|
مجتمع علماً أن بعض الشجارات ضروري لفهم الآخر واستيعاب الوضع بطريقة أفضل فلا وجود للعائلة المثالية التي لا تعاني من مشكلات. تثير العلاقات العائلية والحياة الزوجية وتربية الاطفال دوماً الخلافات فما هو السبيل لتجنب هذه النزاعات؟ كيف نتحكم فيها حين يكون تلافي حصولها صعباً؟ النزاع على السلطة عندما تحصل بعض الخلافات بين الزوجين أو على نحو متكرر بين الأشقاء والشقيقات ، ينبغي الاقرار أن معظمها يتم بين الوالدين وأبنائهما. السبب بسيط يرجعه علم النفس إلى السلطة التي يعتبرها مصدر النزاعات هذا «النزاع على السلطة» الذي يبرز جلياً في عمر السنتين أو الثلاث حتى المراهقة يسمح باختبار سلطة الوالدين. فالمواجهة هي بحث عن الهوية. منذ السن الباكرة، يعد رفض الطعام وعدم الحفاظ على النظافة وإطلاق كلمة «لا» المشهورة عشوائياً من المؤشرات التي تدل على بداية تحرر يستمر حتى خلال فترة المراهقة. الاختصاصي النفسي منير العويري يقول:إن المشكلة هي في الثقة بين الأهل وأولادهم إذ تشكل دعامة العلاقات بينهم . فعندما يبلغ أولادنا السن التي يطالبون فيها بمزيد من الحرية يطالبون كذلك بأن نثق بهم. عندئذ يجب أن نحسّن تحقيق التوازن اللطيف بين حاجة الولد الشرعية إلى الخصوصية وواجب التدخل من قبل الأهل. الآخر مهم أيضاً ويضيف الاختصاصي النفسي: يصعب تفادي بعض الخلافات . مع ذلك، يمكن تجنب عدم حصولها مراراً وتكراراً. للنجاح في ذلك، علينا أولاً أن نتعلم «العيش معاً» . إننا نتقدم طوال حياتنا بوجود الآخرين سواء كانوا آباءنا أو أمهاتنا أو أشقاءنا أو شقيقاتنا أو أطفالنا، فنحن نعيش مع أشخاص مختلفين عنا.إن تعلّم العيش معاً معناه تعلم المواءمة بين مختلف الأمزجة والأطباع التي تتعايش مع بعضها البعض تحت سقف واحد. لذا يجب الأخذ في الاعتبار فردية كل شخص في العائلة، علماً أن القول أسهل من الفعل وينطلق العيش بوئام من اكتشاف الذات. لذا يجب إعادة تأمل ذاتنا من أجل معرفة من نحن لكي نتبنى الموقف الصحيح. حين نكون معتادين على الاستماع إلى الآخرين من الضروري تعلم التفكير في أنفسنا لأن تناسي أمرنا ليس الحل وعلينا أن ندرك أن «الآخر مهم أ يضاً». لذا يجب أن نعيره آذاناً صاغية فندرك بالتالي أحاسيسه . لكي نبني علاقات جيدة مع الآخر يجب أن نتقبله كما هو ونحاول استيعابه . معرفة الآخر تبدأ من معرفة الذات . يمكن تقبل الآخر بفوارقه ومزاياه ما يخفض خطر نشوء الخلافات. الوساطة العائلية الخلافات جزء من حياتنا اليومية، يمكن تجنب بعضها ولا يمكن تجنب البعض الآخر. وحين يستعر الخلاف ينصح علماء النفس باللجوء إلى أشخاص من خارج العائلة للتدخل كوسطاء للمساعدة على إيجاد حل لهذا الخلاف العائلي. ويفترض تقبل وجود شخص ثالث داخل العائلة. لا يقدم النصائح أو يصدر الأحكام بل يواكب العائلة خطوةً بخطوة على طريق حل الخلاف . على مدى الجلسات التي تعقد في مكان محايد، يمكن لكل فرد التعبير عن رأيه والاستماع إلى الآخر والإجابة عن الآسئلة المطروحة من قبل الوسطاء، ما يسمح بإقامة مشروع تفاهم مقبول من الطرفين. اما عن كيفية ادارة الخلافات فثمة العديد من الوسائل لإدارة الخلاف. الحوار الذي يسمح لشخصين بالتواصل مباشرةً جزء من تلك الوسائل. يتيح لكل منهما التعبير عن ذاته وفي الوقت عينه الاستماع إلى الآخر إضافة إلى التفاوض كوسيلة أخرى لحل الخلاف . شأنه شأن الحوار إذ يتواجه شخصان مباشرة ويبحث كل منهما عن حاجاته وعن حلول مرضية للطرفين. ثم يأتي دور التحكيم الذي يلجأ إليه الأهل غالباً لفض الخلاف الناشئ بين أولادهم يتخذ الأهل قراراً منصفاً للطرفين فيحمل أحدهما المسؤولية ويعفي الآخر منها. thawrazein@yahoo.com |
|