تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رئيس اتحاد المحامين العرب في حديث للثورة :انتصار المقاومة اللبنانية أكد إمكانية إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني

شؤون سياسية
الأربعاء 8/11/2006
د. سعيد مسّلم- حسن حسن

المحكمة الدولية مطالبة بالنظر في جرائم إسرائيل ومحاكمة مرتكبيها ...اتهامات جنبلاط ضد سورية كيدية...

رأى السيد سامح عاشور رئيس اتحاد المحامين العرب في حديث خاص للثورة أن انتصار المقاومة في تموز الماضي على جيش الاحتلال الصهيوني ليس حدثاً عادياً في حياة اللبنانيين و العرب فمثل هذا الانتصار خرق القاعدة التي سادت الصراع العربي - الصهيوني , و التي كان فيها جيش العدو قوة لا تقهر و تستطيع تحقيق ما تشاء ساعة تشاء , تتقدم و تحتل الأرض و ليس هناك من قوة قادرة على الوقوف في طريقها.‏‏

و أضاف أن انتصار المقاومة له دلالاته المهمة , ليس باعتباره تأكيداً جديداً لصوابية خيار المقاومة الشعبية المسلحة في مواجهة الاحتلال , بل أيضاً لانه يشكل دليلاً ساطعاً لا يرقى إليه الشك بإمكانية إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني , بالرغم من امتلاكه أعتى قوة عسكرية في المنطقة مدعومة من الولايات المتحدة أقوى دولة في العالم , و اجباره على الرحيل مدحوراً.‏‏

و أشار عاشور الى أن أهمية المقاومة تكمن في أنها مست كثيراً من النقاط الهامة , و أبرزت جملة من الحقائق لعل أهمها :‏‏

1- أكدت المقاومة من جديد قدرة الشعوب على تحرير أرضها و تحقيق عزتها وكرامتها إذا ما توفرت لديها عناصر أساسية . عدالة القضية التي تناضل من أجلها , و مقاومة على رأسها قيادة صلبة واعية , قادرة على ادارة دفة الصراع في أحلك الظروف و أشدها صعوبة‏‏

2- أن الولايات المتحدة ليس لها صديق و لا حليف , فقد أعطت ( اسرائيل ) الضوء الأخضر بتدمير لبنان و أمدتها بكل أنواع الدعم العسكري و المالي و السياسي.‏‏

3- كشفت عن عجز تام للحكام العرب و المسلمين إذا ارتضوا بالرضوخ و التسليم لأوامر الولايات المتحد ة , و الالتزام بإملاءتها.‏‏

واشار على خطورة ما يحاك من مؤامرات ضد سورية و أن جزءاً من سيناريو الحرب على لبنان و ما يجري في العراق يستهدف سورية مشدداً على تطوير الوسائل لتقديم مزيد من الدعم و المساندة لتعزيز مواقف سورية الوطنية و القومية.‏‏

و إذا كانت سورية قد أكدت كما في الماضي تمسكها بالثوابت الوطنية , و القومية التي تستند الى الدفاع عن الحقوق العادلة و المشروعة و حق المقاومة المشروع في مواجهة الاحتلال الحق الذي كفلته القوانين و الأعراف الدولية , فإن لبنان أظهر قدرة متزايدة على التوحد والتماسك و الالتفاف حول مقاومته المشروعة . و عليه بات لبنان المنتصر على ( اسرائيل ) قوة فاعة في معادلة الصراع العربي الصهيوني و سنداً لسورية و للانتفاضة في فلسطين .‏‏

ورداً على سؤال ما إذا كان المشروع الشرق الأوسطي قد فشل بالفعل و يتم تجديده الآن ? أجاب السيد عاشور قائلاً:‏‏

لان الفشل الاميركي هو فشل للمشروع الامبراطوري الاميركي , بمعنى أن ما يحدث في أفغانستان و العراق يؤكد رؤية كاملة , و هي أن بوش أثبت فشله الذريع و أن المحافظين الجدد أثبتوا فشلهم الذريع و من ثم هم يحاولون أخذ زمام المبادرة مرة أخرى في لبنان , و بالتالي أنا أعتقد أنهم أعطوا الضوء الأخضر لاسرائيل للعودة الى السيناريو القديم و هو دخول لبنان و تصفية حزب الله و اقامة حكومة عميلة.‏‏

إن جميع اللبنانيين و معهم جميع العرب و العالم باتوا على قناعة تامة بأن الحرب المدمرة التي شنتها ( اسرائيل )على لبنان كانت بقرار أميركي واضح لتوليد الشرق الأوسط الجديد.... دلالة ذلك أن الشرق الأوسط القديم قد انتهى رسمياً وبقرار اميركي واضح و صريح , وانتهت معه عملية السلام المتعثرة أصلاً , بعد أن نعاها أمين عام جامعة الدول العربية , وهنا تكمن أهمية التحليل العلمي لإبرا ز عملية التزامن بين الإعلان عن موت الشرق الأوسط القديم وتوليد الشرق الأوسط الجديد , والحرب المستمرة لتدمير مكونات الصمود في لبنان , ف ( اسرائيل ) تستشعر الخطر الداهم من تزامن القوى المناهضة لها والداعية إلى دفن المشروع الصهيوني بكامله لذلك تحركت المؤسسة العسكرية ( الاسرائيلية) التي تشكل العمود الفقري للمشروع الصهيوني منذ لحظة الاعلان عنه ولديها نزعة هائلة للانتقام من هزيمتها في لبنان وغزة , وأثبتت ضراوة التدمير أنها أعطت لنفسها , وبموجب توكيل اميركي حق تنفيد كامل بنود القرار 1559 والقرار 1701 المكمل له .‏‏

لقد بدا واضحاً أن التحالف الاميركي الاسرائيلي قد شرع ببناء الشرق الأوسط الجديد مستخدماً أقصى درجات القوة لتدمير القوى الممانعة . فتأكداللبنانيون من وجود خطر داهم على وطنهم يستوجب التضامن وتصليب الوحدة الوطنية .‏‏

وحين قرر الاميركيون شطب لبنان من خارطة الشرق الأوسط الجديد , اختار اللبنانيون أن يكون وطنهم حجر الزاوية في مشروع عربي تحرري من نوع جديد .‏‏

لقد عاش اللبنانيون حالة رائعة من التضامن الداخلي والوحدة الوطنية في ظروف العدوان الاسرائيلي الاميركي على لبنان , وذلك بسبب الشعور بالخوف من وجود مشروع معلن يقضي على مستقبل وطنهم . وبدؤوا الآن يشعرون بالخطر الداهم من تدويل الأزمة اللبنانية , والتنازل الطوعي من جانب بعض أطراف السلطة اللبنانية عن صلاحيات تمس سيادة لبنان واستقلاله .‏‏

وعن التحقيق الدولي في جريمةاغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ,قال عاشور , لدينا ملف كامل في اتحاد المحامين العرب ,وقمنا بجهود مكثفة لدى الجهات القانونية الاقليمية والدولية بهدف توضيح البعد القانوني والسياسي لهذه القضية وضرورة أن يذهب التحقيق في اتجاه احتمالات وجهات أخرى , أثبتت المعطيات امكانية تورطها مثل : دور (الموساد , والسي , آي , إيه) ,وأن تدرس احتمالات تورط أكثر من جهة , خصوصاً مع تأكد ابتعاد الشبهات الملموسة عن دور سوري كما زعموا منذ البداية وهذا ماكنا نؤكد عليه حول تسييس هذه القضية وتوصلنا إلى تعاون بناء وتفهم من الجهات القضائية الحيادية , ويمكن القول إن الموقف السوري هو الأكثر سلامة وطمأنينة .‏‏

أما استمرار الاتهامات من بعض الفرقاء اللبنانيين وخاصة وليد جنبلاط فهي كيدية وكادت أن تخلق حالة شرخ واستياء شعبي وقانوني على الساحة السورية وهذا مابرر قيام بعض المحامين في سورية لرفع دعوى قضائية ضد اتهامات جنبلاط ومطالبته باستقدام قوى اجنبية والدعوة لاحتلال سورية , الأمر الذي يهدد الأمن القومي العربي ويشكل مستنداً لمثل هذه الدعوات للمقاضاة القانونية , ومن حق أي جهة القيام بهذا الأمر وهو مشروع وقانون مائة بالمائة .‏‏

وفيما يخص الحديث عن عزلة سورية وموقعها في الوضع العربي الجديد , تحدث عاشور قائلاً : إن سورية اليوم أقوى وأفضل , وهي تتجه إلى خلق وضع دولي جديد , وهي بصدد النجاح المرتقب الأمر الذي يفسر تقاطر المسؤولين الأوروبيين وسواهم , ويفسر النشاط العربي الدولي المكثف على الساحة السورية حيث تستقبل دمشق يومياً أكثر من مسؤول ووفد ومؤتمر , وبدأ الحديث حتى في أروقة الدبلوماسيات الغربية والمعادية عن دور سوري فاعل ومركزي واستراتيجي , وعن عدم فاعلية أية تسويات أو استقرار أو حلول دونها , وأرى سورية اليوم أكثر انفتاحاً حيث يتحلق حولها الموقف الشعبي العربي وهناك انفتاح شعبي كبير عليها , تكرس في مؤتمر المحامين العرب الأخير الذي عقد في دمشق هذا العام , وسوف يتجسد في مواقف المحامين العرب في مؤتمرهم القادم المزمع عقده في 23 تشرين ثاني الجاري في المغرب .‏‏

ولانرى أية مشكلة من وجود موقف رسمي لبعض الأنظمة العربية المويدة لفكرة عزل سورية وحصارها , لأن هذه المواقف لاتستند إلى أي تأييد شعبي وهي مع مرور الأيام تتكشف عارية عن المنطق والواقع .‏‏

وتحدث عاشور عن تبني مشروع تقدمت به جهات قانونية عربية حول تعريف الإرهاب والمقاومة من وجهة نظر قانونية , وصولاً إلى مصطلح عربي جامع يصلح أساساً للمحاكم العربية , وإن اتحاد المحامين العرب استجاب لهذه الأطروحات وسوف تناقش في مؤتمر المحامين العرب القادم , كما تحدث عن ادراج بند العدوان الاسرائيلي الأخير على لبنان ونتائجه وضرورة محاكمة مجرمي الحرب اولمرت -بيريتس حالوتس , ومطالبة المحكمة الدولية النظر في هذه القضية كما تطرق إلى فكرة انشاء محكمة جزاء عربية تختص بالقضايا التي تهدد الأمن القومي العربي .‏‏

وجواباً على سؤال حول دور البرلمان العربي في التصدي لقضايا المواطن العربي وهمومه أعرب عاشور عن أمله في أن يضطلع البرلمان العربي بدوره في الدفاع عن قضايا المواطنين العرب وهمومهم وتطلعات أوطانهم السيادية , ورغباتهم في الحرية والرفاه .‏‏

وفي الختام , قال عاشور إن الرأي العام العربي يقف وراء حزب الله , يقف وراء المقاومة سواء كانت في فلسطين أو العراق ولبنان بمعنى أن المقاومة في نهاية الأمر , هي تحمي كرامة وشرف الأمة وتحمي استمراريتها , تحمي مصالحها .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية