|
نافذة على حدث أميركا راعية الإرهاب في العالم، والتي لا تترك مكاناً فيه إلا وتحشر نفسها به، أوجدت ما يسمى بالإرهاب المعتدل، والذي ربما بنظرها، لا يقوم ممارسه بقطع رأس وأطراف، بل يكتفي بقطع الرأس فقط، أو ربما لا يقوم بتفجير مدرستين معاً، ربما روضة أطفال، ولذلك تصر على أن ما يجري في سورية هو « ثورة» و« معارضة» و«إصلاح» وما هنالك من تسميات، وسمت ذلك بالمعارضة المعتدلة، وتصر أيضاً على تسليح هذه المعارضة التي دعتها بالمعتدلة، وتناست عن قصد أن المعارضة تكون سياسية فكرية عقلانية، لا تحتاج إلى أي نوع من السلاح، سواء كان فتاكاً أم أقل فتكاً. ومن أميركا هذه حطت طائرة في مطار المفرق الأردني، حسب مصادر صحفية وتقارير أردنية، محملة بأسلحة فتاكة بهدف إيصالها للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، طبعاً «المعتدلة» منها، لتؤكد أن حضور دبلوماسييها في جنيف، ولقاءاتهم مع المسؤولين الروس قبل انعقاد المؤتمر، وإيحاءهم بشأن إيجاد حل للأزمة في سورية ليس إلا مسرحية يؤديها أولئك لتمرير الوقت بحثاً عن طرق أنجع لإسقاط سورية الدولة بعد أن أخفقت خططهم ومشاريعهم بذلك، وبعد أن حولت واشنطن الدول المجاورة لسورية إلى مزارع وممرات ومعسكرات وقواعد لصناعة وتغذية وتصدير الإرهابيين إلى سورية، بتمويل من لبّاسي الكوفيات والعباءات، ومدّعي خدمة المقدسات الإسلامية. التجارب التاريخية للأمم والثقافات جميعاً تبرهن على أن كل ارتقاء في مصاف المطلق يؤدي بالضرورة إلى إدراك وترسيخ قيم الاعتدال التي تتمثل أساساً بالخير والجمال والحق، وبالتالي فالاعتدال يرتبط بوجود أشياء أكثر نظاماً وانتظاماً من ذلك الثالوث الذي ترتكز علية قاعدة الدولة والمجتمع والروح، وبالتالي يكون هذا الاعتدال مرافقاً للحرية ومساعيها من تجديد وإصلاح، لكن ما تقوم فيه أميركا وتسعى نحوه لا يمت بصلة لأي من تلك الأهداف النبيلة، ومع الأسف حتى الآن لم يدرك من يسمّون أنفسهم بالمعارضة هذه الحكاية، وعلى سيرة هؤلاء ورد مؤخراً أنهم يقومون بشراء مختطفين من إرهابيي النصرة لعدم امتلاكهم أي ورقة حوار في محادثات جنيف القادمة!! |
|