|
حدث وتعليق كاسترو, تشافيز ,موراليس , ميشال باشليت , لولا , واخيرا اورتيغا اشتراكيون يصلون الى سدة الحكم في اميركا اللاتينية بالرغم من انف واشنطن التي ترتعد من سطوتها انظمة تبعد عنها الاف الاميال . الاشتراكيون الجدد يتناسلون كالفطر غير بعيد عن نظر المحافظين الجدد الذين لايجدون ما يفعلونه بعد ان باءت بالفشل سياساتهم المتغطرسة ومكائد مخابراتهم التي لم تنقطع عبر دعم المتمردين والانقلابيين لاحباط التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في اميركا اللاتينية . لقد عاش معظم هذه البلدان , ربما باستثناء كوبا , تجربة الانفتاح الاقتصادي والحكم على الطريقة الغربية متأثرين بموجه التغيير والديمقراطية التي هبت على تلك القارة وعلى العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ودول المنظمة الاشتراكية. لكن ماذا جنت شعوب تلك البلدان من هذه التجارب : مزيد من الافقار والتراجع الاقتصادي مع غياب الحد الادنى من الخدمات التي كانت تؤمنها الدول في ظل استباحة كاملة لثرواتها من جانب الشركات الاميركية وتلك العابرة للحدود بالتحالف مع بعض القوى الفاسدة في الداخل التي اثرت وحدها في هذه الاوضاع على حساب باقي فئات الشعب. مايجري في اميركا اللاتينية رسالة واضحة لكل الشعوب التي تمر بظروف مشابهة وفي المقدمة الشعب العربي الذي يعاني بدوره من محاولات الهيمنة الخارجية وخاصة الاميركية كما ان اوضاعه الداخلية تتشابه الى حد كبير مع الوضع القائم في تلك البلدان . وهذه الرسالة مفادها انه مهما طغت القوى الكبرى وتجبرت فان التلاحم الحقيقي بين القادة والشعوب على ارضية وطنية واضحة كفيل بانجاز التحولات الداخلية التي تستجيب لمصالح الشعب بغض النظر عن رغبات قوى الخارج ومؤامراتها . |
|