تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التأمين التكافلي في السوق.. إعادة توزيع الكعكة

مصارف وتأمين
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
أحمد العّمار

في موازاة البحث عن مصرف إسلامي مقابل المصرف التقليدي فإن قطاع التأمين هو الآخر وجد ضالته في التأمين التكافلي (الإسلامي) كبديل عن التأمين التقليدي,

ويعتمد التكافلي من الناحية العملية على فكرة تكافل وتضامن الجماعة في مواجهة الخطر التأميني, فطالب التأمين التكافلي بأن يتبرع باشتراك يتناسب مع التغطية التأمينية التي تريد الحصول عليها, ويقدم الاشتراك لصالح حساب جماعي خاص للمشتركين يجمع لجبر الضرر, الذي قد يصيب أحد المشتركين, فهدف المشترك ليس محدوداً بحماعة مصالحه الخاصة فقط, بل لمد يد العون لأي من المشتركين, الذي قد يصيبهم ضرر وهذا خير تجسيد لمبدأ التكافل الاجتماعي حسبما يقول منظرو هذا النوع من التأمين الحديث في الأسواق العربية والإسلامية والعالمية, لغاية عام 1979 لم يكن التأمين الإسلامي معروفاً, قبل أن تطرحه إحدى الشركات في السودان, ولينتشر فيما بعد وتتوسع قاعدته..‏

مؤشرات التأمين التكافلي‏

رغم حداثة عمر التأمين التكافلي, إلا أنه انتشر سريعاً حول العالم, خصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة, حيث تجاوز عدد شركات التأمين التكافلي (250) شركة, تجاوزت قيم اشتراكاتها ملياري دولار, نصفها في دول الخليج العربي, وإذا ما اضيفت إيران إلى هذا الرقم, فإننا نصبح أمام اشتراكات تتجاوز 5,6 مليارات دولار.. وأهم ما يميز هذا التأمين هو النمو السريع في مؤشراته, فحسب دراسة أجرتها شركة ستاندرد أندبورز تبين أن نسبة النمو في دول الخليج تصل إلى 40 بالمئة سنوياً ومتوقع أن يصل حجم سوق التكافل في هذه الدول إلى أربعة مليارات دولار في غضون السنوات القادمة.‏

وحسب المؤشرات, فإن أكبر سوق للتأمين التكافلي في العالم هو إيران حيث وصلت اشتراكاته (3,6) مليارات دولار تليه السعودية /831/ مليون دولار, فماليزيا /530/ مليوناً, ومن الملاحظات المهمة أيضاً أن التأمين التكافلي ينو بمعدلات أسرع من نظيره التقليدي, فقد تجاوز هذا النمو في بعض الحالات بين عامي 2004-2006 نسبة 200 بالمئة..‏

التكافل في سورية‏

إذا كان توسع وانفتاح سوق التأمين في سورية أمر حديث, فإن التأمين التكافلي هو الحديث جداً, وإذا كانت انطلاقة التأمين التقليدي بدأت في النصف الثاني من عام 2006, فإن انطلاقة التكافلي لم يمض عليها سوى أسبوعين, من خلال إطلاق أول شركة من نوعها في السوق لأعمالها,‏

الحصة السوقية للتكافل‏

بدخول شركة تأمين تكافلي إلى سوق التأمين, ستكون هذه السوق أمام إعادة توزيع للحصص السوقية بين اللاعبين فيها, أولاً باتجاه سوق التأمين التقليدي والتأمين التكافلي, وثانياً باتجاه توزيع الحصص داخل كلا النوعين من التأمين, والعقيلة ستستأثر بسوق التكافل لحين دخول شركات منافسة لها في الاختصاص, وخاصة أنها تمتاز برأسمال ضخم غير متوافر لدى غيرها, ويفوق الحد الأدنى المطلوب قانونياً, ما يؤهلها للاستحواذ على حصة سوقية كبيرة من سوق التكافل التي يتوقع القائمون على الشركة أنها تشكل بين 30-40 بالمئة من إجمالي سوق التأمين السورية, وهو رقم ضخم إذا علمنا أن أقساط التأمين تتجه إلى نحو (12) مليار ليرة مع نهاية العام الجاري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية