|
واشنطن
انه العراق المدمر والغارق في فوضى الدم اصبح قضية شائكة في كل بيت امريكي مع سقوط المزيد من القتلى الامريكيين واقترابهم من 3000 منذ الغزو الامريكي البريطاني له عام .2003 الرئيس الجمهوري بوش ظل حتى الساعات الاخيرة يحاول كسب ود الناخبين الامريكيين الذين ترجح الاستطلاعات هزيمة حزبه الجمهوري في انتخابات الثلاثاء فقد حاول اتهام الديمقراطيين الذين يريدون جدولة الانسحاب من العراق في وقت اسرع بالافتقار الى خطة بشأن الحرب لكن تزايد الغضب الشعبي الامريكي على الحرب بالفعل يشكل خطرا كبيرا على نتائج الانتخابات التي اصبحت الحرب الكارثية فيها الورقة الانتخابية الاولى والرهان الاكبر. وقد حاول بوش استغلال المخاوف الامنية فيما يسمى الحرب على الارهاب مجددا لكن المشكلة هذه المرة تتمثل في ان الناخبين قد وثقوا بالفعل في تلك الشعارات في عام 2004 لكنها الان لم تثمر لان فشل السياسة الخارجية للبيت الابيض طغى على كل القضايا الاخرى .. والفضائح الاخلاقية والسياسية باتت اكبر من ان يقبلها الامريكيون وستكون نتائج الانتخابات بمثابة استفتاء على عمل بوش وفريقه وقد فتحت المراكز في العديد من ولايات الساحل الشرقي بالولايات المتحدة وبينها نيويورك أبوابها, معلنة انطلاق انتخابات التجديد النصفي البرلمانية التي قد يخسر الجمهوريون فيها أغلبيتهم في الكونغرس. ويشارك في الانتخابات 200 مليون ناخب لاختيار 435 عضوا بمجلس النواب و33% من أعضاء مجلس الشيوخ و36 من حكام الولايات ال50 وعدد كبير من المسؤولين المحليين, وسط جدل واسع بشأن غزو العراق والإخفاقات المتكررة التي تمنى بها السياسة الخارجية الأميركية. ويأمل الديمقراطيون الحصول على 15 مقعدا إضافيا في مجلس النواب ما سيتيح لهم الحصول على الأغلبية فيه لأول مرة منذ العام .1994 لكن سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ تبدو أصعب من ذلك. ولملء المقاعد ال435 في مجلس النواب, تبدو الانتخابات متقاربة جدا في حوالي 40 دائرة. ويبدو أن مقاعد في مجلس الشيوخ يشغلها جمهوريون ستذهب إلى الديمقراطيين في أوهايو وبنسلفانيا ورود آيلاند ومونتانا. وستشهد ميسوري وفيرجينيا منافسة حادة. وإذا ما تعادلت المقاعد بين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ فسيحتفظ الجمهوريون بالأكثرية بفضل الصوت المرجح لنائب الرئيس ديك تشيني الذي يرأس المجلس. ومن الولايات التي ستختار حاكما جديدا تكساس وفلوريدا ونيويورك وكاليفورنيا, ويبدو أن الممثل السابق أرنولد شوارزينغر الأوفر حظا للاحتفاظ بمقعده. ويبدأ الكونغرس الجديد أعماله مطلع كانون الثاني المقبل. وحول عريضة العسكريين الامريكيين التي وقعها المئات فانها تدعو الى الانسحاب من العراق على ان تقدم رسميا في كانون الثاني الى الكونغرس, كما اعلن الاثنين منظمو هذه الحملة. واكدت العريضة التي نشرت على موقع في شبكة الانترنت: بصفتي اميركيا وطنيا وفخورا بخدمة بلادي, ادعو المسؤولين السياسيين في الكونغرس الى تأييد الانسحاب السريع لجميع القوات والقواعد العسكرية الاميركية من العراق. والبقاء في العراق لن يكون مفيدا.. ولا يرقى الى الثمن الذي يدفع.. ولقد آن الاوان لان تعود القوات الاميركية الى الوطن. وقد وقع العريضة حتى الان مئات العسكريين, كما قال مسؤولون في هذه الحملة التي اطلقت بناء على مبادرة عسكريين في منطقة نورفولك (فيرجينيا, شرق). وكتب واضعو العريضة أن كثيرا من الجنود يعربون عن قلقهم من الحرب في العراق, وهم يؤيدون انسحاب القوات الاميركية. والدعوة الى التغيير توفر وسيلة للعسكريين لمطالبة النواب بانهاء الاحتلال العسكري الاميركي. وتؤيد هذه الدعوة منظمات مناهضة للحرب, كقدامى المحاربين في العراق ضد الحرب وقدامى المحاربين من أجل السلام. وذكرت صحيفة فيرجينيان بايلوت المحلية أن الداعي الى توقيع العريضة هو البحار جوناتان هوتو الذي يخدم على حاملة الطائرات تيودور روزفلت في نورفولك. من جانبها تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس الاول العمل بطريقة متوازنة مع الحزبين اذا ما فاز الديمقراطيون في الكونغرس. وقالت رايس في مقابلة مع شبكة فوكس التلفزيونية: إن عملي ومسؤوليتي يقضيان بالمساعدة على تطبيق سياسة خارجية تحقق أهداف الولايات المتحدة. واضافت: علينا ممارستها بطريقة متوازنة مع الحزبين. |
|