تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


درهم وقاية...عصر الجينات قادم

طب
الأثنين 23-2-2009م
الدكتور محمد منير أبو شعر

إذا كان لكل عصر سمته الخاصة فالعصر المقبل هو عصر الجينات الوراثية وما عرفناه حتى الآن أو ما لمسناه كانت ذروته في الاستنساخ حين نجح العلماء في استنساخ نعجة من خلية وليس من بويضة.

ترى ماذا نعرف عن علم الجينات؟ وما احتمالات المستقبل؟‏

لنترك الإنجازات التي أصبحت معروفة ومنها استنساخ النعجة دوللي ونمد نظرنا إلى السنوات القليلة المقبلة في محاولة التعرف على ما يقوم به العلماء ويعدون في مجال علم الجينات الذي ينمو باطراد مذهل.‏

ففي القريب المنظور سيتم اكتمال زراعة الأنسجة إلى جانب التدخل في جنس وشكل الجنين، ويراهن العلماء والباحثون على أنه سيأتي يوم خلال السنوات العشر المقبلة يستطيع فيه الطبيب أن يتحدث إلى زوجين شابين قائلاً: أنا جاهز لتقبل طلبكما، فأي مواصفات تريدان في الجنين؟ هل تريدانه صبياً أم بنتاً؟ ما لون العينين المفضل لديكما؟ وما طول قامته حين يبلغ سن الرشد؟ وهل تريدانه أشقر الشعر، أو بشعر أسود مثلاً؟ بعد ذلك يدخل الطبيب كل تلك المعلومات في جهاز الكمبيوتر لتظهر صورة الطفل المطلوب وبذلك يمكن أن نحصل على طفل حسب الطلب جنساً وشكلاً.‏

لم يعد كل ذلك مجرد تأملات وأحلام، لأن علم الجينات الوراثية استطاع حتى اليوم أن يقتحم التركيب النووي للخلية الحية، وأن يصل إلى فرز وتحديد الكروموزمات وما تحويه من جينات وراثية.‏

صحيح أنه لم يتم فرز كل الجينات الوراثية ولم يتم تحديد كل جينة على حده، إلا أن التسارع الذي تتم فيه الاكتشافات يجعل هذا العلم صرخة السنوات العشرين المقبلة، يجعلنا نقول: إن عصر الجينات قادم، فماذا نتوقع؟ أنفرح أم نحزن؟‏

أنخاف أم نتفاءل؟ علماً أن كل عوامل الخوف والحذر تصطف إلى جانب عوامل الفرح والتفاؤل بالقدر نفسه.‏

إن علم الجينات والعبث أو التوغل فيه يحمل إلى البشرية المجهول الذي يمكن أن يكون الملاك الحارس للبشرية جميعاً، أو القاتل المدمر الأخير لها، لا أحد يدري يقيناً.‏

لكن لنترك هذا العلم المستقبلي يستريح بين أيدي العلماء الأمينين في أمان واطمئنان ويتطور لما فيه خير البشرية جميعاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية