تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاستثمار في العقول.. تعليم الفقير واليتيم مجاناً (أنموذجاً )

مجتمع
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
فاتن دعبول

الخدمات الاجتماعية, والعمل الخيري التطوعي.. وجهان مشتركان للعطاء, تجمع بينهما الرغبة الذاتية للفرد في القيام بعمل ما, يعود بالفائدة على الغير دون انتظار مردود مادي.

واليوم صار العمل الاجتماعي الخيري التطوعي, أهم الوسائل المستخدمة في النهوض بالمجتمعات, فالحكومة سواء في الدول المتقدمة أم النامية لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها والمجتمع ككل.. مافرض شكلاً جديداً في آليات العمل ساهم كثيراً في دعم الحكومات, أي يكمل ما تقوم به لتلبية الاحتياجات الاجتماعية لمجتمعاتها. وبروز جمعيات أهلية وهذا جعل العمل التطوعي أكثر تنظيماً بدخوله الدائرة الاجتماعية.‏

جمعية تعليم الفقير واليتيم المجاني‏

جاهد أبناء حي المهاجرين من أجل نشر الوعي والتعليم بين أبناء المنطقة, وخصوا الفقراء والأيتام باهتمام يسجل لهم, ومن أجل أهدافهم النبيلة أسست جمعية تعليم الفقير واليتيم المجاني في العام 1946, التي تشرف على مجمع الإمام زين العابدين الذي يضم مدرسة لتعليم هذه الشريحة من الأطفال, ومسجداً وقاعة للمناسبات الدينية يعود ريعها على طلاب المدرسة...‏

الحاج دخيل شبلي رئيس مجلس إدارة الجمعية يقول: تقدم الجمعية للفقراء والأيتام من أبناء المنطقة, اللباس المدرسي والكتب والمساعدات العينية للبيوت, ويبلغ عدد الطلاب الذين يتلقون المعونات نحو 400 طالب, حتى يشتد عود الطفل وهذه المساعدات لاترتبط فقط بمرحلة التعليم بل تمتد, ويصبح قادراً على الاعتماد على نفسه وتحصل الجمعية على رصيدها من التبرعات واشتراكات الأعضاء...‏

عطاء متواصل‏

لم تكن الجمعية حديثة العهد, بل بدأت بعطاءاتها منذ العام 1972 وقد ترأسها في ذلك الوقت المرحوم هادي شبلي, الذي وعى معنى أن ينال فرد من أبناء منطقته حظه من الاهتمام والتعليم وخص منهم الفقير واليتيم, وتسلم هذه المهمة من بعده ابنه دخيل شبلي الذي تابع مسيرة والده, حتى أصبح عدد طلاب من تخرج من المدرسة لايعد ولايحصى ويطمح الابن في امتداد رعايته لتشمل المراحل التعليمية كلها ويقوم من أجل ذلك بترميم وتجهيز الطابق الثاني لافتتاح مرحلة التعليم الثانوي واستيعاب أبناء المنطقة وتوفير العناء عليهم لكون المدرسة هي الوحيدة في المنطقة...‏

وتتميز هذه المدرسة بقاعات للحاسوب, ومخبر, ومقاعد مطالعة, ومكان مؤهل ومتميز...,ويحظى الطلاب بتعليم نموذجي فعددهم في الصف الواحد لايتجاوز 30 طالباً....‏

ويبقى الاستثمار في العقول هو الاستثمار الأكثر جدوى, باعتباره الركيزة الاساسية لخلق بنية تحتية قوية تمهد الأساس الناجح للانطلاق بثقة نحو المستقبل...‏

والتعليم هو المفتاح الأول لتحقيق أي نجاح في الحياة... فبوركت جهود أصحاب المبادرات الخيرية, وبوركت تطلعاتهم الإنسانية, وحق من قال: لكل مجتهد نصيب, ومن يفعل الخير لايعدم جوازيه...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية