|
الافتتاحية كثيرون من قراء الاحتمالات السياسية والبارعين فيما وراء السطور، لم يواجههم غموض شديد في السياسة السورية.. بل جذبهم الوضوح.. لقد وجدت الدبلوماسية السورية في وضوح المواقف السياسية فرصة كبيرة للثقة بالنفس، حولت دمشق إلى مقصد فعلي لاستيضاح شؤون المنطقة وتطوراتها المحتملة والحلول لمشكلاتها.. وهي ترغب دائماً بالتعامل مع كل هذه الوقائع بأولوية تسهّل الحل وتمنع وقوف العربة أمام الحصان، لذلك لم تملّ يوماً الحديث عن إنهاء الاحتلال في المنطقة لتأمين الموقع الصحيح لقيام السلام ومن ثم تحقيق الاستقرار.. قالت ذلك وآمنت به.. لكن.. واجهت السياسة السورية خلال الحقبة الماضية إرادة تحاول فرض نفسها، بعيدة كل البعد عن التوجه الفعلي للتعامل السلمي الصحيح مع مشكلات المنطقة.. واستُبدل الحوار حول السلام بالحروب والتهديد ولغة القوة.. ما أغرق المنطقة بعذابات ذهبت بأرواح البشر وأرزاقهم ومقدرات حياتهم.. هل يمكن لذلك أن يدوم..؟! أبداً.. لا بد لإنسانية الإنسان أن تتقدم.. وعندما تبحث النيات الطيبة عن طريق للمساعي الخيرة تصبح دمشق مقصداً للساسة والمهتمين. لسورية علاقاتها مع كل دول المنطقة وقواها التي تقوم على مبدأ نبذ الاحتلال ومقاومته والبحث عن السلام.. وهي لا تنخرط في أحلاف.. ولا تقوم مقام أي كان.. لا تخرق سيادة دولة.. ولا تفرض إرادة قسرية على قوة فاعلة. إنما ولأنها تدعو للحوار مستعدة دائماً للمساعدة في أي حوار تستطيع أن تساعد فيه.. لقد سمع زوار سورية من كل البقاع هذه الحقيقة، والذين انتظروا طويلاً أن تفرض سورية حلولاً في لبنان، جاوبتهم دائماً أنها تستطيع أن تساعد لحل في لبنان، وترفض أن تفرض أي شيء على أحد.. وعندما توافق اللبنانيون.. كانت سورية عنصراً مساعداً أساسياً في اتفاقهم. الأمر ذاته في كل ما يعني المنطقة.. دولياً وإقليمياً وعربياً.. لقد أرادت دمشق للقمة العربية العشرين التي احتضنتها أن تكون قمة التضامن العربي، لأنها كانت وما زالت سورية العربية أولاً وقبل كل شيء، وفي كل خطوة يقترب فيها عربي من عربي تجد نفسها تقترب من أهدافها ومما تريد. سورية دعت دائماً إلى وحدة الأمة العربية وسيادة دولها وحرية شعوبها.. ولم تعترض على أي دور لدولة عربية في هذا الإطار.. على العكس من ذلك تشغلها أكثر حالة (اللادور) العربي.. إن اللقاء العربي يسهل حل مشكلات المنطقة.. والدول التي تفكر فعلياً بالسلام والاستقرار والأمن سيخدمها كثيراً اللقاء العربي- العربي. لدمشق سبعة أبواب مرصودة للحضارة والتاريخ.. أحدها باب السلام.. ولن تغلق دمشق أبوابها. a-abboud@scs-net.org |
|