|
آراء ووجدت بها رسالة حفزتني على توفير وقت فلم اتصل به، تحمل الرسالة تصحيحاً أصدره المؤتمر القومي الإسلامي على بيانه الختامي، يورد التصحيح ما تم الاتفاق عليه في بيروت يوم 6/2/2009 من ضرورة التأكيد على المشاركة غير الحكومية الواسعة في مؤتمر دربان الثاني لمناهضة العنصرية الذي سيعقد في جنيف في 20/4/2009 وضرورة السعي من أجل إعادة الاعتبار للقرار /3379/ الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية الذي كان قد ألغي يوم 16/12/1991 بإرادة أميركية - اسرائيلية تسهيلاً كما قيل لبناء سلم عادل ودائم في المنطقة على أساس قراري مجلس الأمن /242/ و /338/. أكتب بعد أن ودعنا الحاج الدكتور فضل شرورو إلى مثواه الأخير، أشعر بألم فراقه، وأشعر معه بأسى من نوع آخر، ليتني اتصلت به يوم 10/2/2009، ليتني أنست بصوته قبل أن يرحل! في يوم الجمعة السادس من الشهر الثاني كان آخر لقاء لي معه، المكان: قاعة الاجتماعات في فندق البريستول ببيروت موضوع الاجتماع: إقرار البيان الختامي لمؤتمرنا ومعه قراراته، لم تظهر في الصيغة الختامية للقرارات صيغة أجمعت عليها اللجنة التي ضمتنا وهي تلك الخاصة بالقرار /3379/ تبرع زميل كريم من سورية والشارقة هو الإعلامي محمد الصيادي وليعذرني إن لم أعد إلى أوراقي لأدقق في اسمه الأول برفع يده والجهر بالحق: لماذا غابت الصيغة المتفق عليها؟ لماذا لم يذكر البيان الختامي القرار /3379/؟ لعل صوته ضاع في زحمة المداخلات، نهض بواجب الثناء على الاقتراح والتثنية عليه صديقنا الدكتور فضل، تيقنت أن الحق سيعاد إلى نصابه. ومع ذلك فقد اهتممت بالمتابعة، أكد رئيس الجلسة الأستاذ شفيق الحوت أن الأمور ستتم على مايرام، إن مكان القرار /3379/ محفوظ في البيان الختامي، أصررت أن أسمع الكلام نفسه من الأستاذ منير شفيق منسق عام المؤتمر القومي - الإسلامي وهو إذ ذاك على المنصة استجاب لما سألته إياه، ثم صدر البيان الختامي فلم يكن فيه مكان للقرار /3379/. وصلني البيان يوم 9/2/2009 استغربت، قفز إلى الذهن اسم فضل شرورو، خطر لي أن أستنجد به فاعلاً في تلك الجلسة، وشاهداً على وقائعها بما في ذلك استجابة المنسق العام لي، عدلت عن هذا الخاطر، قلت: فلأ خاطبهم أولا، أستوضح، فعلت فلم استلم إجابة فورية. عادت إلي في اليوم التالي فكرة الاستنجاد بالدكتور فضل، ثم وردت رسالة التصحيح ليتني ودعته هاتفياً قبل أن ترد رسالة التصحيح. لا أدري أين ومتى كان تعارفنا، لعله كان في مقر اتحاد الكتاب العرب القديم في الأزبكية، لعله كان في أوائل السبعينيات، صلتي به، رغم أنها لم تكن وثيقة، إلا أنها لم تنقطع. ثم كان إنشاؤه إذاعة القدس من أجل تحرير الأرض والإنسان، غدوت ضيفاً عليها سواء هاتفياً من المنزل، أم من داخل استوديوهاتها وغدوت ضيفاً عليه في مكتبه المحتشد كتباً ومجلات، جرائد، أتيحت لي الفرصة أن أتعرف على فضل بأبعاده الإنسانية الرحبة وأشهد أنه كان نعم الصديق الذي تؤنس صداقته وحشة زمننا العربي الصعب. « وإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون، وإنا لله وإنا إليه راجعون،صدق الله العظيم». |
|