|
|
مجتمع ولعل الشغل الشاغل اليوم, لكل أسرة كيفية ضبط الميزانية العائلية أمام مد موجات غلاء الأسعار التي لاترحم ومحدودية الدخل. ورغم أن غالبية الناس تترك هذه المسألة عائمة أو ضائعة أو على البركة, إلا أن وطأة هذا الظرف جعلت معظم الأسر تفكر بمتابعة ومراقبة مصروفاتها لتتكيف مع ايراداتها أمام حركة وتذبذبات السوق. كيف نبدع في ضبط الميزانية العائلية? أذكر عندما كنا طالبات في المدرسة الإعدادية, درسنا في شؤون التدبير المنزلي كيفية وضع موازنة حسابية للأسرة تبدأ من وضع دفتر خاص للحسابات الأسرية تبين فيه الإيرادات والمصروفات, وبند خاص للتوفير, مع التأكيد على وضع جدول خاص حول مايصرفه الزوجان يوماً بيوم يتضمن بالطبع: المأكل, والملبس, والتعليم, والطبيب والأدوية ووسائل المواصلات, ووسائل الاتصالات, وفواتير المياه والكهرباء ونفقات صيانة المنزل أو السيارة إن وجدت.. كل ذلك يوضع في دفتر خاص للحسابات الأسرية ليقوم أحد الزوجين أو كلاهما بالمتابعة والمراقبة مع تدوين كل وارد إضافي لدخل الأسرة, من مكافأة أو عائد استثماري أو بدل إجازات إضافي أو منحة أو دعم تدفئة.زيادة كل ذلك يحتسب ويدون في رقم إجمالي يدمج مع راتب الزوجين, أو أحدهما إن كان طرفاً لايعمل ليتم احتساب النفقات على هذا الأساس هذا مع ملاحظة, أن ثمة برامج خاصة لمتابعة الميزانية الشخصية يمكن الاستفادة منها عبر الكمبيوتر. بعد فترة, يمكن تطوير هذا النظام المحاسبي والاستفادة من التجارب السابقة بوضع جدول أكثر مرونة تحسباً للظروف المستجدة أو الطارئة التي تحل بالأسرة من غير حساب, فنجعل في صدر الميزانية بنداً خاصاً لهذه المستجدات. ومن المفيد جداً التحدث مع الأولاد بخصوص الميزانية العائلية واشراكهم في كتابة الحسابات حتى يتعلموا أن بند المصروفات يجب أن يخضع لتخطيط وحسبان مسبق, فليس كل مايشتهيه الولد يشتريه, إلا إذا سمحت الميزانية بذلك, ويمكن أن ينعكس هذا على أفراد الأسرة في المستقبل, ويكون بمثابة التمهيد والتوطئة لحياتهم المستقبلية. كما لابد من معرفة الخطط والأهداف الكبيرة التي تسعى لها الأسرة من بند الإدخار الذي سيجير لبناء بيت, وزواج الأولاد, ومصاريف الجامعات, إضافة إلى مصاريف الشيخوخة بعد التقاعد من علاج ودواء الخ... هي باختصار مجرد أفكار لضبط ميزانية العائلة, تعتمد المراقبة والمتابعة والإدارة والتنظيم, مايجنب الأسرة الهدر والاسراف.. والاستعداد المسبق للطوارئ. |
|
