تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


منسوجات

رسم بالكلمات
الأثنين 24 تشرين الثاني 2008 م
سوزان ابراهيم

يستعمل الكتّاب في حياكة نصوصهم مفردات اللغة كمادة أولية, وهكذا تكون تلك النصوص منسوجات من حرير اللغة. لا تفوتنا ملاحظة جهود الصناعيين المبذولة لتحسين نوعية المواد الخام وتطويرها واستخدام المتطورو الجديد منها! بالقياس ذاته..

على الكتّاب مواصلة البحث عن صيغ أخرى للمادة الخام, أي تطوير اللغة واستيلاد جيل جديد من المفردات والتراكيب والصيغ. يتفق الباحثون على أن اللغة ليست كلاماً فقط, بل هي تمتد إلى ما هو أعمق, إنها الفكر نفسه, فالتفكير كلام داخلي, ويؤكدون ارتباط اللغة الحميمي بالتفكير طالما أننا نستخدمها في نقل أفكارنا إلى الآخرين, وهذا ما ينجزه الكتّاب بصورة فعالة بالكتابة, فالروايات والقصص وسائل أخاذة لخلق فانتازيا صورية في أذهان الآخرين. رغم تباين آراء علماء اللغة حول نشأتها, إلا أن الأرجح أن اللغة إنجاز بشري غير عادي, وأن الصفة التوليدية لها شيء فريد يقتصر على البشر, ما دفع فريدرك ماكس موللر ليعلن: اللغة هي حدود مملكتنا ولن تجرؤ بهيمة على اجتيازها!‏

يُعتقد أن اللغة المنطوقة الحقيقية ظهرت مع الإنسان الحديث منذ 150 ألف سنة ومن خلال فحص الحمض النووي لإنسان الهومو سابينز, يرجح العلماء أن ما هو موجود اليوم من الكلام, جاء من امرأة عاشت وأحبت في إفريقيا قبل 150 ألف سنة - وهي ما باتت تعرف باسم حواء- فهل يفسر ذلك تفوق النساء في نسج الكلام, وتفوق صغار الإناث في النطق باكراً على الذكور!?‏

اللغة كائن حي يحتاج للتنفس, ولتجديد الدماء, لا حبسها في المعاجم, يقول امبروز بيرس عن المعجم: إنه أداة حرفية مؤذية لشلّ نمو اللغة وجعلها صعبة وجامدة.‏

suzani@aloola.sy‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية