تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كورنيش جبلة .. وجه جميل يفتقد الضوء والترويج

مراسلون
الأربعاء 8/11/2006
وسيم عبود

مدينة جبلة الساحلية.. قديمة تعود إلى زمن الفينيقيين, وفيها اليوم أحد أجمل المدرجات الرومانية, والحديث عن هذا المدرج المنكوب بالاهمال والفوضى والعبث والتجاهل يحتاج إلى وقفة طويلة.. ولكن في وقت آخر.

الصيف وألوانه ومشاويره يغادر شاطئ جبلة في زورق الخريف, وبالرغم من ذلك يبقى كورنيش جبلة الذي يمتد إلى مسافة ثلاثة كيلو مترات كبحار فينيقي عاشق لبحر تتسم مياهه بالصفاء والنقاء والزرقة الهادئة.‏

يظل كورنيش جبلة على مدار العام محطة لممارسي رياضة المشي أو للتأمل والهدوء أو محبي الجلوس في المقاهي الشاطئية التي تصطف على مصاطب صخرية كأعشاش النسور.‏

إلى عهد قريب جداً كان رواد هذه المقاهي من الناس يجلسون متجاورين إلى أن بدأت ظاهرة فصل أماكن جلوس العائلات عن الرجال, وكورنيش جبلة هو الأكثر اتساعاً وازدحاماً في الساحل وربما الأكثر شهرة, يأتيه رواده من أماكن عديدة في القطر, وبالرغم من التحسن الكبير الذي طرأ على هذا الكورنيش الذي بات يميز مدينة جبلة عن غيرها إلا أنه مازال يفتقر إلى اللمسات الجميلة والمرافق السياحية التي تحتاجها مدينة جبلة الحالمة بدخول عصر السياحة.. يقول بعض أهل المدينة إن المجلس البلدي لا يريد أن تدخل المدينة القرن الحادي والعشرين بالترخيص لمنشآت سياحية متطورة.., ومع ذلك تظل مدينة جبلة المغلقة سياحياً في حلم وأمل أن تلتفت إليها وزارة السياحة والعديد من المستثمرين لتحقيق نهوض سياحي كل مكوناته متوفرة لو توفرت الرغبة لدى وزارة السياحة في وضع هذه المدينة في دائرة اهتمامها.‏

منذ مدة قصيرة زار عدد من الكتاب الأتراك مدينة جبلة وشاهدوا مقام السلطان ابراهيم.. واطلعوا على المدرج الروماني والحديقة المتعثرة بترتيبها ونظافتها والتي تقع بين المدرج الروماني ومقام السلطان ابراهيم والحمام القديم الملحق بالمقام, وزاروا المدينة القديمة- والكورنيش البحري وتناولوا طعام الغداء في أحد المقاهي على الشاطئ, وطوال الزيارة ظل رئيس المجلس البلدي المهندس فايز الزيات برفقتهم, واستمع إلى ملاحظاتهم, فقد استوقفهم جمال الكورنيش وحزنوا للفوضى وتراكم الأوساخ والغبار التي تشوه جمال هذا الكورنيش, حتى أن هذه المقاهي المطالبة بالمحافظة على جمال الكورنيش ونظافته تلقي بمخلفاتها على الشاطئ بشكل فوضوي وكذلك الغازية, فبدا لهم المشهد مزعجاً.‏

ومن المشاهد التي لا تريح على هذا الكورنيش, هي ازدحام السيارات التي يقودها على الغالب شبان يأتون للتنزه وتمضية الوقت وهذا الوضع يخلق وضعاً مزعجاً و مخيفاً ربما ينجم عنه بعض الحوادث لذلك يأمل كثيرون ألا يسمح للسيارات والدراجات النارية بدخول الكورنيش وأن تكون ثمة ساحات لاصطفاف السيارات وأن يقوم ركابها بالترجل منها نحو الكورنيش إن ارادوا التمتع بالسير على أرصفة الكورنيش الجميلة والتي أجهدت البلدية مؤخراً نفسها لتحسينها.‏

لا تزال الحاجة قائمة لوضع مقاعد مريحة لمن أرادوا الجلوس ولتأمل البحر.. مع ضرورة وضع سلال نفايات كبيرة ولافتات تشير إليها وتذكر الزوار بإلقاء مخلفاتهم فيها.‏

رئىس المجلس البلدي المهندس فائز الزيات يتهم المواطنين بأنهم وراء هذه الفوضى في النظافة العامة.. التقيناه وسألناه عن كل ملاحظاتنا التي أوردناها حول الكورنيش فأجاب:‏

أنا معكم بأن هذا الكورنيش هو المتنفس الحقيقي لكل رواد هذه المدينة, ولقد أبدينا اهتماماً بمعالجة هذه الملاحظات منذ بداية العام ونعتقد أننا بدأنا نحصد نتائج هذا الاهتمام, فالكورنيش نظيف جداً في الساعات الأولى من الصباح, ولكن في المساء يتغير الوضع بسبب رواد الكورنيش. بدأنا حملة للاهتمام بورود الجزر الوسطية.‏

-وماذا عن الاستثمارات السياحية التي تحتاجها المدينة?‏

-يجيب رئىس المجلس: لدينا خطة هذا العام لإقامة استثمارات وفق المخطط التفصيلي للكورنيش.‏

-وماذا عن ضرورة التوسع بالكورنيش طولاً?‏

-فكرة توسيع الشاطئ أمر يحدده المخطط التنظيمي وسنعمل على تأهيل القسمين الجديدين في الشمال والجنوب.‏

شاهد المواطنون عدداً من النحاتين طوال شهر تموز ينحتون كتلاً صخرية على الشاطئ, ما الذي يمكن أن تخبرنا به حول هذا الملتقى الفني ?‏

يجيب رئىس المجلس بارتياح حول ذلك بالقول: هي ظاهرة جميلة وتتم لأول مرة, وأصحاب الفكرة هم جمعية العاديات, فقد استقدموا فنانين من معهد الفنون بدمشق وأقاموا منحوتات رائعة ومعبرة عن حياة الناس في الساحل وكذلك الطبيعة والبحر وقد قمنا بتوزيع هذه المنحوتات في الحدائق والساحات وأحب أن أشير إلى أن بعض الفاعليات الاقتصادية دعمت هذه الظاهرة مادياً.‏

كان لا بد لنا قبل أن نغادر المدينة زيارة الكورنيش البحري.‏

كان الصباح الخريفي هادئاً على الشاطئ وثمة زوارق صيد تدخل ميناء المدينة الجميل, وبالرغم من أن الخريف راح يترك ظلاله على الكورنيش ليصبح أقل ازدحاماً فإن الكثيرين كانوا يمارسون رياضة المشي.‏

تنهض أمانينا متوجهة إلى المجلس البلدي ووزارة السياحة لمزيد من الاهتمام بكورنيش يقنع زائريه بأنه الأكثر جمالاً على الشاطئ السوري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية