|
آدم أي بالضبط مشكلاتهم الخاصة من منظور النوع الاجتماعي (الجندر) تلك الكلمة التي أسيء استعمالها في بعض الحالات فبدت كأنها تعني المرأة فقط. مشكلاتهم متعددة المستويات: بعضها قانوني, وبعضها يتعلق بالثقافة الاجتماعية السائدة. وإذا كانت الحركة النسوية قد أخطأت أحياناً في تصوير بعض النضال من أجل المساواة والتكافؤ والعدالة في العلاقة بين الرجل والمرأة, ودور كل منهما في المجتمع, وساهم هذا الخطأ في تصوير الأمر على أنه صراع الرجل- المرأة على (الامتيازات), فإن السبب الرئيسي لعدم طرح الرجل لمشكلاته طرحاً صحيحاً هو السبب ذاته الذي تحارب الحركة النسائية لأجله, فهو العقل الجامد الذي لم يستطع أن يستوعب أن العالم قد تغير جذرياً, والعالم يعني الناس الذين يعيشون فيه. وبالتالي كل ما يتعلق بهم:من وسائل المعيشة,وحتى تنظيم علاقاتهم بعضهم بعضاً. والثقافة التقليدية التي ترفض أن تتغير وتتطور تحت وطأة خوفها من الجديد. فهذه الثقافة التي تمنع الرجل من البكاء. وتدعي أنه (القيم والولي والوصي وسي السيد) وتمنحه حق تطليق زوجته متى شاء, ومنعها من السفر متى شاء, بل تمنحه حق قتلها إذا ارتاب بسلوكها هي ذاتها الثقافة التي تحرمه من إنسانيته بإجباره على تحمل مسؤوليات خارج نطاق إمكانياته فهي التي تلزمه بهدر سنين طويلة من حياته عازباً لأجل تأمين (المهر والبيت والشبكة والجهاز). وهي أيضاً التي تلزمه بأن يخرج من البيت في السادسة صباحاً ليعود إليه في الثامنة مساء بعد عمل شاق لأنه (يجب أن يؤمن عائلته) دون مساعدة زوجته أو أخته أو ابنته! وهي أيضاً التي تفرض عليه النفقة في حال الطلاق دون الأخذ بالحسبان وضع زوجته المالي. وكذلك هي التي تحرمه من حضانة ابنه وابنته حتى إن كان الأصلح والأجدر لحضانتهما! وأخيراً هي ذاتها الثقافة التي تجبره على عدم الاعتراف بأن له مشكلاته وقضاياه المترتبة عن دور له في المجتمع لم يعد متلائماً مع تطورات الحياة. وصار يشكل عبئاً شديداً عليه قلما يستطيع القيام به على الوجه الذي يرتضيه. ما عددناه أعلاه هو بعض فقط من المشكلات التي تواجه الرجال هذه الأيام. وهي مشكلات لا تغيب عن أي جلسة (رجالية) مهما كان مستوى حاضريها. وكذلك هي مشكلات جديدة على واقعنا لكنها ليست طارئة. أي إنها باقية إلى زمن طويل. فهي ناتجة عن تطورات الحياة. لا عن ظروف خاصة ستمضي سريعاً. ويبدو أن حل هذه المشكلات أصلاً متعلق تماماً بحل مشكلات الجزء الآخر, أي حل قضايا ومشكلات المرأة. فحين تتغير العلاقة بين الرجل والمرأة باتجاه المساواة والعدالة والتكافؤ, وحين تصير (امتيازات) الحياة وواجباتها هي مسؤولية مشتركة لكليهما يمكن أن يتخلص الرجل, كما المرأة من هذا العبء الشديد الذي يرضخ تحته الآن متباهياً أنه امتيازه كرجل,في حين هو في الواقع يئن بصمت أنيناً موجعاً. مدير موقع نساء سورية |
|