|
آدم ربما كنت من النساء المحظوظات بزواجهن.. فأنا أحب زوجي وأحترمه, فهو كريم وطيب ويبذل قصارى جهده لتأمين حياة رغيدة لنا.. لكن منذ ولادة طفلنا, وجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة, طفلي.. وزوجي وشؤون المنزل, ووظيفتي, ولم أجد منه أي تعاون يذكر, فتركت العمل.. وهو تغير حاله, وأصبح عصبي المزاج, ولم يعد يحتمل بكاء الطفل, أو مجرد رؤيتي وأنا أحمله وأرعاه وأهتم به كسائر الأمهات,وبدأ يسوق الحجج بأن عمله كمحاسب دقيق وحساس, ويسبب له الارهاق والتعب, ويحتاج إلى الهدوء والنظام, وصار يتغيب كثيراً عن المنزل, فأصبحت أمضي معظم وقتي مع ابني, وهذا الأمر أرهقني جداً, وجعلني متوترة, بل وكئيبة في بعض الأحيان, ومن ناحية أخرى أشعر بالاحباط لأن تعبي وسهري واجتهادي في الدراسة ثم العمل قد ضاع سدى, فأنا اليوم مجرد امرأة بلا طموح, تستيقظ صباحاً لتبدأ يومها بالتنظيف والغسيل وإعداد الطعام, والعناية بطفلي دون أن أجد زوجي إلى جانبي ليساعدني ولو معنوياً. لقد بدأت أحس أن لا أحد يفهمني بل يتهمني زوجي بإهماله والتقصير بحقه, ويشكوني لأهلي... ** إهمالها يزعجني!! زوجتي امرأة جميلة وحنونة.. أحببتها كثيراً وتزوجنا حتى أنها أتمت دراستها, وعملت بعد الزواج, رغم ذلك لم أشعر يوماً أنها تهملني,أو تقصر في واجباتها المنزلية والأسرية, حتى أنجبت طفلنا الأول ولم تستطع أن توفق بين عملها ومنزلها, فتركت العمل, ولكن وبعد وقت قصير بدأت تتبدل تدريجياً, فأهملتني, وأهملت مظهرها وبيتها, وكثيراً ما أعود للبيت لأجده كما تركته صباحاً وأخذت تتعلل بأن الطفل يرهقها, وحين لفت انتباهها إلى ما يزعجني, وأن اهمالها ليس له مبرر, فكل النساء يحملن ويلدن ويربين أكثر من طفل دون أن ينسوا أزواجهن, وشرحت لها أن عليها الاستعانة بأمها أو أمي لأنه طفلها الأول. وهن أكثر خبرة منها. لكنها تجاهلت كلامي وبقي الحال على ما هو عليه, فأصبحت أغيب عن المنزل, وأتناول الطعام مع أصدقائي وأسهر معهم, وعندما أعيتني الحيلة. ومللت المنزل, ومللت التواجد خارجه شكوتها لأهلها, لتنفجر باكية شاكية, وتعلن أنها مكتئبة, وأن حالتها النفسية السيئة هي السبب, وتصرخ بنا جميعاً : لا أحد يفهمني..!! |
|