا كانت هناك لحظة مناسبة للانشقاق في حزب العمل في موضوع مبدئي, فان انضمام افيغدور ليبرمان وإسرائيل بيتنا إلى الحكومة هي مثل هذه اللحظة. ومقابل هذا الخضوع التام

سيحظى الحزب بامتيازات هامشية في صورة منصب نائب وزير الدفاع لافرايم سنيه, فينبغي الأمل في أن يكون هناك من كان دربهم السياسي حتى الان أكثر نزاهة, مثل أوفير بينس, ايتان كابل ويولي تمير, ممن يعلنون بان لا مكان لهم في مثل هذه الحكومة.عمير بيرتس خيب آمال ناخبيه في كل معنى ممكن. ففي نصف عام من ولايته خان رسالته الجماهيرية إذ امتنع عن أن يأخذ على عاتقه منصب وزير اقتصادي - اجتماعي وبدلا من ذلك اختار منصب وزير الدفاع, المجال الذي لم يبدِ فيه أبدا أي اهتمام أو دور قبل ذلك, والذي ظهرت قدرته على التأثير فيه طفيفة, إن لم نقل سلبية. فلو وافق على التنازل عن الشرف المرتبط بهذا المنصب لكان بوسعه أن يؤثر بكفاءته وتجربته كوزير تربية وتعليم أو كوزير اقتصادي آخر, ولم يتحول إلى شخص لا يعد برأيه في مجال مسؤول هو عنه.لو كان هناك معنى لوجود حكومة كديما - العمل لتقدم فكرة الانطواء, فان هذا المعنى قد تبدد. فمع انضمام ليبرمان بات واضحا أنه أغلق السبيل في وجه كل تنازل في الضفة. كما أغلق السبيل في وجه المفاوضات مع الفلسطينيين, حتى وان أوفوا بالشروط الأكثر تشددا, وذلك لان حكومة يمينية ليس لديها ما تقترحه في مثل هذه المفاوضات. لقد بات واضحا اليوم بأنه باستثناء بضعة منازل منعزلة ستخلى في هذا الموقع الاستيطاني أو ذاك للحفاظ على كبرياء بيرتس, فانه لن يستوفى حتى هذا البند في جدول أعمال الحكومة التي خطوطها الرئيسة )تساوي الكفارة(, كما كان ليبرمان. بيرتس سيكون من ألان فصاعدا عضوا في حكومة يمينية سياسيا واجتماعيا, ومن المشكوك فيه أن يكون بوسعه أن يمثل في أي قضية كانت أولئك الذين انتخبوه.بيرتس تخلى عما تبقى له من تأثير سياسي أمني إذ وافق على أن يسلم المجال الحساس للتهديد الاستراتيجي في يد الشخص الأقل ملاءمة. وقد أظهر بموافقته على هذا التعيين انعدام الفهم المطبق له في الأمن, في الاستراتيجية وفي الردع. وهكذا يكون عزز الانطباع في أنه غير ملائم لمنصب تاق له شديد ألتوق.لقد وعد عمير بيرتس ناخبيه بعدم الجلوس في حكومة واحدة مع ليبرمان. وقد جاء هذا الوعد في وقت قريب جدا من موعد الانتخابات, حين تردد الكثير من الناخبين في التصويت لحزب العمل. وليس مثل الوعود الأخرى التي من الصعب الإصرار عليها كشريك ائتلافي, كان هذا الوعد سهل التحقق. فلو هدد العمل بالانسحاب لما دخل ليبرمان. وبيرتس لم يتمكن حتى في الإيفاء بهذا التكليف الطفيف, واشترى استمرار ولايته كوزير دفاع جزئي بثمن بخس. لعل مركز حزب العمل سيثبت بان هناك قيمة لمؤسسات حزب كمراقبي القيادة وكحراس الشعلة فيمنع الخطوة الضارة التي كل هدفها هو الحفاظ على كراسي أعضاء الحكومة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية