|
تحقيقات فالنيكوتين والنشادر والسكر المحروق والقطران والقار والنيكل والكروم والزرنيخ.. إلخ وصولاً إلى 70 مادة سامة مسببة للسرطانات، لم تمنعهم من التمسك بها!! هذا المشهد الذي أصبح مألوفاً لدى جميع الأعمار والفئات وحتى بين أوساط النساء، دفعنا للبحث أولاً بالجانب الأكثر أهمية وهو الصحة والعافية، فرغم ما تؤكده الدراسات والأبحاث عن أضرار ومخاطر التدخين فإن مخاطر الإدمان على النرجيلة أضعاف مضاعفة.
4000 مادة سامة يقول الدكتور أحمد الجرد مدير السجل الوطني للسرطان: لاتختلف مكونات النرجيلة عن مكونات تبغ السجائر حيث هناك 4000 مادة سامة فيها، ومن أهمها غاز أول أوكسيد الفحم والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمواد الكيميائية الزراعية وغيرها من السموم. وكما هو مثبت علمياً فإن التدخين وحده يساهم في حدوث 30٪ من وفيات السرطان فهو المسؤول الرئيسي عن 80٪ من سرطانات الرئة عند الرجال و50٪ عند السيدات حيث تزداد نسبة الإصابة بسرطان الرئة مع زيادة عدد السجائر، فمن يدخن 25 سيجارة في اليوم تزداد لديه خطورة الإصابة 2- 3 مرات عن غير المدخنين، وبمقارنة بسيطة بين تدخين السجائر وتدخين النرجيلة نجد أن جلسة النرجيلة تستغرق بين 2- 3 ساعات أي ما يعادل 10- 20 سيجارة وطبعاً هي جلسة سمر وسوف يستمتع بالتدخين «يدخن ويبلع» انطلاقاً من بعض القناعات أن الدخان يمر عبر الماء وبالتالي هو غير مضر، ولكن في حقيقة الأمر، مهما كانت درجة تنظيف النرجيلة وتبديل الماء فإنه لن يقوم بتصفية 4000 مادة سامة!!
96٪ سرطانات حنجرة لا يتوقف خطر تدخين النرجيلة عند سرطان الرئة إذ يؤكد د.الجرد أن 96٪ من سرطانات الحنجرة ناتجة عن التدخين كما يساهم في حدوث سرطانات الفم والجهاز الهضمي «المري والمعدة، الكبد، البنكرياس» وفي سرطانات الجهاز البولي والتناسلي. للأسف ونتيجة هذا الانتشار الواسع للتدخين بين أوساط النساء «طبعاً بأنواعه المختلفة» فإن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى المدخنات أكبر بـ 4 مرات مقارنة مع غير المدخنات، بالإضافة إلى مخاطر سرطانات الرئة التي بدأت تنتشر لديهن، والتأثيرات الجمالية المختلفة مثل صوت أجش، احتقان العينين، ظهور التجاعيد بشكل مبكر، الرائحة الكريهة التي تنبعث من الفم والثياب. وفي ظل ما نشهده اليوم هناك توقعات بإصابات مضاعفة بعد عشر سنوات.
رئات المدن تحترق المدمنون على تدخين النرجيلة لا يؤذون أنفسهم فقط.. ففي جولة مسائية إلى داخل المدينة وخاصة مطاعم الحارات القديمة والمطاعم المغلقة ستشم رائحة الدخان ورائحة الفحم المحترق الممزوجة برائحة المعسل بنكهاته المختلفة المغشوش منها والعادي ليصبح الأمر عاملاً مزعجاً للجوار وعاملاً إضافياً للتلوث. ولن تجد مكانا تجلس فيه دون أن تضطر لاستنشاق رائحة التبغ.
شروط صحية للمطاعم في جولة لمعظم مطاعم دمشق إن لم نقل كلها، نجد أنها تحولت إلى مرتع لتدخين النرجيلة بل أصبحت أول ما تقدمه وأهمه بعد أن ارتبط اسمها بالمقاهي سابقاً والتي كان معظمها في الحارات القديمة، وبعد هذا الانتشار الواسع لها أصبح اليوم أي شخص عاجزا عن الجلوس مع عائلته وأطفاله في مطعم يسوده الجو النقي والصحي لتناول وجبة طعام، بل هم مضطرون على تحمل هذا الجو المعبق بالدخان وإنما الجلوس في البيت وعدم الدخول إلى المطاعم، وربما واقع الحال يقول ليس من حقهم هذا بل من حق المدخنين فقط، فهل من المعقول أن لا نجد مطعماً واحداً لا يقدم النرجيلة لهؤلاء الناس، وفي حال صعوبة هذا الأمر، لماذا لا نفرض على المطعم شروطاً صحية ووجود نوع من معالجة لهواء الصالة. ما رأي أصحاب المطاعم؟ آراؤهم متشابهة حول أهمية وجود النرجيلة في المطعم وانتشارها الواسع بين الناس مكسب لهم، والغالبية العظمى من الزبائن تكون النرجيلة طلبهم الأول، بل لا يدخلون المطعم الذي لايقدم النرجيلة، ويبحثون عن غيره ولن يعودوا ثانية إليه، وحسب قول أصحاب المطاعم عدم وجودها خسارة كبيرة للمطعم لأن معظم أرباحهم منها ومن أشياء بسيطة (كتقديم المياه والمحارم..). وعندما سألناهم عن إمكانية وجود رخصة لاستخدامها كان ردهم (هم في غنى عنها) وتكفيهم الرخص الهائلة التي يقومون بها والتوقيعات المعقدة. إلى ماذا نحتاج إذاً؟ نحتاج إلى قرار كبير وعلمي بحيث لا يضر بأصحاب المطاعم وقابل للتنفيذ. الأستاذ غازي النجار رئيس جمعية المطاعم والفنادق بريف دمشق يرى: عند صدور أي قرار بهذا الخصوص يجب أن نبحث عن سلبياته وإيجابياته، والتوقف عن التدخين وعدم الإضرار بالآخرين وبالبيئة هي من إيجابيات قرار المنع للنرجيلة، ولكن بالمقابل تحديد المطاعم والمحلات التي سيسمح لها بتقديمها ومنح رخص لها موضوع حساس جداً وسيفتح باباً كبيراً للربح لمطاعم على حساب مطاعم أخرى والتي ستشكل عبئاً مادياً لأصحابها. وحسب رأيه أيضاً يجب أن نبدأ بالمعالجة الاجتماعية فالمشكلة بدأت عندما أصبح صاحب المطعم يقدمها كنوع من الخدمات وحالياً المشكلة أصبحت بالزبائن الذين يرتادون المطعم فالزبون عندما يطلبها ولا يجدها لا يدخل المطعم ثانية. حتى الخمس نجوم وأصبح لها شروط وطقوس، فالشخص الذي يقدمها (الأركلجي) يجب أن يتصف بميزات معينة من الرتابة والأناقة والنظافة. ولا يمكننا أن نقول إن درجة المطعم تتحكم بالنرجيلة ولهذا نجدها في مطاعم خمس نجوم حيث يخصص قسم خاص بها ولولا هذا القسم قد لا يعود النزيل للإقامة ثانية، حتى أصبحت من مستلزمات المحل أكثر من الطعام والشراب. والأجانب يطلبونها ويضيف: لم تعد تقتصر على أهل البلد، بل أصبح عدد كبير من السياح والأجانب يبحثون عن مطاعم الأركيلة ولاسيما المطاعم التي انتشرت في دمشق القديمة في بيوتها الدمشقية التي تحولت إلى مطاعم تقدم النرجيلة والمشروبات إضافة إلى مطاعم باب توما وغيرها، والتي انتشرت في السنوات الخمس الماضية بسرعة كبيرة، ولهذا يجب أن نعرف كيف بدأت ولماذا بهذه السرعة الهائلة وكيف سنعالجها، وهي برأيي حالة لتخلخل المجتمع وأصبحت تأخذ أبعادها ونحن نراها من داخلها ولاسيما عندما نجد أن الوالد يجلبها ويقدمها لأولاده، وهي نوع من التقليد الأعمى ويعتبرها البعض من المجتمع المخملي. لن تحل المشكلة ولهذا لن تحل المشكلة في المطاعم بتخصيص جزء للمدخنين وآخر لغير المدخنين قد نجد من يدخن ومن لا يدخن بنفس العائلة الزائرة، وأحياناً لايكون هناك اتساع لذلك، ويسبب مشكلة لصاحب المحل لأن عدد المدخنين كبير، لهذا يمكن تحديد الفترة العمرية للذين يطلبون النرجيلة بحيث يطلب من أصحاب المحلات عدم استقبال من هم تحت عمر 20 سنة. ويمكن فرض شروط صحية على تلك المطاعم كنوع من المعالجة لجو الصالة مثل (الفلترة) تتناسب مع كمية الدخان المنبعثة من النرجيلة والاهتمام الكبير بالتهوية. والعمل على التوعية لمخاطرها بوسائل الإعلام وبمشاركة الجمعيات والمنظمات، ولاسيما الشبابية وبين الطلاب والنساء والتي انتشرت في أوساطهم بشكل كبير. المعسل المغشوش وحسب وزارة الصحة مديرية مكافحة التدخين لا يوجد قانون يحمي المدخنين من تباطؤ المطاعم عن تغيير الخرطوم والمياه فكيف هو الحال الآن مع وجود ظاهرة غش المعسل حيث أكد المهندس مالك الناطور مدير معمل التبغ أنه منذ فترة تم الكشف عن الكثير من حالات الغش حيث يوجد ورش خاصة تقوم بتصنيع المعسل بمواد سيئة جداً منها نشارة الخشب والخضراوات التالفة التي أوراقها تشبه أوراق التبغ، وتفل الشاي وتفل العصائر والتي تؤخذ كمواد أولية من أجل اللزوجة بالإضافة إلى الغلسرين ومواد سكرية رخيصة النوعية مع المنكهات التي تدفع الشخص للتعلق بالمادة أكثر وأكثر. وفي سؤالنا له عن أضرار ذلك. قال: صحيح أن المعسل بشكل عام مضر بالصحة ولكن هناك فرقا بين الضار والأكثر ضرراً، حيث تصنع هذه المواد بعيداً عن المواصفات وبشكل عشوائي غير مدروس، فالأمر يتعلق بنسبة المواد ونوعيتها. وطبعاً هذه الورش تعمل بطرق غير شرعية، غير قانونية بعضها خاص يبيع للمطاعم والبعض الآخر تابع للمطعم أو المقهى ذاته. والمكاسب التي تجنيها هذه المطاعم والمقاهي من المعسل المغشوش كبيرة جداً وبمقارنة أشار إليها السيد الناطور نجد أن كيلو غرام المعسل النظامي 600 ل.س، وسعر النرجيلة في السوق بين 100 - 150 ل.س وتكلفتها من المعسل النظامي 10 ل.س، لكن في حالات الغش تكلفة النرجيلة هي 3 ليرات سورية فقط وهو فارق كبير يضاف إلى مرابح أصحاب المقاهي. تزوير الماركات المؤسسة تكافح هذه الظاهرة من خلال مديرية المكافحة لكن هناك ظاهرة جديدة هي تزوير المعسل بأسماء ماركات كبيرة ومعروفة لتباع بتسعيرة أكبر وهناك مطابع، تقوم بطباعة أغلفة باسم المؤسسة أو الشركة المصنعة. ارتبط اسمها بالمقهى لم يعد تدخين النرجيلة محصوراً بين أوساط الرجال المتقدمين بالسن الذين وصلوا إلى سن التقاعد وأنهوا خدمتهم في العمل فقد كانت هي أول ما يفكر به هؤلاء، وهو الذهاب إلى المقهى لتناول الشاي وتدخين النرجيلة ورؤية رفاق الدرب. كيف انتشرت بهذه السرعة حتى أصبحنا نراها في معظم جلسات الأنس التي تجمع العائلات مع بعضهم، وربما أصبحت السبب للزيارة والعزيمة وهي موجودة عند بعض الناس في سيارتهم وحاضرة في تجوالهم والذي ساعد على حملها وجود أنواع حديثة منها صغيرة جداً ذات ألوان جذابة يحملها صاحبها معه أينما ذهب مثلها مثل حاجاته الشخصية من مفاتيح وموبايل وما على صاحب البيت (المضيف) سوى تحمير الجمر والضيف عليه النرجيلة. مسببة للجلطات القلبية وهذا الانتشار الواسع لها بين أوساط الناس كافة يجعلنا نشير إلى مرض ظهور التصلب العصيدي الذي ظهر في بلادنا في أعمار باكرة وتظهر اختلاطاته في عمر (40- 50) سنة وأحياناً الثلاثين وسبب هذا عوامل من ضمنها التدخين، وتعتبر النرجيلة ذات خطورة كبيرة في أعمار الشباب الصغار لأن تدخين نرجيلة واحدة في اليوم وعلى عدة مرات تعادل حوالي عشرين سيجارة ولها نفس خطورة تدخين السجائر ومن أحد العوامل المهمة والمسببة للتصلب العصيدي والجلطات القلبية ونقص التروية بأعمار باكرة، هذا ماأكده الدكتور الياس بركات. وأضاف: للأسف أمراض القلب بازدياد وهي تحدث عادة مع تقدم العمر عند الإنسان ولكن هذه الأيام تظهر في الأعمار الباكرة بينما في العالم المتطور تحدث في أعمار متقدمة وبعد (70 - 80) سنة بسبب البرامج الصحية والوقائية واتباع أنظمة غذائية سليمة، وواجبنا كجهات صحية وطبية أن ننبه إلى هذا الخطر الذي يؤدي إلى آفات قلبية باكرة ويجب الامتناع عن عادة التدخين السيئة وتوجيههم إلى ممارسة الرياضة المنتظمة والأنماط الغذائية الصحية السليمة المتوازنة مع الكشف المبكر عن عوامل الخطورة القلبية مثل أمراض الداء السكري وارتفاع التوتر الشرياني وارتفاع الكولسترول. الشباب الأكثر إصابة وفي دراسة قامت بها سورية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول عوامل الخطورة القلبية وكان على رأس هذه العوامل والمسبب للجلطات القلبية عند الشباب بعمر (20- 30) سنة وبحدود 95٪ من أسبابه هو التدخين والبدء فيه في سن باكرة، ومعظمهم كانت بداية التدخين لديهم (10- 15) سنة. والإصابات عند الذكور أكثر من الإناث لأن الإناث في فترة (20- 40) سنة هن محميات أكثر بوجود الدورة الشهرية من التصلب العصيدي الباكر ولكن عند ممارسة التدخين ولاسيما النرجيلة يفقد الجسم هذه الحماية وبالتالي هن معرضات للإصابة بأمراض نقص التروية أكثر من غيرهن. ويشير د. بركات إلى أن معظم حالات الاحتشاءات القلبية التي تراجع المشافي في قسم الإسعاف وقسم العناية القلبية هم مرضى مدخنون وبأعمار الشباب والغالبية العظمى من الذكور، ولهذا يؤكد على دور التوعية لأضرار هذه العادة السيئة واتباع أساليب صحية والعودة إلى الرياضة الطبيعية وممارسة عادة المشي والدراجة الهوائية، وهي متوفرة للجميع كل يوم نصف ساعة في أي حديقة أو شارع وهي أفضل رياضة للتخفيف من التصلب العصيدي والوزن والسكري. حتى في بيت الطلبة وانتشارها لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى فئة الشباب بكافة أعمارهم وإلى الطلاب الجامعيين والذين من المفروض أن يكونوا الأكثر دراية بأضرارها الجسيمة، بل أصبحت ممارسة عادة التدخين للنرجيلة عادة يومية ولاسيما لطلاب المدينة الجامعية وكانت سبباً لتأخر الكثير منهم عن مواعيد عودتهم إلى غرفهم في المساء لأنهم يبحثون عنها في أماكن بعيدة في مدينة دمشق القديمة وباب توما والتي اشتهرت بيوتها القديمة بتقديم النرجيلة وهذا التأخير كان سبباً في السماح لاستخدام النرجيلة داخل أسوار المدينة الجامعية وذلك في مقصفها الحالي، كي تكون متوفرة لهم في أي وقت يطلبونها وكأنها أصبحت حاجة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها. هي تغيرات طرأت على طبيعة حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية حيث فقدت القيم الاجتماعية معانيها، الدكتور ابراهيم زعرور، قال: انتشار هذه الظاهرة نوع من العدوى وبعيدة عن التفكير العقلاني أو المنطقي بالنتائج السلبية التي تترك آثاراً مادية ومعنوية خاصة على جيل الشباب بشكل واسع ومن دون أي احساس بالمسؤولية وهي كغيرها من الظواهر التي تصيب المجتمع وتحمل نوعاً من التمرد لطبيعة الشباب أو حب تقليد الآخر وتقليد الكبار والعدوى لبعضهم البعض ولهذا أصبحنا نجد مجموعات من الشباب يخصصون أياماً لزيارة المقاهي والمطاعم بشكل جماعي وربما استمرار الظاهرة يؤدي إلى تطورات خطيرة لدى البعض أي الانزلاق نحو مسائل أكثر خطورة والإدمان على المخدرات وتعاطيها واللجوء إلى السرقة لتأمين المال وهدر الوقت، لأننا نجدهم يجلسون ساعات طويلة في المقهى ولا يجلسون ساعة مع الكتاب أو مع واجباتهم، وربما يقولون: إنها حرية شخصية، وهذا يستوجب القيام بحملة وطنية تبدأ من الأسرة والمدرسة والجامعة وعبر المؤسسات الإعلامية وإقامة ندوات للتوعية والتنبيه إلى مخاطرها والتحذير من تدخين النرجيلة كما هو الحال بالنسبة لتدخين السجائر، وعلى المؤسسات المعنية أن تضع ضوابط لهذه الظاهرة كالضوابط الموضوعة في نظام المرور والمدارس والجامعات. دور المحافظة ما مدى ارتباط هذا الواقع المؤلم لانتشار النرجيلة بالجانب القانوني؟ كان طبيعياً أن نسأل المحافظة عن دورها في تصنيف وتحديد المطاعم أو المقاهي التي يفترض أن يسمح لها بتقديم النرجيلة.. وإن كان هناك تراخيص لذلك؟ وخاصة بعد أن تحولت غالبية بل 99٪ من مطاعم دمشق القديمة إلى صناديق مقفلة يحشر بها مدخنو النرجيلة إلى ما بعد منتصف الليل؟ المهندس محمد طارق النحاس مدير المهن والرخص قال: إن قرار منع النراجيل في المطاعم هو قرار وزاري وليس قرار محافظة ونحن بدورنا نرفع المقترحات حول المشكلة. ولكن المرسوم رقم 1457 لعام 1945 أوجب على أصحاب المحلات التي تود أن تقدم النرجيلة أن يحصلوا على ترخيص لمهنة مقهى، ولايحق للمطاعم أن تقدم النراجيل إلا في حال حصول صاحبها على ترخيص لازم «مقهى» إضافة لرخصة مطعم. وأشار أن المحافظة والجهات المختصة تقوم بمراقبة عمل المحلات حيث يتم تنظيم الضبوط اللازمة بحق المحلات المخالفة التي تقوم بتقديم النراجيل دون ترخيص ويتم إغلاقها استناداً للقرار رقم 25 لعام 2003 ولا يتم فض الختم عنها إلا بعد التعهد بعدم تكرار المخالفة أو الحصول على الترخيص اللازم. أما فيما يخص مطاعم باب توما فإن المسؤولية هنا تقع على عاتق مكتب دمشق القديمة ونحن نتعامل بحسب الشكوى المقدمة لأنه من غير المعقول أن نغلق 600 مطعم دفعة واحدة!! لا قرارات تخص النرجيلة مع ملاحظتنا أن هذه القرارات أصبحت قديمة جداً ولا تتناسب مع الواقع الحالي لمشكلة النرجيلة، كان السؤال ملحاً حول وجود فكرة أو مقترح جديد يحمل حلاً ويفرض عقوبات معينة ويحدد الشروط التي يسمح بها بتقديم النراجيل في المطاعم، على الأقل كما هو الحال مع تدخين السيجارة في الأماكن المحصورة؟ يجيبنا مدير المهن والرخص: انه حتى الآن لا يوجد مقترحات جديدة بهذا الخصوص وما هو موجود عبارة عن عقوبات تفرض على المدخنين في الأماكن المحصورة وهذه العقوبات هي من اختصاص أقسام الشرطة وفق القرار رقم 101 الصادر عام 1996، الذي يمنع التدخين في وسائط النقل ودور السينما وفي المسارح، وقد صدر قرار مشابه عام 2001 برقم 46 أيضاً يمنع التدخين في صالات انتظار الركاب وأماكن قطع التذاكر مع تحديد مكان خاص للمدخنين، على أن تكون العقوبة غرامة مالية بقيمة 500 ل.س. ولكن هناك أيضاً العديد من الشروط الواجب توافرها في المقاهي التي تقدم نراجيل وذلك بحسب القرار رقم 23 لعام 1967 ومنها أن يشتمل المحل على نوافذ مباشرة مطلة على الهواء الطلق لتأمين التهوية والنور بنسبة لا تقل عن 1٪ من مساحة المحل وأن يخصص قسم منفصل يعد كبوفيه لتجهيز المشروبات والنراجيل وله شروط صحية منها وجود مدخنة ترتفع عن سطح الأبنية المجاورة لمنع كل ضرر صحي، وأن يجهز المحل بشافطات للهواء الفاسد مع التأكيد على نظافة الأدوات المستخدمة. غائب عن الأذهان من خلال اللقاءات والجولات التي قمنا بها، لاحظنا أن الموضوع بكل جوانبه غائب عن أذهان الجهات المعنية وأن القرارات والإجراءات خجولة جداً.. وصحة الناس والمجتمع في مهب الريح. |
|