|
معاً على الطريق وهكذا بات بالإمكان لمّ الشمل وترقيع دفّ العشّاق والجلوس للتشاور فيما سيؤول إليه مصير لبنان, مع الفريق الذي لم يسافر منه أحد لكنه متهم باستحضار ملائكة ريف دمشق وضواحي طهران. يا إخوان..البحث يجري على بندين الأول: ثابت وهو حكومة وحدة وطنية, والثاني: متحول أي قانون الإنتخاب, وفي المبدأ ينطوي قبول شيوخ وسلاطين طرب الأكثرية بالتشاور على أمرين,الأول: تنازل ونزول عن سطح 14 آذار افتراضي, والثاني: طلباً لتقطيع الوقت بانتظار متغيرات محتملة في منطقة صفيحها ساخن. لكن من حيث المبدأ كلمة (وحدة وطنية) تفترض اتفاقا على وطن, وهذا غير حاصل, وإن أردتم مثالاً دونكم السيد جعجع وكلامه على طاولة التشاور, فالبلد مقسوم بشكل شاقولي إلى مشروعين, وهذه الحكومة هي في واحد منهما والدليل ..فتفت ونايلة ومن تنيّل بستين نيلة. والدليل, بلا مزاح هذه المرة, مواقف أركان الحكومة بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان, وانقسام الشارع إلى شارعين:عريض مقاوم, وضيق ينتظر وضع قدمي المقاومة في الفلقة,لا بل رأسها تحت النطع. لم يشهد لبنان تقية سياسية كالتي يشهدها حالياً, وخاصة من بعض القوى التي يتوقع أن نهجها خارج عن هذه الوسيلة, وهذا النهج هو استمرار لدور مارسته مع سورية عندما كانت تحالفها, وذات صدّقت دمشق أن هؤلاء حلفاء, أي أنهم يبيتون نياتهم ويظهرون عكسها, كما فعلوا في التحالف الرباعي الانتخابي حتى وصلوا إلى 72 نائباً ثم باعوا حزب الله وسلاحه..لكن هذه المرّة لن تنفع التقية ولا اللغة الشقية فعورات هؤلاء مكشوفة وكذلك رؤوسهم, ولذلك لا يجب,تحت أي ظرف تأجيل وضع الحل الجذري, فلبنان متآكل في التكاذب والزجل, والمشروعان موضوعان على الطاولة في فرصة لا ثالث لها,رغم تعيين الخوجة سفيراً فوق العادة. في مطلق الأحوال,سامح الله السيد حسن نصرالله,فقد أعطاهم مدة شهر كي يتأملوا,مفترضاً أنهم سيتهجّدون في غار حراء لبناني طيلة شهر رمضان, ثم منحهم خمسة عشر يوما لتقى التشاور فذهبوا يدورون في اصقاع الأرض ..لعل وعسى, فماذا استفدنا من كل هذا الوقت سوى أن السيد حسن جعل الناس الصابرين الكاظمين الغيظ يصومون 45 يوماً في أطول شهر رمضان عرفه لبنان والعالم ..إلا إذا وافق البطريرك صفير على شطب هذه المدة من صوم الميلاد المجيد . يا إخوان.. لا يمكن التشاور مع من أذنه في يد..بولتون وتشيني وهاناه وشيراك..وعلى قولة الشوام (شو هالعلاك ghassanshami@gmail.com ">المصدّي). ghassanshami@gmail.com |
|