تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من سلسلة إصدارات القيادة القومية: مواصلة البناء على قواعد راسخة

شؤون سياسية
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
الدراسات

استطاع القائد الخالد حافظ الأسد أن ينقل سورية إلى مصاف الدول المتطورة وتمكن بعد تسلمه زمام القيادة عام 1970 أن يؤسس سورية الحديثة ويطبعها بطابعها المتقدم, فأصبحت بذلك محط أنظار العالم شرقاً وغرباً, وأصبح لها القول الفصل في عملية الحرب والسلام في المنطقة وفي الشؤون الإقليمية والدولية.

كتاب حركة البعث المتجددة الذي أصدرته القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي مؤخراً يرصد 38 عاماً من مسيرة التصحيح المجيد ضمن دراسة تحليلية وثائقية عبر 356 صفحة من القطع المتوسط تناولت عناوين عديدة عن البعث والتصحيح والقضية الفلسطينية والتضامن العربي والسياسات الاستراتيجية لسورية في ظل المتغيرات الدولية العاصفة.‏

يؤكد الكتاب منذ السطور الأولى التي قدم لها الأمين المساعد للحزب الرفيق عبد الله الأحمر أن الأهم من احتفالنا بالذكرى السنوية للتصحيح هي في العودة إلى الأسس الفكرية له... عودة مراجعة وتفكر بما يسهم في تعزيز مواقف سورية وتوجهات الحزب في هذه المرحلة الصعبة والحساسة.‏

فللمناسبة الاحتفالية جانبان أحدهما احتفالي والآخر فكري ذهني يتضمن المراجعة والتبصر في التجربة عبر إعادة اكتشاف أسسها وقواعدها الفكرية والمنهجية.‏

وتبرز المستجدات العصيبة اليوم أهمية الجانب الفكري المحور الأساس في فلسفة التصحيح ما يعطي توجه سورية السياسي والاجتماعي والاقتصادي الراهن مسوغاً تاريخياً ويجعله أكثر تجذراً في أرضية تجربة عمرها ثمانية وثلاثون عاماً.‏

والأساس الفكري الذي بني عليه نهج التصحيح يتضمن التعامل المبدع مع القضايا التي يطرحها التطور في جميع مجالات الحياة استناداً إلى تراكم التجربة التي خاضها الحزب وإلى الوعي التغييري الذي أرساه القائد الأسد وإلى ما يواصله الرئيس بشار الأسد من تطوير وتحديث.‏

واستناداً إلى هذه القاعدة القوية عمل حزب البعث العربي الاشتراكي على التصدي لجملة من المهام والمسؤوليات استهدفت دفع مسيرة البناء والتقدم والتطوير في سورية العربية لتواكب معطيات الواقع واستنباط الحلول المنطقية الناجعة.‏

وفتحت الحركة التصحيحية الآفاق لبناء سورية المعاصرة المستقلة استقلالاً حقيقياً كما فتحت الآفاق لمناخ قومي مقاوم, يستند إلى إيمان عميق بثقافة الأمة وشخصيتها واستحالة استسلامها أو غيابها عن ساحة التاريخ.‏

وربما كان النجاح في بناء هذا المناخ المقاوم, وفي تعزيز الحس القومي بحرية العرب, أحد أهم الأسباب خلف تصاعد الهجمة على منطقتنا من قوى الهيمنة والصهيونية.‏

فلو أن العرب استكانوا واستسلموا لما كانت قوى الهيمنة ولإسرائيل حاجة لتصعيد العدوان والاحتلال تصعيداً وحشياً لم يشهد التاريخ المعاصر مثل حدته وإرهابيته وبالمقابل أدى هذا المناخ إلى بعث قوة المقاومة في نفس الإنسان العربي.. وبعد أن يستعرض الكتاب مسيرة البعث والتصحيح والمؤتمرات القومية والقطرية ينتقل للحديث عن القضية الفلسطينية مشيراً إلى مواقف سورية الثابتة والداعمة لها على امتداد سني الصراع العربي - الإسرائيلي وصولاً إلى التضامن العربي وبناء مؤسسات العمل العربي المشترك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية