|
آدم وجميع هذه التعليقات لا تقال بنفس الحماسة والجدية التي تطرح بها المرأة قضاياها أو تدافع بها عن حقوقها, بل بأريحية من هو مطمئن إلى أن مكاسبه من أوضاع المرأة الحالية مستمرة, أو تقال بطريقة تحد توحي وكأن حرباً دائرة بين فريقين الرجال من جهة والنساء من جهة أخرى, من قبل وقبل أن تدخل المرأة ميدان العمل وتساهم بما تساهم به من تكاليف الحياة اليومية, وقبل أن تلقي الحياة الحديثة بثقلها على الاثنين معاً, كان يمكن قبول حالة الحرب تلك, لكن اليوم وإضافة لتلك المشاركة ومع ازدياد تعلم المرأة وخروجها من قوقعة البيت وميلها إلى الاستقلالية نتيجة وعيها لحقوقها الانسانية, ومع تعرضهما معاً لضغوط لا يمكن لأي منهما أن يتحملها بعيداً عن الآخر, هل يمكن أن تستمر الحالة على ما هي عليه? أي سخرية ومكاسب مضمونة وحرب!! أم أن مصيرا جديداً للعلاقة بينهما بدأ يظهر ويزداد انتشاراً? أحد تجلياته أن الرجل لم يعد يستطيع أن يسقط معاناته خارج بيته على أهل بيته والتي سيكون النصيب الأكبر منها لامرأته, فهي عندها معاناتها أيضاً ولم يعد يمكنه انكارها ولو عمد إلى تجاهلها. أما أحد أخطاره أن المرأة في مشوار منافستها للرجل تلجأ لأنوثتها المدعمة بكفاءتها فهل سيفيد علاقته بها إلا التفاهم والإصغاء والبحث المشترك عما يؤذي حياتهما اليومية, وإن كانت لديه معاناته فليجاهر بها, وليتنازل عن مكاسبه الآنية, فقد تتحول تلك المؤتمرات إلى مؤتمرات حقوق انسان ومواطن. |
|