|
مجتمع
هذا ما أكده د. وائل معلا رئىس جامعة دمشق في افتتاح مؤتمر مناهج التعليم العالي وحماية الطفل من سوء المعاملة والاهمال المقام بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة تحت شعار (رؤية جديدة, مناهج حديثة). ** من حقه أن يستمتع بحقوقه في حديثها للثورة تبين د. منى غانم أنه بالرغم من التماسك الذي يتمتع به مجتمعنا السوري لكن ككل المجتمعات تخترقه بعض الممارسات غير الطبيعية, وليس من المنطق أن ننتظر لتصبح هذه الظاهرة مرضاً اجتماعيا لكي نأخذ المبادرة.. بل يجب العمل على حماية الطفل حتى لو كان هناك طفل واحد سوري يتعرض للعنف أو الاغتصاب أو الاستغلال والعمالة. وتضيف: نفتقد للدراسات والأرقام الوطنية في ظاهرة العنف والاهمال للأطفال, لكن هذا لا ينفي وجود حوادث كثيرة تقع على الأطفال والكبار يسكت عنها ولايتم الابلاغ بل تشخص على أنها حالات.. والقضية يغلفها الكتمان والسرية والعيب والحرام, ولا نستطيع أن نقول إنها توجد أو لا توجد. وتقول لدينا مشروع مشترك مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في العالم المقبل, والتعاون قائم لدى جميع الجهات وكل وزارة تقوم بالجهد المطلوب منها على أكمل وجه. حمايته في دائرة اهتمامنا د. غياث بركات وزير التعليم العالي بين أهمية تطوير مناهج التعليم العالي وتضمينها مفاهيم حماية الطفل وحقوقه وقال:ربما اقتصر الأمر حالياً على كليات التربية والطب والعلوم الاجتماعية, لأنها الأقرب لاختصاص الطالب, لكن المبادرة مفتوحة لجميع الكليات وبشكل خاص العلوم الانسانية والتربية. قبل المؤتمر..... أقر مجلس التعليم العالي قراراً بالموافقة على اقتراح هىئة الأسرة في تضمين المناهج حماية الطفل وحقوقه. وآلية تنفيذ هذا القرار من خلال ورشات العمل, وسنعمل على وضع برامج تنفيذية لتحقيق التوصيات والمقترحات التي أوصى بها المؤتمر.. تحصينه.. للعيش بأمان د. ختام تميم من المعهد العالي للسكان والبحوث السكانية عرفت المقصود بحماية الطفل بالتالي: (حمايته من أشكال العنف جميعها سواء كان عنفاً معنوياً أو جسدياً. ومن أنواع الضغوطات التي تمارس عليه من قبل الفئات التي تحيط به (الأهل, الأقارب, المدرسة...) وهذا يتطلب ليس إدخال مفاهيم حماية الطفل في مناهج التعليم الأساسي بل في جميع المجالات التي لها علاقة بمحيط الطفل من مراحل التعليم الأساسي ومن ثم التعليم الثانوي عن طريق وسائل الإعلام وخصوصاً لمن لم يتح لهم الجلوس على مقاعد الدراسة لتكون الحماية شاملة.. للمرشد النفسي.. دوره المهم د. مطاع بركات قسم الإرشاد النفسي يؤكد على ضرورة تهيئة المرشد النفسي بشكل جيد للتعامل مع حالات إساءة المعاملة للأطفال لأن التعامل غير المدروس قد يلحق به الأذى, فمن الأهمية بمكان إعداده بحيث يجيد التعامل مع خصوصية الأسرة من جهة ومع ضحية العنف من جهة أخرى.. ومن النقاط المهمة التي يجب على المرشد النفسي التقيد بها. التعرف إلى الضحايا من خلال الآثار التي قد تكون غير واضحة لغير المختص, وأن يكون قادراً على حماية نفسه وقادراً على التعامل مع المختصين الآخرين (الشرطة, الاختصاصي الاجتماعي, الحقوقيون) سورية.. سباقة في حمايته لم يأت المؤتمر بجديد على حد زعم الدكتور محمد خير الفوال, لأن حماية الطفل في سورية أمر قائم وتاريخنا الاسلامي والمسيحي يشهد على ذلك. لكن ظروفاً خاصة طرأت على بلادنا, الاستعمار وما حمله من استغلال وقهر. جعلت الطفل يفقد حقوقه. ويكفينا فخراً أننا من أول الذين وقعوا اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عام .1989 ويكفينا فخراً تعديل قانون الأحوال الشخصية بالنسبة لحضانة الطفل. إكسابه مهارات الحماية الذاتية عرضت د. أمل الأحمد رئىسة قسم علم النفس في كلية التربية جامعة دمشق في ورقتها لمحورين أساسيين ذكرت في المحور الأول أن معظم المقررات في قسم علم النفس تتناول الطفولة من حيث النمو السوي بأشكاله كافة النفسية والعقلية والاجتماعية والقيمية إضافة للمهمات والمطالب والمشكلات النمائية وكيفية مواجهتها, وتنطوي كذلك على موضوع تعلم وتعليم الأطفال والطرائق المناسبة لذلك, وإعداد المعلم والأسرة السورية المستقرة التي تؤمن الجو النفسي والمناخ الآمن للأطفال وتوفر لهم أساليب وطرائق الحماية الذاتية. وأضافت: علينا ألا ننتظر حتى يعنف الطفل أو يهمله كي نتدخل بل نحن نتدخل قبل ذلك من خلال تنميته ورعايته وتوفير كل المتطلبات اللازمة لذلك, وثمة خطة طموحة لدينا للتطوير والتحديث في هذا الموضوع. دعوة للتواصل العاطفي معهم وتتساءل د. رغداء نعيسة: إلى أين نسير في حقيقة انهيار المفاهيم القيمية للتنشئة الاجتماعية? وهل للعولمة الثقافية والقرية العالمية دور في انهيار أسس التنشئة وانهيار التواصل الاجتماعي النووي الذي بات ملموساً في أكثر الأسر العربية والذي يعود برأيها إلى الحاجة الاقتصادية والثقافية أحياناً كثيرة للدخول في عالم المتغيرات المستخدمة?. وتتوجه بدورها للآباء وخاصة الذكور ليأخذوا دورهم الحقيقي في خلق الاتزان العاطفي لدى طفلهم ليس بتواجدهم الجسدي والمكاني فقط وإنما بتواجدهم العاطفي مع الابن وتقديم القدرة في إعطائه المعايير القيمية في المجتمع ودعمه بالأمن العاطفي والبيئة المناخية النفسية الرطبة التي تنعش بنيانه النفسي ليغدو شاباً يأخذ كل معايير أداء دوره الأبوي. تعزيز دور وسائل الإعلام تجاههم وتشير د. أمل دكاك أستاذة علم الاجتماع في جامعة دمشق إلى أن سوء المعاملة والإهمال ينعكس نفسياً على الطفل ومستقبلاً على شخصيته, واجتماعياً على المجتمع, ويمكن أن تساهم وسائل الإعلام (تلفزيون, سينما, مسرح, انترنت) في التنبيه إلى ذلك, لبث الوعي الاجتماعي والفكري من خلال المسلسلات والبرامج والندوات وقد أثبتت الدراسات أهمية مضامين ما يقدم عبر هذه الوسائل سلباً وإيجاباً, وتأثيرها في شخصية الانسان طفلاً كان أم شاباً, وفي مختلف الفئات العمرية. ويعمل المنهاج على تعزيز الاتجاه نحو تقدير الطفولة وحمايتها من سوء المعاملة والإهمال, ونحو الدور الهام للبيئة الإعلامية المحيطة بالطفل وتأثيرها عليه سلباً وإيجاباً. |
|