|
بلا مجاملة الدورة كانت قصيرة (يومين) ومع ذلك نستطيع القول إنها حققت نتائج مقبولة فقد شعرت أن المديرين والمديرين العامين المشاركين فيها خرجوا منها وهم أكثر قناعة بضرورة العمل الجدي للوقاية من الكوارث أولاً وللنجاح في تخفيف أضرارها, وثانياً وأيضاً أكثر حماساً لتأهيل أنفسهم وتأهيل عناصر مؤسساتهم وشركاتهم لمواجهة أي حالة مستقبلاً. لكن السؤال الذي يفرض نفسه بعد هذه الدورة التي يفترض أن تتكرر كل فترة: هل سيكون هذا الحماس منطلقاً لعمل فعلي مبرمج في كل مديرية أو مؤسسة أو شركة يقودها مديرها (المتدرب) للاستفادة من المعلومات النظرية أو العملية التي أعطيت خلال الدورة.. أم أنه حماس آني فرضته (اللحظة) وبات في خبر كان, تماماً كمن يشارك في جنازة حيث يتحمس للاستفادة من عبرة الموت, ثم ينسى بعد انتهاء الجنازة !! أعتقد أن الجواب عند السادة المديرين والسادة المسؤولين المعنيين بمتابعتهم الذين عايشوا الكثير من الحوادث والكوارث التي حصلت سابقاً في هذا الموقع أو ذاك, وحرائق , انهيارات, حوادث الخ ولاحظوا حجم النتائج الكارثية الناجمة عنها. لكن ريثما نتوصل إلى الجواب العملي لابد من مطالبة الحكومة بشكل عام ووزارة الإدارة المحلية وهيئة تخطيط الدولة ووزارة المالية بشكل خاص بضرورة توفير كافة مستلزمات ومتطلبات مواجهة الكوارث بدءاً من المعدات والآلات اللازمة مروراً بسيارات الاسعاف والإطفاء والانقاذ وانتهاء بالكوادر المديرية والمؤهلة الكافية إذ لا يعقل أن تواجه كوارث مهما كانت بآليات عمرها الزمني تجاوز ثلاثة عقود وبكوادر مترهلة لديها قناعة بأن كل الحوادث والكوارث التي تحصل إنما سببها القضاء والقدر فقط لا غير. althawra. tr@ mail.sy |
|